للأستاذ جعفر علي يعقوب
في عشق سيد الشهداء عليه السلام
السيف فوق نحورنا يفري = و تشرب من دمي الأعوادُ
و الليل يسلخ جلدنا يدمي = و توثق في يدي الاصفادُ
ماذا جنيت و ما الذي = أبديت حتى قادني الجلادُ
أجريمتي أني كسرت = قيودهم فستنفرت أحقادُ
و عزفت كالاطيار التمس = الضحى فلنا به ميعادُ
و حملت قرآني على صدري = ليشرق هديه الوقادُ
و رفعت روحي مأمنا = أن الحياة جهادُ
أهفو إلى فجر تشقشق في = فضاء صباحه الأنشادُ
آمنت أن عقيدتي فكر = سيطلع نوره الميادُ
آمنت أن كرامتي = قربانها الأرواح و الأولادُ
يغلي بأوداجي الكفاح و في = دمي تستنفر الأمجادُ
ما كنت يوما أرتضي = لعقيدتي يلهو بها النقادُ
ما كنت أسمح أن تمس = ربوعنا و ترابها الأسيادُ
فسعيت أطلب عزتي = بالموت حتى يبزغ الميلادُ
و تمشطت مني الدماء = القانيات لتكسر الأقيادُ
فالدم يرسم حلمنا مثل = الشراع على العباب قيادُ
و الدم يكتب للشعوب = ملاحم أكليلها الإخلادُ
أني عشقت و هل يلام = العاشقون إذا الحسين مرادُ
أني عشقت أبا الطفوف = و هام مني في سماك فؤادُ
أيعاب عشق يا حسين = و نغمه يحلو به الأنشادُ
أيعاب مبسم روضه = فواحه تشذوا بها الأورادُ
أيعاب عشق قد تجلى = ببابه للساكنين رشادُ
أيعاب عشق كل حر = في هواه تعطش و سهادُ
ما كان عشقي غير أنك = فارس يأبى الخنوع جوادُ
ما كان إلا أنت أعظم = ثائر قامت به الأعوادُ
فأبيت أن ترضى الخضوع و أن = وطت جثمانك الأوغادُ
و ترفعت شيم الإباء = فخضبت بدم الكرام وهادُ
فصنعت من دنياك أروع = موكب تهفو له الأشهادُ
قد سار للدنيا يزف طلائع = الإصرار و هو عمادُ
راياتهم دكت معاقل ثلة = باعوا الثغور فسادواُ
و رأيت دنيا الظلم يأنف = وردها فهناؤها الإلحادُ
و الموت أشهى و النفوس = كريمة فمآلها الإخلادُ
يا بئس رغد و النفوس = كريمة يلهو بها الأوغادُ
و الحر يرفعه الإبى = عما يشين لتسلم الأمجادُ
و الحر حر لا يذل و إن = لوت في كفه الأقيادُ
هيهات يخضع للطغات = و روحه بارودة و زنادُ
هيهات أن يرد الهوان = و عزمه متمرد و رمادُ
و العبد عبد ما يعيش و إن = زهت للناظر الأجسادُ
الله يا يوم الطفوف لأنت = في أرواحنا وقادُ
يا يوم تنتصر الدماء = و ينحني لجلالها الجلادُ
يا يوم ملحمة الجهاد = مخلدا تزهو به الآمادُ
غنت لك الدنيا تشيد = بفتية في روحهم آسادُ
كانوا الفراقد نورهم = متدفق و سنا الشهيد مدادُ
عد للحياة مجدد و انشر = أريجك فالعناكب عادواُ
و اكتب على ألق الجراح حديثها = و أنذر بها من حادواُ
و اصدح بفكرك إنه = ألق به فجر الحياة يعادُ
مسترجعا عزم الحسين = و صوته في كربلا يرتادُ
و مواقف شماء زلزلت الدجى = و هوت لها الأوطادُ
عد للحياة كثائر = فطغاتها مستكبرون شدادُ
و سيوفهم ريا بدم = إباتنا و ظلامنا يزدادُ
قم و انتفض فينا الجراح = فليلنا داج و نحن رقادُ
ما حركت فينا الخطوب = لواعجا فاستسلمت اغمادُ
ما هب عرق الثائر يطلب = وتره أن القلوب جمادُ
ماتت عزائمنا فصار = جسورنا مثل الذلول يقادُ
عد للحياة معلما = فقلوبنا عشق لديك عبادُ
يا جذوة الثوري يا رمزا = هداك به فدى و جهادُ