الحُسينُ ... الحِكايةُ الأخيرةُ
سنة 2017
أيقِظْ بناصيةِ الظَّلامِ سِراجا= واسْكُبْ بفِنْجانِ الخيالِ مِزَاجا
وإقرأ حكايةَ فِتيةٍ مَنَحُوا الرّدى = روحًا وَقَْد هاجَ الحِمَامُ هِياجا
ما عادَ تُجْديكَ الأساطيرُ التي= ثَارَتْ على مرِّ العُصورِ عَجَاجا
في (البُنُْدقيةِ) يا (شكسبيرُ) اختفى = لكَ تاجِرٌ أفنظلِمُ الأمواجا؟
مهلًا، فَ (تولستوي) يبَْحَثُ حائِرًا = بِ (قوى الظلامِ) يُبَعْثِرُ الأدراجا
وضَنَتْ على بُؤساءِ (هوغو) دمعةٌ= لا لليتيمِ ولا بَكتْ مُحْتاجا
والأمرُ أنّ بكربلاءَ حكايةً = عَمّنْ تَشرَّبَ مِنْ ظَماهُ أُجَاجا
تسعى فَتَلْقِفُ ما كتبْتُمْ مِنْ ( أسا = طِيرٍ) وتَرسمُ للورى مِنْهاجا
إلْياذةُ الإغْريقِ لم ترَ فارسًا = أوداجُهُ قد حَطّمَتْ أبْرَاجا
ماذا اخْتَلَقتِ لتدخلي طُرْوادةً = فالنحرُ يخترقُ الزمانَ فِجَاجا؟
ويَشِقُّ في رَحِمِ الظلامِ نوافذًا = لِتُضيءَ في بَطنِ الخُنُوعِ سِراجا
وظَمَاهُ يسقي مِنْ زَمازِمِ عُشقِهِ = قَفْرَ الرَّميمِ ويَبْذِرُ الأمْشَاجا
والإصبعُ المقطوعُ ينفخُ فِيهِمُ = روحَ الحسينِ فيُخْرَجوا إخْرَاجا
يتدافعونَ إليهِ مِنْ أجداثِهمْ = يتسلَّقُونَ لِعَرْشِهِ الأوداجا
شوقًا لسِدْرةِ منُتهاهُ وعِشقُهُمْ = بالدمعِ يَرقى في الظَّما مِعْراجا
فلْتصْمُِتي يا شَهرزادُ فصُبْحُهُ = دَلعَ اللسانَ على المدى وهّاجا
ودَعِي حِكايةَ سِندبادَ لتَصْرُخي = يا شهرياري فَارِقِ الإبْهاجا
ماتَْت حكاياتُ المَساءِ فشُدَّ بي = نحو الحُسينِ الرَّحْلَ والأحْدَاجا
نَجْثو بِوَادِيهِ المُقدَّسِ حُسَّرًا = حيثُ استراحَ الخدُّ كي نَتَناجى
فَلقد نَعى العَهْدُ القديمُ مُضرَّجًا = بالطّفِ أبكى نَعيُهُ الأرْتَاجا
ما لو نَعاهُ لِدَبْشَليمٍ بيدِبا = يومًا لَخرَّ لِهَوْلِهِ المِهَْراجا
عَارٍ تَحيكُ لهُ الدِّماءُ مِنَ الثرى = ثَوبًا عَليهِ تَخالهُ الديباجا
غَرَزوا لهُ رُمحًا ليُحمَلَ رأسُهُ = فإذا بنَصْلِ الرُمحِ يُصبِحُ تاجا