حرية الحسين
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
بالأربعين تُهيجنا حُريةُ الحُسين=والشُهداء بالقُدسِ أولى القِبلتين
الأربعونَ عندما ينطلقُ العهدُ دمائا=سائلةً خاضبةً راسيةً طريقَ التضحيات
الأربعونَ عندما ينهدرُ الحُزنُ دموعا=جارفةً نادبةً راويةً معاقِلَ الثبات
ساكبةً من كربلا ماءَ=العُلا فوقَ صفيحِ النكبات
شاهدةً من كربلا=أن الولا يومَ الفداءِ وقفات
مُرخصةً من كربلا ما قد غلا=للعِزِ في وجهِ الطُغاة
طارقةً من كربلا سمعَ=الملا الموتُ يُعطيكَ الحياة
الأربعونَ عندما ينتهجُ الركبُ رجوعا=منصدعاً ملتوعاً منفجعاً لنضرةِ الحُماة
الأربعونَ عندما يزدهرُ القبرُ سطوعاً=منشرحاً مُتَّرِحا مُنفتحا لضمِ الثاكلات
بالأربعين ركبٌ أتى يؤبنُ الحُسين=من النساء يسالُ أينَ القبرُ أين يسألُ أينَ القبرُ أين
الأربعونَ عندما ينشهرُ الحقُ سُيوفاً=بارقةً ضاربةً شاربةً من مَفرقِ الفساد
الأربعونَ عندما تحتشدُ الجُندُ صفوفاً=واقفةً مُشرعةً واقِفةً لدولةِ الرشاد
مُلهَمةً من كربلا أن الجلا=للظُلمِ في خطِ الجِهاد
عاقِدةً من كربلا عقدَ الطِلا=مِن كُلِ طاغٍ بالعباد
جازِمةً من كربلا أن الفلا=فيها من العِزِ وساد
طاب لها من كربلا=ما قد صلا نُزلاً أبياً للرُقاد
الأربعونَ عندما=تمتلئُ الخُلدُ قُطوفاً
طائِبةً دانيةً ساغيةً=لدامي الفؤاد
الأربعونَ عندما ينفتحُ الصبرُ صُروفاً=راسخةً ثابتةً صامدةً لنصرِ الاِعتقاد
بالأربعين ركبٌ أتى يُعاهدُ الحُسين=يُعطي الولاء للخامنائيِ
الأربعونَ عندما يعلو الخُمينيُ إماماً=مُسترجاً مُبتهجاً مُنتهجاً صِراطَ الأنبياء
الأربعونَ عندما يسطوا الخُمينيُ حِساماً=مُنزرقاً مُنطلقاً مُخترقاً جُموعَ العُملاء
مُنتسجاً من كربلا نسجَ الرِدا=سبحتهُ عقدُ الفِداء
مُلتفعا من كربلا بُردَ الولا=يمشي على هديِ السماء
عِمتهُ من كربلا لونُ الدما=سَوَدَها عُظمَ البلاء
نبرتُهُ من كربلا يتلوا الدُعا=يشدو برجزاتِ السِقاء
الأربعونَ عندما يرتسمُ الدمُ وساماً=مُنهدراً مُنتشراً مُنفجراً بثأرِ كربلاء
الأربعونَ عندما يلتهِبُ الأُفقُ ضِراما=مُطبقةً مُشرقةً مُحرقةً غُرورَ الدُخلاء
بالأربعين يَذَّكِرُ الأحرارُ بالحُسين=وبالعزاء يعلوا هِتافًُ الثائرين
الأربعونَ عندما ينبعثُ الشعبُ هِياجاً=مُكتشفاً مُحترفاً مُنتسِفاً قِلاعَ الدُخلاء
الأربعونَ عندما تشتبكُ الأيدي سِياجاً=لائِحةً عاليةً قابضةً بهَديِ العُلماء
مُعلنةً من كربلا إنَ الدما=سِرَ مغاليقِ السماء
صارخةً من كربلا أنَ الفدا=فيهِ من الذُلِ شِفاء
هاتفةً من كربلا أنَ الإبا=في كفِ عباسٍ لواء
كاشفةً من كربلا إن القضا=طوعُ دماءِ الشُهداء
الأربعونَ عندما يشتعلُ الدمُ سِراجاً=مُنهمرا مُستهراً مُنتصراً لحقِ الضُعفاء
الأربعونَ عندما ينغمرُ الأُفقُ وِهاجاً=مُلتهباً مُرتهباً مُنتهباً قُلوبَ الجُبناء
بالأربعين مروا على ظُلامةِ الحُسين=وبالبُكاء مروا بمقطوعِ اليدين مروا
الأربعونَ عندما يلتمعُ الدمُ مناراً=مُنسكباً مُحترباً مُلتهباً بوجهِ الغاصبين
الأربعونَ عندما يَتَّخذُ الطفلُ قراراً=مُحتدما مُنتقماً مُصطدماً ببغيِ المُفسدين
