قد حفرنا لك في الأحشاء قبرا - رثاء الخميني(قدس) عادل الكاظمي
قد حفرنا لك في الأحشاءِ قبرا = يا سليلَ المصطفى روحاً وفكرا
لم تغبْ ما دمتَ في آفاقنا = ثورةً ترسمُ للأجيالِ مَسْرى
والفتوحات التي أنجزتها = لم تزل تنشدها الأمةُ فخرا
أيها العهدُ الذي نحفظُهُ = بدماءٍ حرّة تحملُ نصرا
أيها الغوثُ الذي أنقذنا = من يد عاثت بنا ظلماً وجورا
قد أذاقتنا المنايا غصصاً = وأضاعت حقَّنا سرّا وجهرا
وأبادتنا بليلٍ دامسٍ = وتمادت دون أن ترهب أمرا
وارتقبناك وفي أنفسنا = أملٌ يلحظ في أفقك فجرا
وغشانا منك فجرٌ صادقٌ = حاملاً للعالم العلوي بشرى
وتجليتَ كشمسٍ أشرقت = فأماطت ظُلَمَ المحنةِ قسرا
ونعمنا بظلالٍ وارفٍ = وعلى أرواحنا تنفح بِشْرا
يا أبا أحمدَ قد كنت لنا = كهفَ أمنٍ إن شكى الخائفُ ضرّا
يا فريدَ العصرِ علماً وتقىً = وجهاداً ظافراً يُعجِزُ خُبْرا
وأبا الثورةِ والمجد الذي = فوق هاماتِ العلا يرفل كِبْرا
كيف أرقى لمديحٍ ورثاً = ومعاليك التي تُعجزُ حصرا
كلّ يومٍ لك في أنفسنا = مشهدٌ حيٌّ معيدٌ لكَ ذكرى
فإذا ما غبتَ عنا جسداً = سوف لن تنأى عن الأحرارِ فكرا
ونصبنا للمعالى ماتماً = وعيونُ الدينِ من فقدكَ حمرا
نكبةٌ حلّت بأركانِ الهدى = فحملنا رزءَها في القلبِ جمرا
أيها الناعي أتدري أنت من = باكياً تنعاهُ أم تجهلُ أمرا؟
أنت تنعى أمةً مظلومةً = حملتْ في ظلمها الأمةُ وِزْرا
أنت تنعى ثائراً قد جنّدت = ضدّه أعداءُ دينِ الله طرّا
ليت عيني عميتْ عن أن ترى = نعشَ حزنٍ ضمَّ للإسلام بدرا
أو ترى بحراً من الناسِ غدا = حاملاً للجودِ والرّحمةِ بحرا
أيها الموتُ الذي حجّبته = لا تغبْ عنّي عسى أبلغُ عذرا