هذي الطلول فقف بنا يا ساري
هلال بن بدر
هذي الطلول فقف بنا يا ساري=وانظر معالم سادة الاطهار
نزلوا هنا فأبت عليهم أنفس=من أن تحل منازل الاشرار
قوم إذا أرخى الظلام سدوله=فوجوههم فيه شموس نهار
يهدي السراة الى الوصول اليهم=وسط الظلام سواطع الانوار
ما ليلهم إلا القيام لربهم=فلهم دوي في دجى الأسحار
أنضاء من فرط العبادة خشع=لبسوا التقى وتجللوا بوقار
أبطال حرب عند مشتبك القنا=وتلين من فرق يد الجبار
قد طاب طعم الموت في أفواهم=وأتوه وراداً بلا اصدار
في مأزق ضنك تفرد هوله=لم يرو في التاريخ والأخبار
جاءت أمية تستحث جيوشها=لترد خيل الله في المضمار
لم ترضى هاشم أن تضام وسيفها=من ذي الفقار الصارم البتار
فسطت على الباغين أية سطوة=موروثة من حيدر الكرار
ضرباً بكل مهند لا يلتوي=طعناً بكل مثقف خطار
وجرت بهم تلك المذاكي ضحوة=فبنت سنابكها سماء غبار
حتى إذا نزل القضاء ولم يكن=إلا الورود لمنهل الأقدار
هوت البدور على الطفوف فيا لها=من صدمة في ملة المختار
لولا الظما لم تلق اساد الشرى=صرعى تسترهم ثياب فخار
وقف الحسين فيالها من وقفة=لا جازعاً حاشا ولا متواري
ظماَن ملتهب الحشى وفؤاده=من حسرة فيه كوخز غرار
يرنو الى تلك الخيام ومن بها=قد طالما حجبوا عن الأنظار
فرد تحيط به الأسنة والظبا=خلو من الأعوان والأنصار
الله أكبر أين هاشم قد غدت=وحسينها ملقى على الأعفار
منعت أمية هاشماً من شربة=حقداً لبدر رامياً بشرار
نهر الفرات ألا طفوت ملبياً=لندا الحسين واله الأطهار
جفت أصولك يا فرات لحر ما=لحق الحسين وانت ذاك الجاري