مُلتهماً من كربلا أن العُلا=سيفٌ لكفِ الثائِرين
مُدَّرِسا من كربلا لا ما خلا=حربٍ تُزيلَ الظالِمين
مُلتمساً من كربلا أن الجلا=بالسلمِ دعوى الخائِنين
مُرتفعا من كربلا فوقَ البلا=يُحيي صمودَ المُرسلين
الأربعونَ عندما ينفجرُ الليلُ نهاراَ=مِن قدرٍ من شررٍ من حجرٍ بأيدي الصامِدين
الأربعونَ عندما تندفعُ الجُندُ حِرارا=صائلةً صاديةً صاليةً بحقِ الضائِعين
بالأربعين نزفُ الدماء=يُعاهدُ الحُسين
وبالولاء يزخرُ ركبُ الزاحفين=يزخرُ ركبُ الزاحفين
الأربعونَ عندما تنحدرُ الجُندُ سُيولاً=سابِحةً جارحةً فاتِحةً للقُدسِ بالكِفاح
الأربعونَ عندما يُسحبُ شارونَ ذلولاً=طائِرةً دائِرةً خائِرةً من عصفةِ السلاح
طَوَّقها من نينوى جيشٌ روى=بالحربِ سِراً لا يُباح
ألبسها من نينوى جمعُ القِوى=من ألسُنِ النارٍِ وِشاح
ألجمها من نينوى لجمٌ لوى=أنيابها الصُفرَ القِباح
أرهبها من نينوى سيفٌ حوى=في حدهِ الحقُ الصُراح
الأربعون عندما تهربُ صُهيونَ فُلولاً=قاديةً عائِدةً لائِذةً بدولةِ السِفاح
الأربعونَ عِندما يشترعُ الدينُ حُلولاً=غاضبةً ضاربةً ثاخنةً صهيونُ بالجراح
بالأربعين الرايةُ الكُبرى إلى الحُسين=وبالدِماء تُرهبُ جيشَ الطامعين
الأربعونَ عندما ينهزمُ السلمُ دحوراً=مندحراً مُنكسراً مُنتهراً لأُمةِ الفساد
الأربعونَ عندما يشرقُ حزبُ اللهِ نوراً=مُنتشراً مُقتدراً مُنتصراً لموقفِ الجِهاد
مُستلماً من نينوى ذاكَ اللِوى=من كفِ ممزوقِ المزاد
قائدهُ من نينوى صدقَ النوى=بالروحِ يفدي الاعتقاد
صارمهُ من نينوى حدَّ الهوى=يشطرُ هاماتُ العِناد
رشاشهُ من نينوى قدحاً ضوى=من غضبِ اللهِ الزِناد
الأربعونَ عندما يُكتبُ بالنحرِ سُطوراً=ضاريةً ثائِرةً داحرةً مُغتصبَ البِلاد
الأربعونَ عندما يوفي دمُ الشعبِ نُذوراً=واجبةً لازمةً دافعةً مظالِمَ العِباد
بالأربعين عودوا بدمعِ الشوقِ للحُسين=وبالنداء هُدوا صُروحَ الظالمين
الأربعونَ عندما ينبعثً الصدرُ شهيداً=مُبتسما مُرتسماً مُتَّسِماً طريقةَ الشهيد
الأربعونَ عندما يُروى ضما الدينِ وريداً=مُندفقا مُنتشقاً مُنطلقاً لمجدنا يُعيد
في قلبهِ من نينوى ذاتُ الهوى=للهِ والذكرِ المجيد
غايتهُ من نينوى والمُحتوى=من عافرٍ فوقَ الصعيد
موكبهُ من نينوى زحفاً سِوى=نحوَ حُثالاتِ يزيد
يدفعهُ من نينوى سبطٌ ثوى=من فوقهِ الطفلُ الوليد
الأربعون عندما يُبتدرُ السِرُ قصيداً=رائدةً سائدةً شائدةً لصدرنا الفقيد
الأربعونَ عندما ينذبحُ الصدرُ فريدا=مُنتذراً مُنخذلاً مُنجدلاً بصارمِ العبيد
بالأربعين زوروا أبا جعفرَ والحُسين=والشُهداء على ضفافِ الرافدين
الأربعونَ عندما ينتزعُ الشعبُ حُقوقاً=واضحةً راسخةً ثابتةً دُستورها الكِتاب
الأربعونَ عندما يُلغي ذوي الشأنِ فُروقاً=عُرقيةً سُنيةً شيعيةً فالأصلُ من تُراب
عِبرتُها من نينوى حيثُ استوى=جونٌ وعريسُ الشباب
فاحَ بهِ من نينوى رغمَ النوى=طيبٌ من الجنةِ طاب
ذكرٌ لهُ من نينوى لا ما طوى=يسموا على هام السحاب
زفتهُ من نينوى ذاوي القوى=للخُلدِ من غيرِ حِساب
