فوقَ هجيرِ الوجدِ
سنة 2017
هل أنتَ في كربلا بالذَّبْحِ مُنْعَتِقُ ؟! =أم أنتَ نهرٌ مِنَ الأسرارِ مُنْدَفِقُ ؟!
هل أنتَ شمسٌ على الظَّلماءِ ثائرةٌ ؟!=أم أنتَ وَرْدٌ تدلّى عِطرُهُ العَبِقُ ؟!
قُلْ لي فمعناكَ يا مولايَ أرَّقَنِي=بحيثُ أصبَحَ مِنْ أسمائِيَ الأرَقُ
أراكَ في كربلا بحرًا لآلِئُهُ=على ضِفافِ الظَّمَا والمجدِ تأتَلِقُ
ما زِلتَ بالخِنْصَرِ المقطوعِ ترسِمُ لي=دربًا عليهِ يموتُ الخوفُ والقلقُ
وتكتُبُ الحُبَّ في كونٍ يؤثّثُهُ=الحِقدُ والكُرهُ والبغضاءُ والحَنَقُ
في الطفِّ كُنتَ مُوسيقى كُلّما انجَرَحَتْ=تذوبُ في عُمْقِها الأشياءُ والطُّرُقُ
حَفَرْتَ بالصبرِ في صَخْرِ الجُمودِ وما=هَوَيْتَ إلا وصوتُ الرّفْضِ ينطَلِقُ
قد قالَ نحرُكَ للآتينَ مِنْ يَبَسٍ=تَبلّلُوا قبلَ أنْ يأتِيْكُمُ الغَرَقُ
مَنْ يَرْفُضِ الليلَ أنْ يحيا بمُهجَتِهِ=مِنْ هكذا رَجُلٍ لن يسلَمَ العُنُقُ
إنَّ الدِّما وَهْيَ تجري فوقَ تُرْبَتِها=تُعَلِّمُ الوقتَ للأهدافِ يستَبِقُ
لا خيرَ في عُمُرٍ يَمضِي بِلا أثَرٍ=كعينِ أعمى هباءً عندَها الحَدَقُ
أسْرَجْتَ مِنْ دمِكَ الأيّامَ فاتّقَدَتْ=وشعّتِ النُّطَفُ الظّلماءُ والعَلَقُ
أذّنْتَ حتَّى تُصلي الريحُ فَرْضَ هوًى=على جِراحِكَ حيثُ الطُّهرُ مُنْدَلِقُ
زَوّجْتَ أرضَكَ بالآمالِ حينَ غدا=النبضُ بالقلبِ يا مولايَ لا يَثِقُ
بابًا فَتَحْتَ على الدُّنيا .. فرادِسُهُ=لا تستقيلُ عَنِ المعنى وتنغَلِقُ
أتلوكَ بالحُبِّ قُرآنَيْنِ مِنْ كرَمٍ=تَسقي وتدري بأنَّ السهْمَ مُنْطَلِقُ
وَقَفْتَ في الطفِّ لم تُرْهِبْكَ أسلحةٌ=وَقَفْتَ والترْبُ يا بْنَ المصطفى زَلِقُ
هل أنتَ مَنْ مزّقَ الأعداءُ بسمَتَهُ ؟!=أم فوقَ طفِّكَ آياتُ الضُّحى مِزَقُ ؟!
كتَبْتَ (لا) بالدِّماءِ الحُمْرِ قافِيَةً=حيثُ الشموخُ يَرَاعٌ والثّرى وَرَقُ
جَبْرَلْتَ لحنَ النَّوَى في غُربةٍ سَلَبَتْ=ثوبَ البَهاءِ فَغَطّى جُرْحَكَ الألَقُ
بينَ الفرادِسِ والنيرانِ ليسَ سِوى=هواكَ واسمِكَ يا مولايَ .. مُفْتَرَقُ
يا سورَةَ اللهِ في الأرواحِ ساكِنَةٌ=ما إنْ أرَتِّلُها فالخِصْبُ ينبَثِقُ
هذا أبو الفضلِ فوقَ النهرِ قِرْبَتُهُ=ملأى بماءٍ بهِ الأمجادُ تصطَفِقُ
وزينبٌ رَسَمَتْ بالصبرِ سارِيَةً=لم تُلْوِها المِحَنُ الكُبرى ولا الحُرَقُ
والصحْبُ فوقَ هجيرِ الوَجْدِ قد نَثَرُوا=دِماءَهُم إذْ بعهدِ الحُبِّ قد صَدَقُوا
مَضَوا إلى الخُلْدِ لكنْ لو دَعَوْتَهُمُ=لأرْجَعَتْهُمْ شِغافٌ والظُّبا امتَشَقُوا
تقَمَّصُوا فِكرةَ الأشجارِ فانغَرسَتْ=أسماؤُهُمْ في المدى واسّاقَطَ الفَلَقُ
يا مَن لكي لا تمسَّ النارُ ناصِيَتي=عافَ الخيامَ بنارِ الغِلِّ تَحتَرِقُ
خُذْني إلى حِضْنِكَ الدافي وروضَتِهِ=فإنّني بِالهَوَا الكونِيِّ أختَنِقُ