شهدوا بها يوم (الغدير) لحيدر
القاضي شرف الدين الحسن اليمني الصنعاني
لو كان يعلم أنها الأحداق = يوم النقا ما خاطر المشتاق
جهل الهوى حتى غدا في أسره = والحب ما لأسيره إطلاق
يا صاحبي وما الرفيق بصاحب = إن لم يكن من دأبه الاشفاق
هذا النقا حيث النفوس تباح و = الألباب تشرق والدماء تراق
حيث الظباء لهن شوق في الهوى = فيه لأرباب العقول نفاق
وحذار من تلك الظباء فما لها = في الحب لا عهد ولا ميثاق
كالبدر إلا أنه في تمه = لا يختشى أن يعتريه محاق
كالغصن لكن حسنه في ذاته = والغصن زانت قده الأوراق
مهما شكوت له الجفاء يقول لي = : ما الحب إلا جفوة وفراق
أو أشتكي سهري عليه يقل : متى = نامت لمن حل الهوى آماق ؟
أو قلت : قد أشرقتني بدامعي = قال : الأهلة شأنها الإشراق
كنت الخلي فعرضتني للهوى = يوم النوى الوجنات والأحداق
ولقد أقول لعصبة زيدية = وخدت بهم نحو العراق نياق
بأبي وبي وبطارفي وبتالدي = من يمموه ومن إليه تساق
: هل منة في حمل جسم حل في = أرض الغري فؤاده الخفاق ؟
أسمعتهم ذكر الغري وقد سرت = بعقولهم خمر السري فأفاقوا
حبا لمن يسقي الأنام غدا ومن = تشفى بترب نعاله الأحداق
لمن استقامت علة الباري به = وعلت وقامت للعلا أسواق
ولمن إليه حديث كل فضيلة = من بعد خبر المرسلين يساق
لمحطم اللدن الرماح وقد غدا = للنقع من فوق الرماح رواق
لفتى تحيته لعظم جلاله = من زايريه الصمت والإطراق
صنو النبي وصهره يا حبذا = الصنوان قد وشجتهما الأعراق
وأبو الأولى فاقوا وراقوا والأولى = بمديحهم تتزين الأوراق
انظر إلى غايات كل فضيلة = أسواه كان جوادها السباق ؟
وامدحه لا متحرجا في مدحه = إذ لا مبالغة ولا إغراق
ولاه أحمد في (الغدير) ولاية = أضحت مطوقة بها الأعناق
حتى إذا أجرى إليها طرفه = حادوه عن سنن الطريق وعاقوا
ما كان أسرع ما تناسوا عهده = ظلما وحلت تلكم الأطواق ؟
شهدوا بها يوم (الغدير) لحيدر = إذ عم من أنوارها الاشراق