بنت محمد
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
مُروا على بابها بالدُموع=و أستُوقدُ للعزاءِ الشموع
بنت النبي حلُ الوصي=يُسنُ آذاها بكسرِ الضلوع
مُروا على بَيتها المستباحُ=بذرفِ الدِموعِ مِنَ المُقلتينْ
وَقولوا لِقوما ً بجزلا ً أراحُ=على بَابها للسماواتِ عينْ
تُرَاقبُكم تُحَاسِبُكمْ تُذَوِبُكمْ=مَعشراً ظالِمينْ
تُهَدِدِكمْ و توعِيدكمْ تُحَذِركمْ=مِنْ عَذابً مُهينْ
ألا تفَهمونَ و انتمْ كفاحُ=بأنَ بها صفوةُ العالمينْ
و حقٌ لهُ بيناتٌ صُراحُ=بها نزلت آية ُ الطاهرينْ
فماذا جرى بعدَ مَوتِ الرسولْ=لكيِ تستبِيحُ زِمامَ البَتولْ
و تستجْوِبُها و تنتَهلوها=أليست لطهَ الحَشاءَ بالظلوع
ألا أيُها الرَاحِلُ المُستهامُ=بظلمِ البقيّ و كفرِ العَنودْ
اُنبئكَ أنهَ الذينَ أقاموا=عُهود الولايةِ خانوا العهودْ
قد إجتمعوا أو أجتهدُ و هم حدودُ=بشورتِهم بالهواء من يكونْ
وَ قد قصدوا بما حقدو=لدارِ الوصيِ بنارِ الوقودْ
وَ مِنْ بَعدِ هَذهِ علينا السَلامُ=رَعايا الطُغات و صيدِ اليَهودْ
وُلاةً عُثاةً و جُلفٌ طغامُ=توالت على حُكمِنا بالوجودْ
بَدأنا بقولِ الشقاءْ للرسولْ=دعوهُ فلا تُنفذو ما يقولْ
إذا كانَ يأمُر فأِنهُ يَهجُر=و يَهذي مِنَ الوجعِ و الصدوع
طَرحنا سؤالاً أجيبوا=لِماذا علياً و أتباعهُ يُعزلونْ ؟
و آلُ أميًّ و آلُ زِيادً=بتفضيل أصحابكم يحكمونْ
و عمارُ لا و مقدادُ لا=و سلمانُ للحكم ِ لا يصلحون
أبو ذرِ لا و إن قال لا=فأنهُ شيخً عراهُ الجنونْ
و سرتم عليها إلى اليومِ فينا=فنحنُ عن السلطةِ مُبعدونْ
فكلُ الأجانبِ أفضلُ مِنا=لإنهمُ سُنةً يولَدون
يَمانيةُ دوننا بالجيوش=و شرطَتُنا نَورٌّ و بلوش
و هَذهِ بلادي و أرضُ ودَادي=اُغربُ عن تُربِها و الرُبوع
و آية ُ بَلغْ يُبلغُ ماذا ؟=رَسولُ السلامِ بحجِ الوداعْ
و يُعصمُ من أتمهُ عِلمٌ=بأنَ النبي بها لا يُطاعْ
و يأَتيِ الخِطاب سريعَ الحساب=إذا لم تُبلغ فجُهدكَ ضاعْ
و اتلو الكتاب دون أرتياب=بأن الولاية حسمُ الصراعْ
أما كان حقاً نداءُ النبي=بمائة ألفاً و قِوامُ أجتماعْ
فمن كُنتُ مولاهُ فمولاهُ هذا=وأعلى عَلياً بشدِ الذراعْ
لكِ يبصروهُ بعين ِ اليقين=فلا يرجعوا بعدهُ خاسرين
بذمةِ شورى تَحُزُ النحورىَ=إلى مَن أبى و والاه الخضوع
أما جاءَ في الذِكرِ صلُ عليهِ=أتمُ الصلاة ِ و أزكى السلامْ
بِأمرِ الجليلِ صلاةُ الخَليلِ=مُوصلةً ببَنيهِ الكرامْ
قَطَعتم بِها سواء رَفضِيها و=جِئتم بها قاصراً عَن تمامْ
أيَقبلُها مُشرِعِها=و ليسَ لِإلهِ فيها إِحترامْ
بَل الأمرُ ضده عليٌ تَمادى=يُخطىُ من خصهُ بالمَقامْ
و قولُ الإلهِ صَريحٌ=لِموسى و هارونَ ذات السلامْ
و منزلهُ بالنبي ِ الكريم=كمنزل ِ هارونَ عند الكريم
وَ زوجُ البتول ِ وَ سَيفِ الرَسول ِ=إذا فرَ من غزاوت الجزوع
