مخمسة قصيدة الحائري - في بناء قبة أمير المؤمنين عليه السلام
الشيخ محمد رضا النحوي
الشيخ محمد رضا النحوي
مخمساً قصيدة السيد نصر الله الحائري التي قالها في بناء قبة أميرالمؤمنين عليه السلام:
إلى كم تصول الرزايا جهارا = و توسعنا في الزمان انكسارا
فيا من على الدهر يبغى انتصارا = إذا ضامك الدهر يوما و جارا
فلذ بحمى امنع الخلق جارا
تمسك بحب الصراط السوي = أخي الفضل رب الفخار الجلي
إمام الهدى ذو البهاء البهي = علي العلي و صنو النبي
و غيث الولي و غوث الحيارى
جمال الجمال جلال الجلال = جميل الخصال حميد الخلال
بعيد المنال عديم المثال = هزبر النزال و بحر النوال
و شمس الكمال التي لا توارى
فياقبة زانها مشهد = لمن فضله الدهر لا يجحد
سنا نورها في الورى يوقد = هي الشمس لكنها مرقد
لظل المهيمين عز اقتدارا
هي الشمس من غير حر يذيب = و لا ضير للمنتأي و القريب
لقد طالعتنا بأمر عجيب = هي الشمس لكنها لا تغيب
و لا يحسد الليل فيها النهارا
هي الشمس جلت ظلام العنا = و بشرنا سعدها بالمنى
فلا الليل يسترها إن دنا = و لا الكسف يحجب منها السنا
و لم تتخذ برج نحس مدارا
هي الشمس تبهر في حسنها = و تهدي لذي اليمن في يمنها
و تمحو دجى الخوف من أمنها = هي الشمس و الشهب في ضمتها
قناديلها ليس تخشى استتارا
بدت و هي تزهو بتبرية = منمقة أرجوانية
شقيقة حسن شقيقة = عروس تحلت بوردية
و لم ترض غير الدراري نثاراً
هوت نحوها الشهب غب ارتفاع = لتعلو بتقبيل تلك البقاع
و لم ترعن ذا الجناب اندفاع = فها هي في قربها و الشعاع
جلاها لعينيك در صفارا
عروس سبت حسن بلقيسها = و عم الورى ضوء مرموسها
زهت فزها حسن ملبوسها = بدت تحت أحمر فانوسها
لنا شمعة نورها لا يوارى
هي الشمع ضاء بأبهى نمط = و قد قميص الدياجي و قط
كفانا سنا النور منها نقط = هي الشمع ما احتاج للقط قط
و لا النفخ اطفأه مذ أنارا
جلا للمحب جلا كربه = و أهدى الضياء إلى قلبه
ترفرف شوقا إلى قربه = ملائكة الله حفت به
فراشاً و لم تبغ عنه مطارا
فيا قبة شاد منها المحل = بعزفق للأعادي أذل
و لا عجب حيث فيها استقل = هي الترس ذهب ثم استظل
به فارس ليس يخشى النفارا
غمامة تبر جلت غمة = اطلت وكم قد هدت امة
و مرجانة بهرت قيمة = و ياقوته خلطت خيمة
على ملك فساق كسرى ودارا
عقيق يفوق الحلى في حلاه = غداة تسامى بأعلى علاه
الى حيدر ليس تبغي سواه = و لم يتخذ غير عرش الآله
له معدناً وكفاه فخاراً
فكم قد عرفتنا بها زهوة = لدى سكرة مالها صحوة
فقلت ولي نحوها صبوة = حميا الجنان لها نشوة
تسر النفوس و تنفي الخمارا
فيالك صهباء في ذا الوجود = تجلت أشعتها في السعود
ترى عندها الناس يقظى رقود = إذا رشفتها عيون الوفود
تراهم سكارى و ما هم سكارى
هي الطبود طالت بأعلى العلا = و لم ترض غير السهى منزلا
غدت لعلي العلى موئلاً = عجبت لها إذ حوت يذبلا
و بحراً بيوم الندى لا يبارى
فيا أيها التبر لما استتم = فخارا و ركن العلى فاستلم
فما زلت أطلب برهان لم = و كنت أفكر في التبر لم
غلا قيمة وتسامى فخارا
و كيف غدا و هو مستطرف = و بين السلاطين مستظرف
مطل على هامهم مشرف = إلى أن بدا خوفها يخطف
النواظر مهما بدا و استنارا
فثم تسامى إلى نسبة = تسامى و نال علا رتبة
و لم يخش في الدهر من سبة = و ما يبلغ الدهر من قبة
بها علم الملك زاد افتخارا
فيا قبة نلت عزاً وجاه = و عين النضار بك اليوم تاه
و مع حسنها فهي عين الحياه = و مذ كان صاحبها للأله
يدان يدا نعمة و اقتدارا
يرى الركب ان ضل حاديهم = يداً في علاها تناديهم
لها آية الفتح تهديهم = يد الله من فوق أيديهم
بدت فوق سر طوقها لا تبارى
يد ربح البذل في سوقها = ترى البذل أحسن معشوقها
تسامت إلى أوج عيوقها = و قد رفعت فوق سرطوقها
تشير إلى وافديها جهارا