شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا أيّها النّبأ العظيم

عــــدد الأبـيـات
62
عدد المشاهدات
4689
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
30/09/2009
وقـــت الإضــافــة
3:09 صباحاً

يا أيُّها النَّبأُ العَظِيم=أَنتَ الصِرَاطُ المُسْتقِيم حيدَرُ يا حيدرْ نَبْعٌ يَتَفجَّر=حيدَرُ يا حيدرْ نَبْعٌ يَتَفجَّر كَأنِّي بِطَيْفٍ مِنْ هَالَةِ الأمْلاَكْ=يُنَاجِي عَلِياً يا سَيِّدِي لَولاكْ لَفُلَّتْ عُرَى التَّوحِيدِ مَعَ الأفْلاَكْ=وَآلَتْ زُهُورُ الدِينِ إلى أَشْوَاكْ أَنْتَ النُّورُ السَّابِحُ في عَرْشِ الرَّحمَن=وَ سَفِينَةُ نُوحٍ أَنْتَ عَلَيْهَا الرُّبان مَنْ غَيرُكَ مَأَوَىً لِسَفِينِ التَّقْوَى=وَشِرَاعُ العَلْيَا بِالمَوْجِ تَلَوَّى بحْرُ العِلْمِ وَبحْرُ التَّقْوَى يَلْتَقِيان=يَتفَجَّرُ مِنْهُنَّ اللؤْلؤُ وَالمَرْجَان حَفَّتْكَ قُلُوبٌ بِهَيامِكَ نَشْوَى=بِسِوَاكَ طَوَاهَا ظَمَأٌ لاَ يُرْوَى عَجِزَتْ عَنْ وَصْفِكَ يا مَوْلاَيَ الأَوْصَافُ=مَازَالَ الشِّعْرُ عَلَى أَوْرَاقِكَ يَسْتَافُ حَارَ الفِكْرُ بِكَ يا بحْرُ=حَارَ الفِكْرُ بِكَ يا بحْرُ فَلِوَاؤُكَ خَفَّاقٌ وَمُقَامُكَ أَعْرَافُ=وَوُجُودُكَ أَسْرَارٌ تَطْوِيهَا أَصْدَافُ خَفِيَ السِّرُّ أَبِهِ سِحْرُ؟=خَفِيَ السِّرُّ أَبِهِ سِحْرُ؟ عَلِيٌّ شُعَاعٌ في مُحْكَمِ التَّنزِيل=وَطَيْفٌ تَبَدَّتْ فِيهِ رُؤَى التَّأوِيل وَقَلْبٌ حَوَى التَّوْرَاةَ حَوَى الإنجِيل=وَرُوحٌ تجَلَّى فيهَا سَنَا جِبْرِيل مَا الوَصْفُ وَإنْ شَطَّ مَدِيحاً بمُغَالِي=مَا كُنْتُ أَشُدُّ القَوْسَ بِغَيرِ نِبَالِ سَلْ عَنْهُ القُرْآن فَلَدَيهِ التِّبيَان=عَنْ قَاعِ التَّأوِيل تُغْنِيكَ الشُّطْآن مَنْ بَاتَ بمَكَّةَ وَالأسْيافُ عَوَالِي=لَيْلَ الهِجْرَةِ تُسْتَلُّ عُرَى الآجَالِ لَكِنْ عَنْ حَقٍ يجْلُوهُ البُرهَان=قَد تُعْمَى عُيونٌ وَتُصَمُّ الآذَان مَنْ آثَرَ بِالقُرْصِ وَطَوَى اللَّيلَ صَبُورَا=لمْ يَرْجُ بِهِ أَجْراً وَجَزَاءً وَشُكُورَا وَهُو الفَادِي قَلْبَ الهَادِي=وَهُو الفَادِي قَلْبَ الهَادِي وَالشَّمْسُ لَهُ رُدَّتْ فَأَبَاحَ لهَا النُّورَا=فَكَأَنَّ بِغُرَّتِهِ خَطَّ النُّورُ سُطُورَا غَمَرَ الوَادِي بِالإِسْعَادِ=غَمَرَ الوَادِي بِالإِسْعَادِ عَلِيٌّ إذَا اسْوَدَّتْ بِالدُجَى الظَّلْمَاء=تَرَاهُ بِعَينٍ تهَمِي هو البَكَّاء وَلكِنَّهُ إنْ ثَارَتْ رَحَى الهَيجَاء=ضَحُوكٌ كَأنَّ الحَرْبَ لَهُ حَسنَاء مَنْ مَرَّغَ بَدْراً في سَاحَاتِ حُنَينِ=وَبِيَومِ الخَنْدَقِ أَعْمَالُ الثَّقَلَينِ لا غَرْوَ بِسَيفٍ حَيْدَرُ يحَوِيهَا=وَنهَارُ قُرَيشٍ صَارَ لَيَالِيهَا آسَادُ الحَرْبِ تَهَاوَتْ بِالقَدَمَينِ=وَالغُصْنُ تَدَاعَى كَرُمُوشِ العَينَينِ هَامَاتُ الأبْطَالْ عِنْدَ مُجَانِيهَا=وَالهَيْجَا زِلزَالْ زَلْزَلَ وَادِيهَا فَكَأنَّ الحَشْرَ دَنَا وَ دَنَا يَومُ الدِّينِ=وَسَقَيْتَ القَومَ بهِ مَاءً مِنْ غِسْلِينِ عَظُمَ الخَطْبُ وَهِيَ الحَرْبُ=عَظُمَ الخَطْبُ وَهِيَ الحَرْبُ مَيْدَانُكَ مَهْدُكَ مِنْ إشْرَاقِ التَّكْوِينِ=هَلْ لِلضِّرْغَامِ إذَا آوَى غَيرُ عَرِينِ؟ سَهُلَ الصَّعْبُ بِكَ لَنْ يَكْبُو=سَهُلَ الصَّعْبُ بِكَ لَنْ يَكْبُو عَليٌّ لِسَانُ الدَّهْرِ إلِيْكَ فَمُ=وَثَغْرُ الزَّمَانِ بِوَجْهِكَ يَبتَسِمُ وَأنْتَ كَطَوْدٍ ثَارَتْ بِهِ الحِمَمُ=فَهَاجَتْ رِيَاحٌ وَالبَحْرُ يَلْتَطِمُ بِوَلائِكَ قَلْبُ المحَزُونِ رَمَاداً ذَاب=فَكَأنَّ هَوَاكَ لِطَرْفِ العَاشِقِ سَلاَّب في غُصْنِ فُؤَادِي ذَا الحُبُّ تَوَلَّد=فَوَلاؤُكَ طَيرٌ في رُوحِي غَرَّد جَفْني المَقْرُوحُ ببَلْسَمِكَ الشَّافي طَاب=يا لُغْزَ الكَونِ المَكْنُونِ أَشَبْتَ الشَاب وَأعَدْتَ ضِيَاءً لِلْجَفْنِ الأرْمَد=تَنْفَخُ مِنْ رُوحٍ هيَ رُوحُ محُمَّد يا حَبْلاً لِلْمَولَى إنَّ العُرْوَةَ وُثْقَى=مَنْ مَدَّ لهَا كفَّاً حَاشَى بِغَدٍ يَشْقَى حِينَ يُبشَّر يَومَ المحَشَر=حِينَ يُبشَّر يَومَ المحَشَر وَوَلاؤُكَ كَنزٌ لي قَد هِمْتُ بهِ عِشْقَا=فَكَأنِّيَ مَغْمُورٌ في أفْضَالِكَ شَوْقَا حبُّكَ حَيدَر حَوضُ الكَوثَر=حبُّكَ حَيدَر حَوضُ الكَوثَر مُصَابٌ أرَاقَ العَينَ وَأيُّ مُصَاب=بِسَيفٍ هَوَى كَالبَرقِ وَهَاماً صَاب فَأرْدَى عَليَّ التَّقْوَى وَ لَيثَ الغَاب=فَسَالَتْ عُيونٌ مِنْ دَمْعَةِ المحْرَاب ما مَهرٌ في الدُّنيَا بمَدَى الأيَامِ=محُمَّرُّ الأوْدَاجِ كَما مَهرِ قَطَامِ ألْقَى بحُسَامٍ لِلرَأسِ وَعَمَّم=فَانْشَقَّ ضِياءٌ وَتَعَانقَ بِالدَّم فبَكَى المِحْرَابُ عَلَيهِ بِقَلْبٍ ظَامِي=وَتمَزَّقَ وَجْهُ الصُّبْحِ بِفَجرٍ دَامِي وَالفَلَكُ الأعْلَى أهوَى وَتحَطَّم=وَالأُفْقُ تَشَظَّى مِنْ ضَرْبةِ مُلْجَم أوَلسْتَ بِفَارِسِها وَ اللَّيْثُ الضِّرْغَامُ=عَجَباً لَكِ مِنْ دُنيَا أنْ يُرْدِيكَ حُسَامُ لَكَ أنْ تَعْجَب ممَا أعْجَب=لَكَ أنْ تَعْجَب ممَا أعْجَب نَارُ الحَرْبِ إذَا ما اشتدَّ لَظىً وَضُرَامُ=هيَ عِنْدَكَ أطيَافٌ بَلْ بَردٌ وَسَلامُ يا لَيْثَ الحَرْب هَامُكَ تُضْرَب=يا لَيْثَ الحَرْب هَامُكَ تُضْرَب أَتَاهُ إلَيهِ مِنْ حَولهِ الحَسَنَان=كنَجْمٍ وَبَدْرٍ في اللَّيلِ يَأتَلِقَان وَمُدَّتْ مِنَ الكَرَّارِ الطَّرِيحِ يَدَان=وَهَاجَتْ رِيَاحُ الحُزْنِ بِغَيرِ لِسَان ضَمَّ الحَسنَ الزَّاكِي وَالوَهْنُ تَغَشَّاه=وَبِما أوصَى بِرَنِينِ الآهَةِ أوْصَاه أبُنيَّ تمَسَّكْ مِني بِوَصِية=خُذْ بِيدِ التَّقْوَى بِيَدٍ قُدْسِيَّة وَارْعَ الجَارَ فمَا منَّا مَنْ لمْ يَرعَاه=وَ شَفاعتُنا ما مَسَّتْ لاهٍ بِصَلاة خُذْ مِني عَهْداً في كُلِّ سَجيَّه=بِالصَّبرِ تَلقَّى رُزءاً وَ بَلِيَّة فَاصْطَفَقتْ أبْوَابٌ وَانهَدَّتْ جُدرَانُ=للدِّينِ هَوى رُكنٌ فَاهتَزَّ البُنَْيانُ وَجَثى الحُزْنُ وَ هوَ يَرُنُّ=وَجَثى الحُزْنُ وَ هوَ يَرُنُّ مُذْ صَاحَ بمِحْرَابٍ تَكْسُوهُ الأشْجَانُ=فُزْتُ وَرَبِّ البَيتِ رَوحٌ بلْ رَيحَانُ وَسَرَى اللَّحْنُ وَ هوَ يَئِنُّ=وَسَرَى اللَّحْنُ وَ هوَ يَئِنُّ
Testing