ألا َ يا سليلَ المهين ِ فِينا=و رَحمَة ُ و الهُدى و الأمان
رحُىً بالبلايا تَدورُعَلينا=لِحُبِ عَليً و رفَض ِ الهوان
دِمانا تُراق بأرض ِ العِراق=لأنهَ الحُسينَ هوانَ المصاب
و كُلُ النفاق عَلينا أَفاق=سِهامٍ لها الحقدُ حدَ السِنان
يَرونا بأِنَ كِلابَ إغتوينا=لِرفضِينا ما فَعلَ الصاحِبان
و نَحنُ بنص ِ الكِتابِ إهتدينا=بأنَ عليً إمامُ الزمان
فأن كنتمُ بالهُدى تؤُمِنون=لِماذا إلى رأيِنا تقمعون
و لا تنظرونَ و لا تبحثونَ=بيوم ِ الغديري بهي ٍ السطوع
حَدِثٌ يُبكي القلوبَ لدينا=بهِ أشتملت بالآسى فاطِمة ْ
و عادت مِنَ القَهرِ تُهمِلُ عَينً=و اُخرى مِنَ اللطمةِ مظرمة ْ
بَيانٌ خطير و دربٌ قصير=يقودُ الجُناتَ إِلى الحاطِمة ْ
و فعِلٌ حَقيرو ذنبٌ كبير=يُعَرِفنا اُمة ً آثِمة ْ
فَبنتُ النبيّ تُكَذبُ فينا=نقولُ بما تَدعي واهِمه ْ
و حَقٌ رِضاها رِضٍ لنبينا=و ترجعُ غاضبة كاذِبة ْ
ونزعمُ ما تُورِثُ الأنبياء=هو صدقات ً إلى الفقراء
فهل قسَموها أم أغتنموها=و صارت لِمن يَحكمونَ شُموع
بدأنا حوارً نقولُ=لماذا يُجرُ الحَديِثُ عَن ِ الغاية ِ؟
ففي الثقلين ِ يقولُ النبيُ=تركتُ الكِتابَ مع العِترةِ
برغم ِ الثبات و جيشُ الروات=مناهِجُنا وُضِعت سُنَةِ
بهذهِ الحياة إذا َ القَلبُ مات=يَصدُ عِناداً عَن ِ الجنةِ
أجيبوا لِماذا على الدَهر ِ سِراً=مضى غامضا ً مَدفنُ البضعةِ ؟
أهذا لديكم دَليلُ وفاءٍ=لدينا دليلٌ على الغدرةِ
دَليلٌ على أن َ أم الحُسين=قضة و هي تشكو مِن َ الرَجُلين
و مِمن آذاها و آذى أباها=بلطمتها بَعدَ كسرِ الظلوع
أنا َ مِن حُسينً و إنهُ مِني=تُحبُ السماء من أحبَ الحُسينْ
فمصرعَهُ قبلَ أن يَتجلى=أسرَ به جبرائيل الأَمينْ
إلى جَدهِ فضاقَ به=و كانَ لهُ أولَ الباكئينْ
و مِن هديهِ على رُزئيهِ=بسفكِ الدماء أعيُن المؤمنينْ
فجاء الصحابيُ جابرُ يُدني=إلى كربلاء أولَ الزائرينْ
فخرَ على تُربةِ القبر ِ حُزناً=يُنادي أجبني حبيبي حُسينْ
فمالكمُ تنسبون َ الجُنون=لمن يندِبونَ و مَن يَلطِمون ؟
و هذا النبيُ و ذاكَ الوَصيُ=عليهِ ألما ً يَسْكبونَ الدِموع
إذا مُتَ ما ماتَ يومُ الولاء=و مَضى علينا الأعِداء ثأركمْ
فكلُ الرَزايا و كلُ البلاياء=يَثورُ لها سَيفُ مَهديكمْ
و مِن جبرائيل نِداءٌ مهيب=لِكل ِ الضحايا آتى نصرُكمْ
آتى المُستحيل لِكل ِ قتيل=بأيدي النواصبِ في حُبِكمْ
و من جَعلَ الأمرَ قيدَ هواهُ=و من أشعَلَ النارَ في بيتِكمْ
و دَق ِ الطبول ِ و جَري ِ الخُيول= بيحافر حِقدٍ على صَدرِكمْ
و حزِ النُحورِ و قطع ِ الكُفوفِ=و ترويع ِ زينبَ يومَ الطفوفِ
و جرِ العليل ِ بقيدٍ ثقيل ِ=و جامعةٍ جرحت الظلوع
مُروا على بابها بالدُموع=و أستُوقدُ للعزاءِ الشموع
بنت النبي حلُ الوصي=يُسنُ آذاها بكسرِ الضلوع