رحلةٌ في أفقِ الحسينِ
سنة 2017
قد حارَ كلُّ الناسِ في أسرارِكْ=مَيْتٌ.. تضيءُ الكونَ مِنْ أنوارِكْ
بِدَمِ الشهادةِ قد أنَرْتَ حياتَنا=أنهيتَ ليلَ قلوبِنا بنهارِكْ
بيمينِكَ الحُسنى تصوغُ مَجرّةً=ورسَمْتَ أُفقًا مُبهِرًا بيسارِكْ
لتطوفَ حولَكَ في الطفوفِ..=وسعيُها بينَ الجراحِ ونزفِكَ المُتبارِكْ
حوّلْتَ صحراءَ الحقيقةِ جنّةً=وتعطّرَ الملكوتُ مِنْ أزهارِكْ
أعطيتَ للرحمنِ نحرَكَ عاشقًا=وضّحْتَ معنى الحبِّ في أفكارِكْ
أعطيتَ طفلًا للسّما .. ودماؤهُ=صعدَتْ تُوَحِّدُ ربَّها وتُبارِكْ
حتّى النِّسا جاءتْ تقدّمُ وُلْدَها=كيما تواسيَ (فاطمًا) وتشارِكْ
أمّا البنونَ تقطّعتْ أوصالُهم=كانوا كأقمارٍ هَوَتْ بجوارِكْ
لكَ صُحبةٌ لا يأبهونَ بموتِهم=هم آمنوا..هم سلَّمُوا لقرارِكْ
لم يرحلوا نحوَ الضّياعِ.. وفضّلوا= إسقاءَ قَفرِ الروحِ مِنْ أنهارِكْ
وأتوا لوادي كربلا.. ومُرادُهم= أن يصبحوا في الطفِّ مِنْ أنصارِكْ
فمَضوا كواكبَ للهُدى وضّاءَةً=يتعاقبونَ على الرّدى ومدارِكْ
يا صاحبَ الرأسِ المضمّخِ بالدِّما=قلبي سقيمٌ والشِّفا بمزارِكْ
قلبي بهِ كلُّ الهمومِ تجمّعَتْ=وأتى يهمُّ اليومَ في إخبارِكْ
يشكو جحيمَ البُعدِ مِنْ طولِ النوى=قُلْ لي متى سنكونُ مِن زوّارِكْ؟
ومتى نجِيءُ لكربلا يا سيّدي؟=نتلو كتابَ العشقِ في أسفارِكْ
ومتى نرى نورَ المُغيّبِ..(ناطقًا =بالحقِّ مِنْكُمْ) رافعًا لشعارِكْ
(هيهاتَ) يبقى في البسيطةِ شكُّهُمْ=مهما يخوضُ على اليقينِ معارِكْ
هيهاتَ ينسى للعقيلةِ سَبْيَها=آتٍ لثأرِ الطاهرينَ وثارِكْ