في ظلم أهل الزمان و جورهم - هجاء المتوكل العباسي الإمام علي الهادي D
للإمام الهادي عليه السلام
في ظلم أهل الزمان و جورهم
و قد قيلت عند مجلس المتوكل
* المصدر : الأنوار البهية - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٢٩٥
باتوا على قللِ الأجبال تحرسُهم=غُلْبُ الرجالِ فما أغنتهمُ القُللُ
و استنزِلوا بعد عزٍّ من معاقلهم= و أودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد ما قبروا=أين الأسرّةُ و التيجانُ و الحللُ
أين الوجوهُ التي كانتْ منعمةً=من دونِها تُضربُ الأستارُ و الكللُ
فافصحَ القبرُ عنهم حينَ ساءَلهم=تلك الوجوهُ عليها الدّودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهراً و ما شربوا= فأصبحوا بعد طولِ الأكلِ قد أُكلوا
و طالما عمّروا دوراً لتُحصنهم =ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا= فخلّفوها على الأعداء و انتقلوا
أضحت منازلُهم قفراً معطلةً =و ساكنوها إلى الأجداثِ قد رحلوا
سل الخليفةَ إذ وافت منيتهُ= أين الحماة و أين الخيلُ و الخولُ
أين الرماةُ أما تُحمى بأسهمِهمْ =لمّا أتتك سهامُ الموتِ تنتقلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا=أين الجيوش التي تُحمى بها الدولُ
هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعوا=عنك المنية إن وافى بها الأجلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش متصلاً= من روحه بجبالِ الموتِ تتصلُ