شعراء أهل البيت عليهم السلام - لا لن تموت رسالة الشهداء - في رثاء مهدي الحكيم (قدس)

عــــدد الأبـيـات
39
عدد المشاهدات
2077
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/10/2009
وقـــت الإضــافــة
10:30 مساءً

نظمت عام 1988 حين سماع نبأ استشهاد السيد الحكيم في السودان على يد أذناب الاستعمار من بعثيين وغيرهم فطوت الشهادة صفحة مشرقة من صفحات سفرها الخالد. نشرت وقتها في جريدة صوت العراق الصادرة في لندن وشغلت صفحتها الاخيرة. خطوا على قبري بفيض دمائي =لا لن تموت رسالة الشهداء لا لن تموت رسالة ممزوجة =بدم الجراح وعلقم الأقذاء لا لن تموت رسالة في كفها =سيف يقض مضاجع الطلقاء لا لن تموت رسالة من وحيها =أن الشهيد بقية الامناء لم يثنه الموت البئيس كأنما =أنفاسه جبلت على البأساء في صحبة هو والمنون فزائر =في كل حين زورة الخلصاء متحملا جل الخطوب وقلبه =كهف لكل مصيبة كأداء من ملّ هذا العمر ليس يضيره =إن ضمّه حَزَنٌ من البيداء معنى الحياة كرامة فإذا حضيت =بضدها فالعيش محض فناء ويظنها الغبُّ المخاتل لقمة =ما ضر لو سلبت من الضعفاء ويعيشها أهل المروءة موقفا =هو من صميم ارادة قعساء لم يدر ما طعم الحياة ولونها =إن لم تكن منقادة لاباء ما فاز موتور بعيش خاضل =وامامه جبل من الاشلاء ويزوره الماضي القريب ولونه =لون الحياة بأعين السجناء وألذ شيء عنده ان ينجلي =عن هذه الدنيا عميم بلاء وإذا ادلهم الافق واسودَّ الفضا =فالشمس تشرق من نجيع دماء لا يدرك الحق المضام مطالب =حتى يجود بروحه السمحاء وإذا قضت تقضي الجراح عهودها =ببناء مجد أو بكسب ثناء كجراح مهدي الحكيم تنفست =فجرا أطل بسمحه المعطاء ضحكت الى نصر وكان يظنها =الاعداء ان تغفو على الارزاء وتآمروا ان يقتلوه بمأمن =من أن تنالهم يد الشرفاء غالوه منفردا بسف غادر =قد سله ألف من العملاء فمضى شهيدا والشهادة إرثة =جاءت من الآباء للابناء وهو ابن من ساد الورى بعلومه =تاج الفخار وزينة العلماء محيي الشريعة والمجاهد دونها =بعزيمةٍ ورجولة واباء والمقتفي إثر الجدود وبعده ال =ابناء في ركب من الشهداء حازوا الفخار وكل مجد شامخ =ترنو اليه نواظر العلياء ولمثل مهدي قليل أن جرت =مني العيون بأدمعٍ حمراء وجفاء مني أن تصاغ قصائدي =بمدائح ومحامد ورثاء ما لم تكن بصوارم أبياتها =أبياتها منظومة وبمهجة ودماء إذ عاش مظلوماً وملء جنانه =أملٌ يصان بمنعة ومضاء وتقوده نفس يروّضها الفدا =في خوض معترك وردِّ عداء لا عيب فيه غير أن فؤاده =بثباته كالصخرة الصمّاء ما مضه وقع الخطوب مريرة =والقلب يشحذ همّة الاعضاء جهلا يظن الخصم أن بقتله =يمحو معالم ثورة غراء ولألف مهديٍّ يصون ذمارها =حتى يكون الحكم للأكفاء لا سِلْمَ أو يلقى الطغاة مصيرهم =بهزيمةٍ او ميتة شنعاء ما كان عهد الله أن نشكوا الأسى =إلا لحدّ الصارم البكّاء ليلجل النصر المؤزّر هاتفاً =لا لن تموت رسالة الشهداء
Testing