شعراء أهل البيت عليهم السلام - ومضاتُ الطفوفِ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
210
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:30 مساءً

1)
هلالٌ مِنَ الحُزنِ يبكي
ويحمرُّ أفْقُ الجلالِ
فيبكي
وتحنو ضلوعُ البتولِ عليهِ:
تقوسْتَ لكنْ سلِمْتَ مِنَ الكَسْرِ حِقدًا

2)
على رائعاتِ الطّفوفِ تلبّي
دماءُ الشَّهادةِ
والكبرياءْ
ويبكي شُموخٌ مِنَ النورِ والإصطفاءْ
وتبقى العليلةُ في وحدةِ الخِدرِ
والإبتلاءْ
وظعنُ البطولةِ يمشي
بعِزَّةِ مَجدٍ
إلى كربلاءْ

3)
أراكَ تقدَّسْتَ مِنْ فاتحٍ
دماهُ ترفُّ على طينتي
وماءُ الفُراتِ
يُمازجُ نهجي
بأمشاجِ ذاتي
وحرِّيتي
وتبقى الطفوفُ على شُرفةِ المُشرِقينْ
بلونٍ هو الصفوُ
دُنيا ودينْ
لتحنو عليهِ مُنى مُنْيَتي

4)
رُؤاكَ السَّماءُ
وحسبِي بها إذا ما تلوَّنَتِ المعجزاتْ
لتمضي وفي ملكوتِ البهاءِ
مواسمَ طُهرٍ تصلّي عليها دماءُ الأُباةْ
وتمشي على جُدُدِ الأُمنياتْ
وما زالَ يحدو بركبِكَ صوتٌ مِنَ الغيبِ
( يا ناقتي لا .... )
فتبدو السَّكينةُ
تأنسُ زينبُ
ويحلو المسيرُ بظلِّ أبي الفضلِ آلِ الوفاءْ
ويحلو المسيرُ
على هدهداتٍ مِنَ الوحيِ:
( تسيرُ المطايا والمنايا تحومُ )
(وقَعْنا على الموتِ ... )
شِعارُ المسيرِ إلى التضحياتْ
وتمشي
وفجأةَ تُقلقُكَ العادياتُ
تصومُ عَنِ المشيِ حتّى ترى
دموعَ المُصابِ بعينِ الحياةْ
سألتَ عَنِ الأرضِ
* ما سِرُّها ؟
ماذا تُسمَّى؟
وأنت َالعليمُ الخبيرُ بكلِّ الأمورِ
فقالُوا:
* هي الطَّفُّ مِنْ نينوى
وأرضٌ بها الكربُ والإبتلاءْ
وشطُّ الفراتْ
* ألا فافصحوا!!
* تُسمَّى بأفقِ الخُلودِ رُبى كربلاءْ

5)
(أميري حُسينٌ)
شموخٌ وعِزَّةْ
شعارٌ تخطّى حدودَ الكلامِ
وصولًا
لأقصى حدودِ الفداءِ
كحيدرَ
جعفرَ
إبداعِ حمزةْ
أخوهُ الرسولُ الذي يفتديهِ
فَمَنْ يستطيعُ يفكِّكُ لُغزَهْ؟
رسولُ الشَّهادةِ
أجرى هُداهُ
لمعنى الكمالاتِ حينَ ارتضاهُ
تواترَ حتّى يُريقَ المعاني
بساحةِ لطفٍ سَعَتْ في لقاهُ
ودنيا الخيانةِ عاثَتْ فسادًا
فكانَ حريٌّ بأنْ ينتضي
لسيفِ العدالةِ باسمِ الحُسينِ لتحيا الحياةُ
ففيهِ السَّماءُ تجلَّتْ فخرَّ شهيدًا
ليُحدِثَ فينا وربِّكَ هَزَّةْ

6)
وما زالَ فينا مِنَ المجدِ
والعَزمِ
والعنفوانْ
أزاهرُ عشقٍ
وسِحرُ جُمانْ
لأنَّ ضياءَ البطولةِ منكَ تواترَ فينا على مَدِّ قُدْسِ هوَى الزَّمكانْ
فكانَ وكنَّا
شعورَ تلاقي السَّماءِ
بنبضِ النُّفوسِ الأصائِلِ حُبًَّا
فعِشْ
في دواخلِنا العاشقاتِ
لنحظى بتسجيلِنا في سِجلَّاتِ طُهرِ الزِّيارةِ
والعاشِقينَ
وخُدَّامِ طفِّ الإباءِ
وفي الشُّعراءْ
وهذا هو الشَّرفُ المُنتقَى
بلحظةِ حُبٍّ
وصِدقِ بيانْ:
حبيبَ القلوبِ
ومهوَى النفوسْ
وبوّابَ جنَّاتِ عدنِ الحُسينْ
سلامًا مِنَ الروحِ في الخافقَينْ
لعاشقِ نورِ الهدى كلَّ آنْ
وخرَّتْ نجوم العُلا في الطُّفوفْ
ونادى:
ألا مِنْ نصيرٍ يُحامي
ويدفعُ عنَّا العِدا والحتوفْ؟
وحيدًا بقى ظامئًا
ويطلبُ ماءً فيا لهفَ نفسي عليهِ
تجرَّعَ كأسَ الفراقِ
لخيرِ صِحابٍ رَأَتْ في المنايا احتضانَ السُّيوفْ
تفانَوا جميعًا
حزينًا يُنادي بقلبٍ تفطَّرَ عِشقًا:
زهيرٌ
بريرٌ
حبيبي حبيبْ
ولا مِنْ مُجيبْ
سوى أنّ تلكَ الجسومَ الزواكي
تكادُ مِنْ التلبياتِ
تُفِيقْ
هنالكَ باهى بِهِمْ في المعالي الجليلُ العطوفْ
فكانُوا هُمُ الأوفياء
وليسَ لهم في الخلودِ نظيرٌ
كأقمارِ تَمٍّ
وما مِنْ خُسوفْ

