ذاكرةٌ في الوحيِ
سنة 2017
أَبْلِغْ صَدَى الجُرحِ ما جفَّتْ قَصَائِدُهُ=إذْ أقْسمَ العَهدَ مِنْ دَرْبٍ فيُبصِرُهُ
أطْلِقْ هواهُ فَوجْهُ الصّبرِ نَافِلةٌ=تُحْيي الْوجُودَ على مَحْيَاهُ تُزْهِرُهُ
كَأَنَّهُ الْبَدْرُ حُسْنُ اللهِ يَعْصِمُهُ=والشّمْسُ شاحِبَةٌ تَاهَتْ فتَصْهَرُهُ
وفِتْيَةُ الليلِ نبضٌ مِنْ مَصَارِعِهِم=عَرْشًا كما الطّودُ أمْضَتْ فِيهِ تَنصُرُهُ
تأْبَى الخنُوعَ بِذلٍّ ليْسَ تعْرِفُهُ=فالسَّيفُ إنْ ماجَ بالإخفاقِ تُشْهِرُهُ
والخيلُ بالآهِ دَلَّتْ في معَالِمِها=تواكِبُ الرّيحَ قدْ جاءَتْ ستُخْبِرُهُ
تَشْكو بظلمٍ على الآهاتِ تنْظِمُها=تُراقبُ الوصلَ، نِيلُ الحلمِ تعبرُهُ
قِنْدِيلُهُ الوحيُ وجهُ النُّورِ نُدْبتُهُ=مَا أعْجبَ الدَّهرَ مِنْ شَوقٍ فيُظْهِرُهُ
هَلْ يَجْرُؤُ الْمَوتُ مِنْ لُقْيَاهُ يدْفَعُهُ=ويُوغلُ السّهمُ ما في النحْرِ يشطُرُهُ؟
أم أنّ ذاكَ الذي مُدَّتْ فضائِلُهُ=أحنى عليهِ بدمعِ الكونِ ينظُرُهُ؟
تَرَاقَصَ الْمَاءُ في كَفٍّ يَجُودُ بِها=ليَرْشِفَ النّهْرُ ما في الجُودِ يُمْطِرُهُ
ويسكبُ الهَمُّ ما في العمرِ مِنْ وجعٍ=يُلقَى إليهِ بصَبْرٍ كادَ ينْهرُهُ
لو يَلْتَقِي الْمَوتُ بالأوصالِ تجْمَعُها=حدَّ النّهاياتِ عادَتْ فيهِ تُحضِرُهُ
ما أقْسَمَ النَّبْضُ مِنْ آفَاقِ نعمَتِهِ=إلا ليُروى بدمعٍ كانَ يذكرُهُ
سرُّ الجلالِ وصوتٌ ذابَ في شَجَنٍ=ليعبرَ الكونُ ما في الروحِ يُشعرُهُ
تَواتَرَ النَّهجُ والإيهامُ منبعُهُ=ما الفِكْرُ إلاَّ لسُقيا أنْتَ مصدرُهُ
تَسقي الحياةَ إذا ما مرَّها حَزَنٌ=سقيًا على الصبرِ مِنْ مسعاكَ تؤثِرُهُ
قدْ أسبغَ الدهرُ في إيواءِ جنّتِهِ=وأيقنَ الفجرُ جرحًا أنتَ تَجْبُرُهُ
صلّى عليكَ مدادُ الدَّهْرِ مُنبثِقًا=عطرَالصَّلاةِ بها قد باتَ مئزَرُهُ