أنزلوا أعلامكم
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
أنزلوا أعلامكُم وخضبوا رؤوسكم من الثرى=رحل اليومَ أبو الزهراءِ نِبراسُ الورى
النبيُ المصطفى=وسنا النورِ أنطفا
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه
كَسفُ شمسٍ خسفُ بدرٍ واختلافٌ في الزمان=رحل اليومَ الذي كان إلى الخلقِ الأمان
والنوى أوجَدَ في أعيُنِ من يهوى قذى=وجِنانُ اللهِ فاحت للقاهُ بالشذا
ومن العرشِ أمينُ اللهِ جبريلُ حذا=فاطمٌ هيا استعدي بعد طه للأذى
وجدُ فقدٍ خِلفُ عهدٍ واعتداءٌ وهوان=كسرُ ضلعٍ ثُمَ صفعٍ يترك الناظِرَ قان
ثُمَ لا ناصر بالوهلةِ من هذا وذا=كُلهُم صَعَّر خدا والصوابَ انتبذا
واستوى الأمرُ على شورى الصحابِ هكذا=ومضى أقراهُمُ فوقَ الكِتابِ نافذا
وبُعيداً ليس بعداً طاوي الغدرِ أبان=وانجلى ما كان يخفى واستبانَ الرجُلا
وأتوا حاطِمةً للهُدى ضامرةٌ حقدَ الورى=عند بابٍ كان جبريلَ عليهِ الخافِرا
خلفهُ من يعلمون=وعِناداً يُعرضون
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه
يا أبا الزهراء قمنا بعد أن نادى الأمين=رحل اليومَ رسول اللهِ خيرُ العالمين
والعِدى اثنانِ مكسوفٌ و هذا مُوصدُ=فوقَ حقدٍ من أذاهُ يستغيثُ الجلمدُ
هذهِ الأُمةُ تنحى للورى لو شَهِدوا=أيَ دارٍ هجمَ القومَ وأيً وقدوا
لو رأوا كيف توارت فاطمٌ أُمَ الحُسين=خلفَ بابٍ تطلبُ السِتر وتحمي الحَسنين
وهُمُ لما رأوها بعنادٍ عمدوا=ضغطةَ البابِ ليُلقى من حشاها الولدُ
أو لتلقى حتفها بل يُنفذُ ما قصدوا=وعليٌ عن نضالِ حُكمهم يبتعدُ
وهُمُ بال مصطفى كانوا بأُحدٍ غادرين=تركوهُ لضبى الكُفرِ وتولواَ مُدبرين
يا لها من عثرةٍ رُسمت من خيلةٍ للعافرين=بِأسَ ما جاءوهُ فِعلاً بؤسوا من معشرين
قد أضاعوا رشدهُم=وعصوا سيدهُم
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه
كُلُ أعضائي على المُختارِ دمعُ وجوى=إنما الحُزنُ بقلبي صبَ مقدارُ الهوى
والهوى للمُصطفى فوقَ هوانا للنُفوس=فغدا القلبُ كمغشٍ في غضا الجمرِ يدوس
لفقيدِ أفلتَ من فقدهِ شمسُ الشُموس=وبدا الكونُ من الحُزنِ شحوباً وعبوس
وزمانُ ال عز للزهراءِ والآلِ انطوى=وعلى الأريسِ والكرارِ بالجورِ استوى
أصبحَ الأذنابُ يومَ الفتحِ بالغدرِ رؤوس=و لواءُ المُرتضى العالي توارى في طُموس
وغديرُ المُرتضى أضحى خُرافاتُ المجوس=واستدارت فوقها من آلِ سُفيانَ الكؤوس
هذهِ شورتُكم عالٌ تغشاها الهوى=وتجلى أصلهُ العِهرُ بوادي نينوى
قتلت آل الهُدى وأذاقتنا الردى بعد الضما=ومشت للسبي مهتوكاً ليلقى الظالما
فالعبيدُ ملكت=والكرامُ ذُبحت
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه
أظلمَ الكونُ وعادَ النجمُ والبدرُ كئيب=حيثَ كُلٌ منهما للمصطفى كان حبيب
قد أحسا فقدهُ فأنسابَ من ضوئِهما=بارقٌ يدمعُ بالدمِ على الأُفقِ دما
ويُعزونَ بِمُحمرِ الضياءِ فاطِما=وعليٌ أسد اللهِ الأُصول الضيغما
كُلُ شيءٍ في سجايا خلقهِ يُبدي النحيب=السماء والأرضُ والأملاكُ بالأُفقِ الرحيب
رحلَ اليوم الذي كان إليها قَوَما=ولكُلِ الخلقِ من شرِ العذابِ سَلما
حلَّ بالذكرِ رؤوفاً بالعبادِ راحِما=صائِمَ الزفرِ إلى محيا الليالي قائِما
والذي ما مثلهُ كان إلى الأعلى قريب=جاوز السِردة واللوحَ وميزانَ الرقيب
