يا شبه المختار
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
يا شبه المختار سموت خُلقا خُلُّقا ما أغلاكَ= لكنك في كفن الموت تنزف دما ما أحلاكَ
مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام=مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام
أبُني يجود الدهر بما مّنَ الله عليّ بمثلك= حارت بصفاتك ألبابٌ وقفت ذاهلةً من حولك
فكأنك يا ولدي مَلَكٌ كُلِ صفاتك ما من يملك= أو قل ما لكَ غيرَ مُحمد شِبهٌ يا ولدي من قبلك
فأبٌ ربى مثلكَ أِبناً يُقتلُ لو يسمعُ عن قتلك= لكني لست أراك بما أنت تخط الأرض برجلك
أبدا بل أنظر في جسدك زُيِنَ من نصلك أو نبلكَ= أنظرُ أشلائاً نازفة لتصبَ دِمائاً في غسلِك
أتذكرُ عزمك مشتاقا والسيفُ يخففُ من حِملك= أتذكرُ قولك يا ولدي فيكون عزائي في قولك
أولسنا في مسلكِ حقٍ قلت بلى يا شمعة أهلك= فأجبت إذن لستُ أُبالي من أجل الدينِ ومن أجلك
فعلى منكَ عليٌ صوت يا مفختري ما أغلاكَ= لست أبالي أنا بالموت وسَعتَ إلى الموت خُطاكَ
مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام=مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام
أبُني تَجليت كمالاً سُبحان الصانعَ من صنعك= أبُني صفاتُك آياتٌ ولها ربُّ الكونِ أِبتدعك
مَن إلهٌ زانك حُسنا في خَلقٍ في خُلقٍ رفعك= وكذلك منطقُكَ لحنٌ بشذاهُ يطرب من سمعك
لو كنت بعيدا يا ولدي حتى ألقاكَ فلا أدعك= لكني أنا مِنكَ قريبٌ ولدي هذا الشوق أتّبعَك
ربٌّ أعلاك سيعليني و إلهٌ مع جدك جمعك= يجمعني أبُني قريباً في جنتهِ معهُ ومعك
في جنةِ خُلدٍ وهناء أبُني قريبا ألقاكَ= من بعد سويعاتِ عناء سيُحييني من حياكَ
مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام=مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام
أبُني لقد كان لقائا مثلَ سواد الليل لِقائُك= أبصرت بجنبك أعدائا كسباعٍ حولك أعدائك
ولدي ورأيتك أشلائا فأنتزعت روحي أشلائك= وحملتك إربا ودمائا فأسالت عيني دمائُك
لكنك قدمت وفائا للدينِ فكم جّل وفائُك= قد كنت على الأرض سمائا تمطرُ ماء العِز سمائُك
كنتَ على الرمضاءِ ضيائا تُخجلُ نور الشمس ضيائُك= كنت بما قدمت عطائا يسمو للعلياء عطائُك
ومضيتَ كبدرٍ وهاج حرَ الدربِ فما أوضاكَ= فرضيتَ بحزٍ الأوداج بالبتارِ فما أرضاكَ
مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام=مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام
يا شبلاً حقَ لِوالدهِ أن يبكيهُ واشِبلاهُ= حقَ لِمن أبصَرَ طلعتهُ مبتسما أن لا ينساهُ
حقَ لِمن ناظرَ نظرتهُ أن لا يتغنى بسواهُ= غير رسول الرحمةِ طه ليس لهُ أبدا أشباهُ
لكني لن أُجري دمعا وأنا فوق التُربِ أراهُ= معتفرَ الوجنةِ مُنجدلا والسيفُ صريعا أرداهُ
أبُني علياهً أيُرثى مثلكَ والجنةُ مأواهُ= أويُبكي من مات ولكن في جنةِ ربي محياهُ
يا روحا بين الأضلاع أبُني عليا أهواكَ= لكني لستَ المُرتاع يا روحي من فقد سناكَ
مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام=مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام
ما أحلاكَ بُنيَ صريعا ما بين مصارعِ أصحابي= تستُرُ جِسمك أسهمُ حِقدٍ ملقيا كوميضِ شهابِ
بيمينك شيخُ بني أسدٍ فارسُ ميمنتي ونِقابي= بيساركَ فارسُ ميسرتي ذاكَ زهيرٌ ليثُ الغابِ
صرعى وأنا من حولكمُ ما بين ذهابٍ وإيابِ= أسألكم وكأن دِماكم تشتاقُ بصدقٍ لجوابي
وكأن دمائكمُ بحرٌ مُلتطمٌ بالنزف الرابي= وعليهِ أنتم كسفينٍ للخلد مشت خلف حِجابِ
خلف حجابِ الإستشهاد خفاقا أبصرت لواكَ= حولك ألوية الأمجاد تسمو يا ولدي بسماكَ
مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام=مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام
أبُني مضيتَ على نهجٍ ثوريٌ يتبعُ ثوريا= وقُتلتَ وأنت حُسينيٌ تخلقُ بالدمِ حُسينيا
ستثورُ رجالٌ بعدك ما عرفت بعد حسينٍ شيا= ذاكَ دربُ الطفِ عليٌ يوصي بوصاياه عليا
هذا الجمرُ الطفيُ نمى سيفا مسلولا جمريا= ذاك القارئُ في واقعهِ ليخطَ صراطا نبويا
وتزيّن بالعمِ زكيٌ بلباسُ التقوى مخفيا= ذاك أبنُ مُظاهر عاد لنا بأبي سامي أصبح حيا
وعلي سلمانَ بطلعتهِ كالنجمِ السابحِ في العليا= رجلٌ و الطفُ لهُ أمٌ هذا ما بُرهن في اللقيا
والعباسُ أتى مغترفا فأبان الماء غُريفيا= لا عجبا فالسيدُ شبلٌ لهزبرٍ يفترز الغيا
أشبالُ حُسينٍ آساد يا أكبرُ ساروا بِخُطاكَ= الطف إليهم ميعاد ولها يمضون وإياكَ
مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام=مُعتفراً مفضوخ الهام من أجلِ بقاءِ الإسلام