7)
كفيلٌ
وسقّاءُ ماءِ الحياةِ
لأحبابِ أفضالِهِ اليانعاتْ
وسقّاءُ أعداءِ طهَ
كؤوسَ المماتْ
هو الحُبُّ فاضَ وفاءً
وأعلنَ للكونِ أنَّ الجمالَ لهُ ينتمي
وفيهِ ارتضى ما ارتضى
مِنْ جميلِ خصالٍ بِهِ باسقاتْ
هو النُّبلُ فينا
وإيثارُهُ يرسمُ الأفقَ ضوءًا
وفيهِ الحَنانُ تجلَّى بعينِ الصِّغارِ التي ترتجي منهُ بسمةَ ثغرٍ وماءْ
فما أروعَ هذا الكيانَ الذي تمثَّل في الطَّفِّ سِحرًا بهيَّ السِّماتْ
بكفٍّ تُقبَّلُ عبرَ العصورِ
وتُرسِلُ للكونِ آيَ النَّجاةْ
وعينٍ تواسي الحُسينَ
ورأسٍ يُحطَّمُ كي يكسِرُوا فيه معنى الثباتْ
ولكنْ
فهيهاتَ منهُ إلينا ستبقى على طولِ عمرِ المدى صرخةً للأُباةْ
ويبقى السَّلامُ الوحيدُ الذي يُشتَهَى
سلامًا لأمِّ البنينَ التي تصنعُ المعجزاتْ

8)
فداءٌ لشسْعِكَ قلبي
تُحيِّرُ عقلي مواقفُ روعتِكَ الواثقةْ
ترى الموتَ شهدًا وأحلى وأحلى فروحُكَ حتمًا هنا العاشِقَةْ
وتهزأُ بالقومِ تُصلحُ شسْعَكْ
وأنت َاليتيمُ الذي لو رأوكَ رأوْا في ضيائِكَ وَجهَ الحَسنْ
ونورًا لفاطمَ ذاتِ المِحَنْ
وقُدسًا لحيدرَ يمشي معكْ
ونفسًا تُطيعُ
على الخطبِ صبرًا
سَمَتْ صادقَةْ


9)
حُسينَ الإباءِ ونبضَ الحتوفِ
وأعظمَ مَنْ للبَلاءِ تجرَّعْ
فديتُكَ مِنْ نائحٍ بالطفوفِ
ومثلُكَ ليسَ على الفقدِ يخضعْ
ولكنَّها للسَّما تضحياتٌ
فكانَ عليٌّ لحُزنِكَ منبعْ
شبيهًا لآلِ النبوّةِ أجمعْ
بحقدِ الضغائنِ خَرَّ مقطَّعْ
وجمَّعَ أشلاءَهُ الزاكياتِ
ببُردةِ نورٍ
وصاحَ
وأوجَعْ
بُنيَّ حبيبي فؤاديَ ظامٍ
وأنتَ ستمضي لجنّةِ عدنٍ أُعِدَّتْ إليكَ
ستلقى الهُداةَ
فسلِّمْ عَلَيْهِمْ
سيسقي ظماكَ النبيُّ المُشفَّعْ
قريبًا سآتي بحالٍ مُدمَّى
بأفجعِ قلبٍ
وأعظمِ مصرَعْ ..



10)
لنحرِ الطفولةِ قلبي بكاءٌ
لعظمِ مُصيبتِهِ الفاجعَة
بكتْهُ السَّماءُ وآيُ الطفوفِ
وعينُ المُصابِ له دامعَة

11)
وأذَّنَ للخُلدِ نزفُ الدِّماءْ
فصلَّى الجلالُ على كربلاءْ
كما شاءَ وسْمُ الشَّهادةِ كانَتْ
دموعُ الخشوعِ فكانَ العزاءْ

12)
على خدرِ زينبَ قالَ الجَوادُ:
سَلامًا
سلامٌ بنبضٍ تُخالطُهُ والطُّفوفِ المُهَجْ
ويبقى الصهيلُ
ويبقى انتظارُ الظهورِ على شُرُفاتِ تلاعِ الطَّهارةِ
والكبرياءِ
ويبقى الفَرَجْ ..
Testing