شعراء أهل البيت عليهم السلام - كَيْفَ لَهُ أَنْ... ؟

عــــدد الأبـيـات
25
عدد المشاهدات
207
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
11:56 مساءً

ضَمِيرِي عَلَى الإِبْحَارِ أَنْتَ تُحَرِّضُهْ = وَمَاءُ فَمِي يَنْقَادُ حِينَ تُرَوِّضُهْ سَحَابَةُ أَيَّامِي تُصَادِقُ حُزْنَهَا = وَثَمَّةَ أَمْرٌ لِلسَّمَاءِ أُفَوِّضُهْ أُوَاجِهُ لَيْلًا يَجْرَحُ القَلْبَ سَيْفُهُ = وَأَزْرَعُ وَرْدًا يَعْشَقُ الشَّمْسَ أَبْيَضُهْ تُرَى مَا الذي أَدْمَى الخُزَامَى بِدَاخِلِي = لأَرْمُقَ صَبْرِي والرَّزَايَا تُقَوِّضُهْ؟! وَكَيْفَ لِقَلْبِي أَنْ يُضِيءَ لِوَهْلَةٍ = وقَدْ جَفَّ فِيِهِ الزَّيْتُ، مَنْ ذَا يُعَوِّضُهْ؟! أَنا زَهْرَةٌ في الظِّلِّ حُبْلَى بِحُلْمِهَا = فَهَلْ تَصْدِمُ الأيَّامُ حُلْمِي وتُجْهِضُهْ؟! تُخَاتِلُنِي هذي الحَيَاةُ بِطَبْعِهَا = وقَلْبِي إلى أَقْسَى الهُمُومِ تُعَرِّضُهْ فَأَمْطِرْ على رُوحِي التي جَفَّ مَاؤُهَا = وهَيِّءْ لِجَفْنِي رَاحَةً حِينَ أُغْمِضُهْ وَكُنْ لِي يَقِينًا يَقْطَعُ الشَّكَّ عِلْمُهُ = فَإِنَّ فَنَائِي فِيكَ لا عَقْلَ يَرْفُضُهْ تَجَلَّيْتَ لِي فَيْضًا مِن الحِسِّ والنَّدَى = وحَقًّا مُبِينًا لا أَبَاطِيلَ تَدْحَضُهْ هُنَا بَيْنَ أَنْفَاسِ البَسَاتِينِ نَلْتَقِي = فَتَمْسَحُ عَنِّي كُلَّ خَوْفٍ وتَنْفُضُهْ مَعِي يَا شَهِيدَ الطَّفِّ أَعْذَاقُ عِزَّةٍ = وغُصْنٌ مِن العَزْمِ الذي كُنْتَ تُنْهِضُهْ مَضَايِقُ هذا العُمْرِ كَمْ ذَا أَحَلْتَهَا = سُرُورًا ويُسْرًا دَوْرُكَ الحَيُّ يَعْرِضُهْ هُوَ الكَوْكَبُ المَحْزُونُ نَفَّسْتَ كَرْبَهُ = وخَفَّفْتَ حُمَّى كُلِّ مَنْ كَانَ يَبْغضُهْ بِقامُوسِكَ الإِنْسَانُ يَحْيَا مُكَرَّمًا = وَإِيقَاعُهُ المَحْسُوسُ بِالحُبِّ يَفْرِضُهْ سَلَكْتُ إِلَيكَ الدَّرْبَ، والشَّوْقُ دَلَّنِي = لأَرفَعَ رَأْسِي بَعدَمَا كُنْتُ أَخْفِضُهْ خَيَالِي كَجِسْمٍ قَدْ أَصَابَتْهُ رَعْشَةٌ = ولِلشِّعْرِ والإِيحَاءِ رَبٌّ يُقَيِّضُهْ بَعِيدٌ، قَرِيبٌ، مُسْتَحِيلٌ، وَمُمْكِنٌ = أَمِنْ جِسْمِنَا أَمْ رُوحِنَا نَحْنُ نُقْرِضُه؟! هُوَ الشِّعْرُ لِلْعُشَّاقِ مَنْفًى ومَوْطِنٌ = فَكَيْفَ إلى الأَخْطَارِ صِرنَا نُعَرِّضُهْ؟! كَما الفَرْقَدِ الغَافِي عَلَى كَفِّ شَاعِرٍ = أَحَاسِيسُهُ تِرْيَاقُهُ وَمُمَرِّضُهْ تُحَدِّثُنَا عَنْكَ السِّيَاقَاتُ مُلْهِمًا = بِصِدْقٍ تُعِيدُ الوَعْيَ فِينَا وَتُوْقِظُهْ وَعِشْقًا تَنَامَى بِاتِّسَاعِ عَوَالِمٍ = بِهَا مَشْهَدٌ فِي القَلْبِ والعَيْنِ نَحْفَظُهْ دَعَوْتَ فَلَبَّتْكَ القُلُوبُ مُجِيبَةً = نَدَاءَكَ وَالإِيثَارُ بِالنَّفْسِ تَلْحَظُهْ وَلَسْتَ بِمَنْأَى عَن قُلُوبٍ تَشَرَّبَتْ = هَوَاكَ الذي لا بَحْرَ فِي الكَوْنِ يَلْفُظُهْ وَمَا الحُلْمُ إِلا أَنْ نَعِيشَ بِعِزَّةٍ = وَهذا هُوَ العَهْدُ الذي لَيْسَ نَنْقُضُهْ
Testing