بكى وليس على صبر بمعذور
السيد ماجد بن هاشم البحراني
بكى وليس على صبر بمعذورِ= من قد أطلّ عليه يوم عاشور
وان يوماً رسول الله ساء به= فابعد الله عنه قلب مسرور
أليّة بالهجان القود حاملة= شعثاً تهادى على الاقتاب والكور
يؤمّ مكة يبغي ربح متجره= مواصلاً بين ترويح وتبكير
ما طاف بي طرب بعد الانيس ولا= لاحت سماة سروري في أساريري
ما للسرور وللقنّ الذي ذهبت= ساداته بين مسموم ومنحور
يا غيرة الله والسادات من مضرٍ= أولي البسالة والاسد المغاوير
أسيدٌ هاشميّ بعد سيدكم= أحق منه بإبراز المذاخير
أمسى بحيث يحل الضيم ساحته= ويبلغ العقد منه كل موتور
يا حسرة قد أطالت في الحشا شغفي= وقصّرت في العزا عنه مقاديري
وا حسرتا لصريع الموت محتضر= قد قلّبته يد الجرد المحاضير
يا عقر الله تلك الصافنات بما= جنت فما كان أولاها تبعقير
كأنه ماقراها في الطعان ولا= أرخى الأعنة عنها في المضامير
ولا سماها بباع غير منقبض= يوم الوغى وجنان غير مذعور
من مبلغنّ قريشاً ان سيدها= ثوى ثلاث ليال غير مقبور
من مبلغنّ قريشاً ان سيدها= تنحوه في القفر زوار اليعافير
قومي الى ميّتٍ ما لفّ في كفن= يوماً ولا نال من سدرٍ وكافور
تلك الدماء الزواكي السائلات على= سمر اليعاسيب والبيض المباتير
تلك الرؤوس أبت إلا العلا فسمت= على رفيع من الخرصان مشهور
كأنه حين يسوّد الدجى علم= سام تشب له أنوار مقرور
تلك الطواهر لم يضرب لها كلل= ولا تمد لها أطناب تخدير
كم فيهم من بني المختار من غرر= مجلوّة ووجوه كالدنانير
إذا تباكين لم يفصحن عن كمد= إلا تحدّر دمع غير منزور
وان تشاكين لم يسمن داعية= إلا تصعّد أنفاس وتزفير
يا فجعة أوسعت في قلب فاطمة= الزهراء جرح مصاب غير مسبور
وان ذات خمار من عقائلها= تهدى الى مستفز العقل مخمور
بني أمية قد ضلّت حلومكم= ضلال منغمس في الغيّ مغمور
أدوحة قد تفيأتم أظلّتها= نلتم بواسق أعلاها بتكسير
بني أمية لا نامت عيونكم= فثمّ طالب وتر غير موتور
سمعاً بني الحسب الوضاح مرثية= يعنو لها كل منطيق ونحرير