جِراحُهُ الضَوءُ
سنة 2017
ضَوءٌ جَريحٌ عَلى أعتَابِ ضِفّتِهِ=أَضمِّخَ الأفقَ وجدًا نَزفُ وَجنتِهِ؟!
حِبرٌ يُضيءُ..دَمٌ.. جُرحٌ ..وقافيةٌ=يُبلّلُ اللوحَ نَقشًا كفُّ قُدرتِهِ
لوحدِهِ بينَ أسرابِ السُيوفِ هَوَى=وكانَ يحمِلُ كَونًا ظِلُّ خُطوتِهِ!
سيعبرُ النهرَ نهرًا ثائرًا وبهِ=يُدلّلُ الماءَ وحيًا في نبوءتِهِ
لوحدِهِ في ثَرَى أحزانِهِ، انتَفَضَتْ=رِمالُهُ لم يَعُدْ يبدو بهَدْأَتِهِ
ليلٌ أسيرٌ على وجهِ السّماءِ وَكَمْ=يُعتّقُ الصبحَ حُرًّا فيضُ عِزّتِهِ
تسلَّلَتْ شَمسُ عاشوراءَ في دَمِهِ=أصيّرَ الجُرحَ ضوءًا لونُ سحنتِهِ؟!
هُناكَ حشدُ القوافي فزَّ مِنْ أفقٍ=مُشرّعِ النَّزفِ لا أفقٌ لدمعتِهِ
تعطَّلَتْ لحظةُ الوقتِ التي عَبَرَتْ=لكربلاءَ .. فأجرى خُلدَ لَحظتِهِ
مسافتانِ .. ووحيٌّ .. رعشةٌ.. وأسًى=أوحى لهُ اللهُ ما أوحى بكُربتِهِ
تفرُّ أطفالُهُ الصَّرعى، مُحرّقةٌ=أحشاؤُهُ .. حرَّقَتْها نارُ خيمتِهِ
تشجَّرَتْ رُوحُهُ (ثأرًا) و(ملحمةً)=ماذا توَّقدَ في أعماقِ تُربتِهِ؟!
هُناكَ جاءَتْ حُشودُ الأنبياءِ لهُ=مدهوشةً لم تَزَلْ مِنْ هَوْلِ هيئتِهِ
لوحدِهِ موجَعٌ .. ينسلُّ من رئةِ ال=معنى ويبعثُ فيها وَهْجَ فكرتِهِ
ما أطَّرَتْ (رُوحَهُ) الأفكارُ، أطلقَها=جِراحَهُ للمدى النائي بشُرفتِهِ
تكشَّفَتْ (ثَورةٌ أُخرى) ليومِئَ لل=نهرِ الظميِّ بأنهارٍ بجُعبتِهِ
سيغمرُ الماءَ مِنْ فحواهُ، يُحرجُهُ=ويغرفُ الشمسَ مِنْ أسمالِ حُمرتِهِ
سيوقظُ الغيمَ .. يُجرِيها نبوءتَهُ=ليمطرَ الأرضَ (وعيًا) جُودُ غيمتِهِ
حُبلى مداراتُهُ البيضاءُ، كم سَطَعَتْ=نُجومُ (ثورتِهِ الأسمى) بنهضتِهِ
تَغَسَّلَ الليلُ مِنْ أحداقِهِ، فَنَمَتْ=ملامحُ الفجرِ وحيًا مِلْءَ غرّتِهِ
سيُنطقُ الروحَ .. يُحيِيها ضمائرَنا=وعيًا .. فوعيًا ليرنو أفقَ ثَورتِهِ
ويُشعلُ (الزيتَ) مِنْ مشكاتِهِ، أبدًا=ما شعَّ إلّا بآهاتٍ بجمرتِهِ
حُزنٌ مَهولٌ، ونهرٌ حائرٌ، ورؤًى=غيبيّةُ الوحيِ تستجلي بغيبتِهِ
تحفُّ أطفالَهُ النيرانُ، تُحرِقُهُ=نيرانُ أنّاتِهم! تذكو بنبضتِهِ
عَنْ أيِّ حُزنٍ نبيٍّ كانَ حدَّثَنَا=راوي الرُواةُ وَعَنْ مكنونِ مِحْنَتِهِ؟
رُزءٌ يُطلُّ على فكري، ليقدحَ لل=ذكرى خيالًا ليجلو وهمَ عتمتِهِ
وفارسٌ خاضَ نهرَ المستحيلِ، رمَى=بُقربِهِ فكرةً حُبلى بقِرْبتِهِ
قد لقّنَ النهرَ درسَ الحُبِّ، فانْفَجَرَتْ=بمُقلتيهِ دُموعٌ مِلْءَ حَسرتِهِ
وحيٌ عظيمٌ يُثيرُ الضوءَ مِنْ يدِهِ=ليُشعلَ الزيتَ مشكاةً بحكمتِهِ
وينفضَ الليلَ عَنْ أكتافهِ، ليرى=ممّا تلألأَ مِنْ فانوسِ جذوتِهِ
تنفّسَتْ (كربلاءَ) الروحُ، فانهَمَرَتْ=نسائمٌ لم تزَلْ تهفو لحضرتِهِ
جُرحٌ يضخُّ الهوى ما زالَ يرفدُهُ=علمًا .. فعلمًا ليجني غرسَ بذرتِهِ
يتلو الجِراحَ بقرآنِ الطفوفِ، ولم=ينسلُّ إلا بآياتٍ بسورتِهِ
يحكي لنا الماءُ عن تأريخِهِ، أبدًا=يطلُّ بالماءِ يحكي خُلدَ سيرتِهِ
يُعطّرُ الأفقَ مِنْ أشذائهِ ألقًا=نُورًا .. فنُورًا ويُجري طِيبَ نفحتِهّ
"وما خرجتُ" نداءً كانَ يطلِقُهُ="إلّا لأصلحَ" .. كانَتْ نهجَ دعوتِهِ
تخرُّ سامقةُ الأشعارِ حائرةً=وصفَ (الحُسينِ) وعَنْ إدراكِ نجمتِهِ
تحيّرَتْ فيهِ ألبابُ العقولِ وما=يومًا ستدركُ ما مكنونُ صورتِهِ
هاجسٌ .. لم يزَلْ ينتابُ خاطرتي=شوقًا إليهِ لأرنو فَيْءَ جنَّتِهِ