أملُ الرسالة يُعقد = وببطن مكةَ يُولد
وعلى بشارتها مفا=خرُ أمةٍ تتجسّد
هبت بأعذبَ نفحةٍ = منها الجنان تَزوّد
وبوسط بيت الله لل=مجدِ المؤثّلِ موعد
ولد الوصيُّ المرتضى = ولد النبيُّ محمد
بشراك مكةَ فالهدى = باسم العلي مُسدّد
وافاك يرفل بالسنا = والبِشْر ذاك الفرقد
نفسُ النبيّ وصنوه = وبه النبي مؤيّد
ووصيه ووزيره = ونصيره والمنجد
أولاه أحمد علمه = وهو السريّ الأوحد
عِدْلُ الكتاب وعلمُهُ= البحرُ الذي لا ينفد
وافاه بالمدح الكتا=بُ وكل حرفٍ مشهد
وبهل أتى مِدَحٌ له = مر ّالزمان تُردّد
بشراك مكةَ فافخري = يغنيك هذا المولد
بعلا عليٍّ من له= الدنيا تقوم وتقعد
رباه أحمدُ وهو في = عين الرسالة يُرصد
يحنو عليه وحجره = لهدى الإمامة مقعد
وإلى حراءٍ للنبو=ةِ والإمامة مقصد
وتُشدّ بينهما أوا=صرُ فكرةٍ وتوطّد
وبسمع حيدرَ آيةٌ= للوحي ليس تُفنّد
هذا عليّ ومن له = كلّ البرية تشهد
المنقذُ الدين الحني=ف بصارم لا يُغمد
ومبدّد الأبطال أي=نَ تألّبوا وتحشّدوا
وعلى شمائله تلو=حُ من البطولة سؤدد
ما راعه أنّ الجح=افلَ ضده تتجند
أنى يُراع وقدرة= الرحمن فيه تَجسَّدُ
وبلا فتى إلا علي = جبريلُ راح يردّد
وبذي الفقار وبطشه = تلوى الرؤوس وتحصد
فيدٌ لأمّات الفضا=ئل تجتبي وتؤيّد
ويدٌ لسطوتها يُفرّ=قُ جحفلٌ ويوحّد
قاد الفتوح مكافحاً= ومنافحاً لا يجهد
مستبسلاً يجلي الخطو=ب بعزمة لا تهمد
ومخلفاً في كل بي=ت رنّةً تتوعّد
وبكلّ نفسٍ ألفَ ثأ=رٍ نارُه لا تخمد
وسرت بها الاحقاد حت=ى كلّ طفلٍ يولد
يربو على شحنائِها = مما أفاض المَحْتِد
حتى إذا دار الزما=نُ وحان ذاك الموعد
عادوا بها شعواءَ تُب=رق بالضلال وتُرعد
فأتى إلى بيت الوص=يّ وباليمين مهنّد
وتحوطه زمرٌ لشا=رعة المفاسد مورد
ومحرّقاً داراً على ال = تقوى بناه محمد
أو مثلُ فاطمةٍ يروّ=ع قنفذٌ ويهدّد؟
بالسوط يعلوها وأ=ضلاعٌ لها تتخضّد
ظلماً وراء الباب يو=مَ الظالمون تحشدوا
قادوا علياً بالنجاد= وفاطمٌ تستنجد
والناس عادوا للجها=لة حين غيّب أحمد
ودعوه يرسف بالقي=ود لبيعة تستعبد
فأبى ولكن للنب=ي وصيّةٌ تتعهّد
في أنّ بيعته لهم = للدين حرزٌ منجد
فمضى أبو حسن يبا=يع معشراً لم يهتدوا
سوداء كالليل البه=يم فعالُهم لا تُحمد
هبلٌ تأمّر بالنفو=سِ فمن تراها تعبد؟
والله ما يوم السقي=فة مثله يأتي غد
يوم تجرد للشقا=ق حسامه المتجرّد
في قلب كلّ موحدٍ = حُرَقُ الأسى تتوقد
لولاه ما يوم الطف=وف له وليدٌ يولد
يومٌ به آل النب=وة قتّلوا وتبدّدوا
يومٌ أصاب المسلم=ين بنكبةٍ تتجدد
مرّ الزمان فكلّ شي=ءٍ بعده لا يسعد
يومٌ به رأس الحسي=نِ على القنا يتردّد
والجسم منه على الصع=يد وحرّهِ يتوسد
عريانَ تكسوه الرما=لُ وجمرها المتوقد
تعدو عليه الخيلُ تس=حقُ جسمه وتبدّد
هذي وصية أحمدٍ؟=يا شر ما فعل العدو
آل النبي لرزئكم= في كلّ قلبٍ مَوقد