الأربعونَ عندما يزهو سنا جونَ شُروقاً=من لونهِ من عُطرهِ من حُبهِ قُدسيةَ الرِحاب
الأربعونَ عندما ينتفضُ الحقُ طروقاً=بابَ العنا والمُجتنى حُمرَ المُنا من حزةِ الرِقاب
بالأربعين لبوا نداءَ منحرِ الحُسين=وبالقنا بيانهُ في آيتين
الأربعونَ عندما نرفعُ بالقُدسِ لواءاً=طلعتهُ رسمتهُ رفتهُ لبيكَ يا رسول
الأربعونَ عندما يمتلأُ الأقصى نداءاً=عائدهُ رائدهُ قائدهُ من عترةِ البتول
غايتهُ من نينوى وادي طِوى=من تحتهِ الماءُ زلول
في وجههِ من نينوى نورث الهوى=يُشرقُ من فوقِ التُلول
صارمهُ من نينوى فيهِ انطوى=من حيدرٍ عزمٌ يصول
غضبتهُ من نينوى طاغي القِوى=يمشي فتخضَّرُ السُهول
الأربعونَ عندما نعقدُ بالقُدسِ عزاءاً=للشُهداء والسُعداء والعُمداء للدينِ والأُصول
الأربعونَ عندما يُعطي دمُ النحرِ ولائاً=في شممٍ في حِممٍ في قسمٍ الغاصبُ يزول
بالأربعين تُثيرنا بُطولةُ الحُسين=وبالعزاء بالدمِ تبكي كُلُ عين
الأربعونَ عندما ينقطعُ التوطينُ قسراً=للحُمقاء والجُهلاء والدُخلاء بموطنِ الجُدود
الأربعونَ عندما ينحصرُ التجنيسُ حصراً=ينضمهُ حقُ الدماء والانتماء للأرضِ بالوُلود
لا حقَ شُدّادُ الملا والحُثلا=من دونِ ضبطٍ أو قيود
بل حقَ عُربِ النُسلا والنُزلا=بالأرضِ حقا بالوُجود
أو عُلماءٍ نُبلا أو فُضلا=يزكوا بذي الأرضِ الودود
تستبدلونَ الدُخلا بالأُصلا=ثُمَ تعيبونَ اليهود
الأربعونَ عندما ينحضرُ التجنيسُ حضراً=مُنقطعاً مُمتنعاً مُنتزعاً هويةَ الحقود
الأربعونَ عندما يحكُمنا القانونُ طُراً=مُنتضماً مُحترماً مُحتكما للخفضِ والصُعود
بالأربعين نظامنا شريعةُ الحُسين=وفِكرُنا من رأسِ شيخٍ من خُمين
الأربعونَ عندما إيمانُ حِجوا تتكلم=حاكِمةً فاضحةً ثائرةً من مهدها الصغير
الأربعونَ عندما قلبُ السلاحِ يتألم=مُنفجعاً مُمتلئاً مُندفعاً بثأرها الخطير
حركهُ من نينوى طفلٌ هوى=بالسهمِ مذبوحاً عفير
هيجهُ من نينوى طفلٌ ذوى=من ضمأِ القلبِ الفطير
وارٍ بصهيون الغوا نارِ الشوى=بدئاً بشارونِ الحقير
يقصفُ حاخامَ العِوى قصفاً ذوى=في مسمعِ القُطبِ الكبير
الأربعونَ عندما من قَتَلَ الذُرةَ يُرجم=تلعنهُ تصفعهُ تحقرهُ بنادقُ المُغير
الأربعونَ عندما للقُدسِ جيشٌ يتقدم=قادمهُ خاتِمُهُ صارمهُ من صاحبِ الغدير
بالأربعين تقودنا ألويةُ الحُسين=لقُدسنا لكي نُواري المُعدمين
الأربعونَ عندما نزدادُ بالوِحدة عِزاً=طائِفةً واعيةً واحدةً وحيدرُ الأمير
الأربعونَ عندما يرتفعُ الجمريُ رمزاً=مُنفتحاً مُقترحاً مُكتسحاً وقائِداً جدير
فِكرٌ لهُ من كربلا فكرُ العُلا=فكرث أبو سامي الغزير
عزٌ لهث من كربلا رمزُ الولا=شيخُ البلادِ المُستمير
شعبٌ لهُ من كربلا أُسدُ الفلا=تُبدي الولاءَ بالزئير
جندٌ لهُ من كربلا منهُم تلا=صحنَ الفداءِ بالصرير
الأربعونَ عندما يهتزُ عرشَ الظُلمِ هزاً=من بأسنا من عزمنا من صبرنا لثورةِ المصير
الأربعونَ عندما نثبتُ بالتأريخِ رِكزاً=مُذّكراً مُدّخراً مُعتبراً للقارئ البصير
بالأربعين سبيلنا طريقةُ الحُسين=وعزنا بالعُلماءُ العاملين
بالأربعين تُهيجنا حُريةُ الحُسين=والشُهداء بالقُدسِ أولى القِبلتين