قبل: مبعثي أرضٌ بها الإفسادُ ساطي = وبعصرِ السُّرْعَةِ اليومَ نشاطي بيدي هذي تباشيرُ السياسه = وبهذي الكَفِّ نَصْرُ الانْضِباطِ وحديثي بالحواسيبِ دقيقٌ = كُلُّ رَقْمٍ فيهِ لا لَيْسَ اعتباطي إنه للأمر بالمعروفِ بحرٌ = وهو للنهي عن المنكرِ شاطي وهو لا يسعَى لتحقيرِ ضعيفٍ = وهو لا يسعَى لتبجيلِ بلاطِ وَهْو إن يُلقى بأيلولَ قوِيُّ = وكذا إن سوفَ يُلقى بِشُباطِ وهو في البُلدانِ إن يُلقى بمِصْرٍ" = مِثْلَهُ إن سوفَ يُلقَى بالرِّباطِ يأكُلُ الأخضرَ واليابس قولي = إن بَدى لي مِنْهُما أيُّ انحِطاطِ كِلْمةُ الحَقِّ ولو كانَتْ عَلَيَّ = قُلْتُها صِدْقاً وَما كان انْحِباطِي أمُحِقٌّ كُنْتُ، أَمْ كَنْتُ حَبيساً = بَيْنَ أَمرَيْن، وإمّا كُنْتُ خاطي لا أُبالي حينها فالدِّينُ عِنْدي = ليس مِنْ ناسٍ يَعوقون صراطي فلذا قد يطفَحُ الكَيْلُ بِهِمْ لي = كُلُّ أَمْرٍ سَيُرى فيهِ انْخِراطي ولذا قد يسأمُ الباطِلُ مني = وينادي الفسق: قطعتَ نياطي كُلُّ هذي خطّتي .. لن تتغيّر = سَوْفَ أُثْبِتْها ومن دون تباطي بعد: يالَهَوْلِ العارِ من عَصْرِهِمُ ذا = صَفْحَةٌ تسْوَدُّ من خَطِّ النُّقاطِ أصبحَ المُنْكَرُ مَعْروفاً حلالاً = مِنْ سُحاقٍ وسِفاحٍ ولِواطِ وغِناهُمْ قَدْ سَمِعْتُ والغِنا لا = يَتَعَدّى مَسْمَعي في الالتِقاطِ وعيوني قد رأت مما جَنَوهُ = وجفوني مُغْمَضاتٍ بانبِساطِ جامِعاتٌ لاصَقَتْ غلمانُها الحُو = رَ كجناتٍ حَلَتْ بالاخْتِلاطِ وشبابٌ لو أُقمتُ الحَدَّ فيهم = لظننتَ الجَلْدَ تأديبَ السِّياطِ وحروبٌ ببني الجِلْدَةِ تغلي = في وغى "النِّتِّ" سِماطاً بِسماطِ كلهم في الوهم عاشوا سندباداً = قَدَّمُوا النَّفْسَ على الحِمْل المُناطِ شيَّبَتْني تِلْكَ آثامُهُمُ بَلْ = شَيَّبَتْ رأسَ وليدٍ في القِماطِ غضبي يضْطَرُّني في جَهلهم أنْ = أُبْدِلَ الفِقْهَ إلى أقسى صراطِ " حَرُمَتْ في شِرْعَتي مُنْتَزَهاتٌ = يَفْسُقُ السائِرُ فيها باشْتِراطِ" "حَرُمَتْ في شِرْعَتي مَوْضاتُ غَربٍ = يُربَطُ النّشءُ بِها شَرَّ ارْتِباطِ" "حَرُمَتْ في شِرْعَتي مُنْتَدَياتٌ = دأبُها السَّعْيُ لِذَمٍّ مُسْتَشاطِ" "حَرُمَتْ أيْضاً قصيداتٌ كهذه = وأرى كاتِبَها كالمُتَعاطي !" "وحَكايا سندبادٍ حَرُمَتْ بَل = أُثِمَتْ صَعْدَتُهُ فَوْقَ البِساطِ" "حرُمَ الفِعْلُ لما كانَ مُباحاً" = "وَجَبَ الفِعْلُ لِما كانَ احْتِياطي" اعذروني فعظيم العار قد كُ = دِّسَ عقلي منهُ حدَّ الانضغاطِ كم رحيمٌ أنت ربي إذ بَعَثْتَ = لَهُمُ طه بِعَصْرٍ ليس واطي فكهذا العصر حقاً مارأيْتُ = من فجورٍ وضياعٍ وانْحِطاطِ وكطه لم أرى، كرمتَهُ رَب = ي بعكسي قد بنى الشِّعْرِ اختباطي محمد جعفر النايم