شعراء أهل البيت عليهم السلام - صرمت حبالك بعد وصلك زينب

عــــدد الأبـيـات
65
عدد المشاهدات
6391
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2009
وقـــت الإضــافــة
12:17 مساءً

صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ = و الدهر فيه تصرّم وتقلب نشرت ذوائبها التي تزهو بها = سوداً ورأسك كالنعامة أشيب و استنفرتْ لما رأتك وطالما = كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب و كذلكَ وصل الغانيات فإنه = آل ببلقعة ٍ وبرق خلب فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ = وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منه ولّى الأَطْيَبُ ذهب الشباب فما له من عودة = و أتى المشيب فأين منه المهرب ضيفٌ ألمَّ اليك لم تحفل به = فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا = واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب واخْشَ مناقَشَة َ الحِسَابِ فإِنَّه = لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه = بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ و الروح فيك وديعة أودعتها = سنردّها بالرغم منك وتسلب وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها = دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ و الليل فاعلم والنهار كلاهما = أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ = حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها = و مشيدها عما قليلُ يخرب فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها = برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا = ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة = فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب لا تأمن الدهر الصروف فإنه = لا زال قدماً للرحال يهذب و كذلك الأيام في غدواتها = مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب فعليك تقوى الله فالزمها تفزْ = إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا = إنَّ المطيع لربه لمقرب فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَة ِ رَاحَة ٌ = واليَأْسُ ممّا فات فهو المَطْلَبُ وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خِيَانَة ً = فجميعهن مكائد لكّ تنصب لا تأمن الانثى حياتك إنها = كالأُفْعُوانِ يُراعُ منه الأَنْيُبُ لا تأمن الانثى زمانك كله = يوما ، وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ تُغري بطيب حَديْثِها وَكَلامِها = وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب والْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّة ِ لا تكنْ = مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما = فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ و إذا الحقود وإن تقادمَ عهده = فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ إن الصديق رأيته متعلقاً = فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ لا خير في ودِّ امرءٍ متملقٍ = حلو اللسان وقلبه يتلهب يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ = وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ يعطيك من طرف اللسان حلاوة ً = وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا = إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ = و تراه يرجى مالديه ويرهب وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ = ويقام عند سلامه ويقرب والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ = يزرى به الشهم الأديب الأنسب واخفض جناحك للأقارب كلهم = بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً = إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّة ً = أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ و زن الكلام إذا نطقت ولا تكن = ثرثارَة ً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ و احفظ لسانك واحترز من لفظه = فالمرء يسلم باللسان ويعطب والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق به = فهو الأسير لديك اذ لا ينشب وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى = فرجوعها بعد التنافر يصعب إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها = شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ = نشرته ألسنة ٌ تزيد وتكذب لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ = في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً = والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ = رغداًو يحرم كيس ويخيب أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ = وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ وإذا بُلِيْتَ بِنْكبَة ٍ فاصْبِرْ لها = من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب و إذا أصابك في زمانك شدة ٌ = و أصابك الخطب الكريه الأصعب فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ = يدعوه من حبل الوريد وأقرب كن مااستطعت عن الأنام بمعزلٍ = إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ واجعل جليسك سيداً تحظى به = حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا = و اعلم بأن دعاءه لا يحجب وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَة ٍ = و خشيت فيها أن يضيق المكسب فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسِعَة ٌ الفَضَا = طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي = فالنصح أغلى ما يباع ويوهب خُذْها إِلَيْكَ قَصِيْدَة ً مَنْظُومَة ً = جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ = أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها = طود العلوم الشامخات الأهيب أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ = مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله = عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ
Testing