شعراء أهل البيت عليهم السلام - آخرُ الأحياءِ

عــــدد الأبـيـات
19
عدد المشاهدات
213
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:05 مساءً

هل يستحمُّ الغيمُ في إصغائي=وجوانحي عطشٌ بغيرِ سماءِ حتَّامَ تنطفئُ الطريقُ بغربتي=ويتوهُ كلِّي في صدى أجزائي؟ يا وجهَ تلكَ الشّمسِ حيثُ تزاورَتْ=في كهفِ عشقي حينَ ضاقَ رجائي فنَحَتُّ خصرَ اللّيلِ حتَّى نلتقي=كفمِ الدُّعاءِ بليلةِ الإسراءِ كن لي ثباتًا في فضاءِ تحيُّري=رِئةً إذا اغتالَ الزمانُ هوائي أنا لستُ أبني في الحروفِ قصيدةً=إنْ لم يكنْ فيكَ اكتمالُ بنائي قد ترفضُ الكلماتُ باذلَ مهرِها=وتصومُ مُلهمتي عَنِ الإيحاءِ والصّمتُ يحفرُ هدأتي بضجيجِهِ=وكأنَّ صوتيَ لا يريدُ لقائي ومشى أمامِي الدمعُ في عُكّازِهِ=وتكربلَتْ كلُّ الجهاتِ ورائي ورحلْتَ في عزِّ الحضورِ كدمعةٍ=تركَتْ أنينَ الملحِ فوقَ دمائي وكأنَّ أنفاسَ الحسينِ سحابةٌ=عبرَتْ لتكشُفَ أوجهَ اللُّقَطاءِ وغدا المسيرُ إليكَ خطوةَ عاشقٍ=منحوتةً مِنْ أدمُعِ الفقراءِ وغَدَتْ جراحاتُ الطفوفِ عواصفًا=هزَّت ضميرَ الدّهرِ في الصَّحراءِ فأشارَ عينُ الغيمِ نحوَ فراتِهِ=للقاتِلينَ بلعنةِ الأسماءِ وبكى اليمامُ على خُطاكَ معاتبًا=ماءَ الفراتِ بألسُنِ الشّهداءِ والنزفُ سجّلَ فوقَ ظلِّ غيابِهِمْ=بأصابعٍ منحوتةٍ مِنْ ماءِ بأصابعٍ بُتِرَتْ وتبحثُ في المدى=عَنْ شربةٍ تُهدَى إلى الأشلاءِ والعتمُ بعثرَ بعضَهُ متناثرًا=بعيونِ مَنْ نظروا بلا استحياءِ فالكلُّ مَوْتَى يا حسينُ وإنَّنا=نهفو إليكَ كآخرِ الأحياءِ
Testing