ثُمَ خصاهُ النداء يا موازين الهُدى والمجتبى=خيرُ خلقي أنت فابدي للجوى اطلبا
فدعا يا آيتي=ربي فأرحم أُمتي
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه
أولم يُحسن لكم يا أُمة السوء النبي=فلماذا ملتُمُ في كفةِ المُنقلبِ
وأتيتُم نعِقَ الشرِ وعِتريسَ الفِتن=وجعلتُم آلهُ ما بينَ فكينِ المِحن
فلهُم في كُلِ أرضٍ نبعُ جُرحٍ ما سكن=شاهدٌ ان هواكُم لا يزالُ للوثن
واغتديتُم لنزالِ ال غدر أدنى مضربِ=منذُ أن جِئ تُم إلى دارِ الهُدى بالحطبِ
وبها بضعتُهُ الثكلى بوجدٍ وحزن=وعليٌ مع ابنيهِ حُسينٌ وحسن
وبهِ المُحكمُ بالذكر السماء قُلتُم وإن=يدخل الكرارُ في بيعتنا أو تُحرقين
لا غديرٌ لا أميرٌ من بني المُطلبِ=لعبت ها شمُ بالمُلكِ وحُكمِ العربِ
هكذا آخركُم تابعٌ أولكُم في المسلكِ=بين بابٍ يغصبُ الحقِ ويُبدى الفاتكِ
منهُمُ ينحدرون=وعلينا يقذفون
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه
برأ المُخ تارِ من دين الهوى والترفِ=الذي أر دى الحكيمَ عند قُدسِ النجفِ
دينُ تكفيرٍ وإرهابٍ مقيتِ الفِكرِ=دينٌ تقصيرٍ على شكلُِ العُقولِ القُصرِ
رأسهُ شمرٌ بفطرٍ أُمويُ المصدرِ=دينُ من أفلسَ فاضطُرَ إلى أن يفتري
وادعا أن ه حقٌ وارثٌ للسلفِ=وبحدِ السيفِ يلقى وُجهةَ المُختلفِ
ليسّ هذا دينُ طه رحمةَ المُقتدرِ=والذي يحتاطُ في قتلِ الذُباب والحَشرِ
جعلَ الحُرمةَ حتى لجوارِ الكافِرِ=ونهى عن ضررِ السنيِ خيرُ البشرِ
وهمُ قد فجروا زُوارَ آلِ الشرفِ=واهمينَ النورَ من قبرِ حُسينٍ ينطفي
واتوا مُعتقدين قتلَ زُوارَ الحُسينِ العاشِقين=نهجهُ الرافِضَ للظُلمِ وكُلِ الظالمين
قتلوهُم ببرود=فرموهُم بالجُحود
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه
وقُريشٌ قد غدت بعد النبيِ فرقتين=عربٌ ترضى علياً ضدُ أُخرى رافضين
وأبو حفصٍ يقولُ الغالبينَ الرافِضة=لِثُبوتٍ النصِ في المولى عليِ المُرتضى
وإلى الترهيبِ وسطَ القومِ بالسيفِ أنتضى=مُرهباً من كان شيعيَ الهوى مُعترضا
قائِلا ه ذا الأميرُ فلتكونوا مُجمعين=أو فهذا وأشارَ للموعِ الصفحتين
هكذا شورتُكم جاءت على غيرِ رِضا=من بني فاطِم والناس إنما شاءَ القضا
أن يكونُ لفِعالِ الجورِ منكُم غرضا=صوبت في كربلاء قلبَ حبيبِ المُرتضى
وإليها أستند العا صي على صدرَ الحُسين=والذي نا دى أشعلوا نا را بيوتَ الظالمين
وبنوا مروانِكُم أمرت حجاج آلِ المُبغضين=قتلَ من والى علياً ونًسمى الرافضين
صفوةً مُنتجبون=قد أُبيدوا في السُجون
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه
فتِري يا بضعةِ المُختارُ عن هذا البُكاء=أو ما آن لهذا الحُزنِ وقتُ الإنقضاء
سنهدُ الدارُ بالعُنوةِ إن لم تسكُتي=مثلما بالقبرِ قطعنا جُذورَ الأيكةِ
فالدُموعِ عندنا تغمُرُ معنى الثورة ِ=تعني أنا قد تعمدنا أذاءَ البضعةِ
إنما مو تي بصمتٍ من تباريحِ البلاء=لنقولَ الي وم ماتت بضعةَ الهادي قضاء
ونُشيعكِ بالقدرِ مقامِ العِترةِ=ثُم نمشيِ خلفكِ مشيا أريبَ الغايةِ
ولتأتينا الوُفودُ بجلالِ العزةِ=لتُزينا فنحنُ أُمراءُ الأُمةِ
عمدت فا طمُ للكفِ وأردتهُ هباء=فلقدَ أو صت بان تُ دفنُ ليلا بالخفاء
واختفى مرقدها ليكُن شاهدُها ضد الأُلى=كسروا أضلاعهامن بعد نقضٍ للولا
وعلى وجنتها=لطمةٌ في عينها
وامُحمداه وامُحمداه=وامُحمداه وامُحمداه