ما تيسَّرَ مِنْ حديثِ اللّيلِ
سنة 2017
صمتٌ أخيرٌ والعيونُ تماطلُه=والليلُ تُسرِعُ في الهروبِ مداخلُه
ومسافةُ الضوءِ الأخيرةُ لم تَجِدْ=خطواتِ صبحٍ يابسٍ تتواصلُه
قمرٌ تثاءبَ عَنْ وجوهِ العابرينَ=وعَنْ جوابِ الأمسِ حينَ أسائلُه
أأخيُّ هذا الليلُ يعبثُ بالنوا=يا، يستبيحُ الصبرَ، كيفَ أجادلُه؟
مازالَ يحكي لي كما تحكي المنا=جلُ للسنابلِ.. بالإباءِ أبادلُه
ثمنُ الأصالةِ أنَّ دربَكَ موغلٌ= بالطارئينَ، فأرهقَتْكَ منازلُه
الكلُّ نزفٌ آهِلٌ بِصَدَاكَ، صُغْ= للجرحِ صوتًا كي تضجَّ جحافلُه
مُذْ سارَ آدمُ والشّراعُ ممزّقٌ=وقميصُكَ الممتدُّ منكَ يحاولُه
لا تسترِحْ فالأرضُ مَلَّتْ رملَها=ومسارُ رحلتِها بكفِّكَ حاملُه
لا تنتظِرْ قمحًا ليومِكَ فالنبو=ءاتُ الجديدةُ بالقماطِ تُعاجلُه
أأخيُّ كلُّ الاخضرارِ دفنتُهُ=لمْ تدَّخرْ سجنًا عليَّ سنابلُه
حبرٌ هناكَ..وشمعةٌ وقَفَتْ كمئ=ذنةٍ وبحرٌ لم تَصِلْكَ رسائلُه
عَنْوِنْ سمارَ السائرينَ برحلةِ ال=موتِ اللّذيذِ فكلُّهم لكَ ساحلُه
فُتِقَتْ هنا رئةُ الفُصُولِ، ومحورُ الرْ =رَتْقِ احمرارٌ..لونُ سيفِكَ غازِلُه
وهنا تكوَّرَ فكرةً ما قالَهُ اللْ=لَهُ الذي أَرْسَتْ عليكَ دلائلُه
وأراكَ تقترحُ الصُّعودَ مسيرةً=نحوَ احترافِ الموتِ حينَ تنازلُه
ما بينَ أروقةِ الجراحِ مُزَمَّلٌ=جَمَعَتْ تفاصيلَ الدّعاءِ أناملُه
يخضرُّ جيلٌ مِنْ تمائمِ خيمةٍ=وتضوعُ في دربِ الحروفِ خمائلُه
مِنْ قطرةٍ ما لامستْ غصنًا لها=إلا انحنى شكراً وجذعُكَ هاطلُه
للماءِ وجهٌ سوفَ يأتي مُعلِنًا=خَجَلَ الفراتِ المُرِّ حينَ تقابلُه
منذُ استعارَ الماءُ لونَ ظَماكَ=والأيامُ تسعى أنْ تشيخَ جداولُه
شاخَتْ بعينِي الذكرياتُ وأنتَ مَنْ= تُؤوي خواءَ الأمنياتِ هياكلُه
قَلَقُ الجهاتِ يبيحُ بعدكَ موطنًا=وتُميتُ بوصلةَ الرِّياحِ جدائلُه
إيقاعُ آخرِ دَهْشَتَينِ سينقضي=دربًا أخيرًا لن تعودَ محافلُه
ولئنْ أطلْتَ اليومَ قربيَ سجدةً=فغدًا مُصلّاكَ الدموعُ تطاولُه