طيوفٌ بِمرآة عاشوراءَ
سنة 2017
إلى مِحْنَةِ الشَمْعِ المُجَرَّحِ قادمةْ=فَسَهْرَتُها لَيْلَ الخَميساتِ دائمةْ
تُهَدْهِدُ في مَهْدِ الرّثاءِ وجودَها=وفي غَسَقِ الأنهارِ تَجْهَشُ نادمةْ
تَدورُ على صَيْفٍ غريبٍ، دُموعُها=بَقايا لريشٍ مِنْ مَدائنَ حالمةْ
وَفي القَمَرِ المَنْفِيِّ ثَمَّةَ هاجِسٌ=يَمُدُّ إليها بارْتِباكٍ سَلالِمَهْ
فَتَرْقى، وعاشوراءُ ظِلُّ صُعودِها=يُدَوِّنُ في قَلْبِ البياضِ مَآتِمَهْ
وَفي يَدِها مِرْآةُ ظُهْرٍ، زُجاجُها=يَطُشُّ على عَيْنِ الفُصولِ حَمائمَهْ
دَخَلْتُ إلى المِرآةِ، آدَمُ غُرْبَتي=يُسائلُ عَنْ مُرِّ الظَهيرةِ آدَمَهْ
وَقَفْتُ على بابِ اليَباسِ مُغازِلاً=مَفاتيحَ غَيْثٍ، فالمِياهاتُ آثِمةْ
وَفَلْسَفْتُ في مَحْضِ انْكِسارِ ضِفافِها=صَدى سَوْسَناتٍ في الأناشيدِ باسمةْ
لِساقِيَةِ العَبَّاسِ طارَتْ نُبوءَتي=تُجَدِّدُ للحُلْمِ القَصِيِّ مَواسِمَهْ
رَأَيْتُ بِصَمْتٍ لليَنابيعِ طِفْلَةً=على عَطَشٍ في وَرْدَةِ الكَفِّ عائمةْ
رَأَيْتُ عناقيدَ المجازاتِ والرّؤى=تَدَلَّتْ مِنَ الفَجْرِ المُكَرْبَلِ هائمةْ
رَأَيْتُ زَمانَ الكربلاءاتِ قاربًا=إلى ضِفَّةِ المَعْنى يَقودُ نَسائمَهْ
وَكانَ الحُسَيْنُ المَحْضُ يَسْكُبُ كربلا=خُلاصَةَ مرثاةٍ على الأُفْقِ غائمةْ
وَيَهْمسُ للنَخْلِ الخَضيبِ بِسِرِّهِ=وَيَنْقُشُ بالجُرْحِ المُفَرْدَسِ خاتَمَهْ
سَقى عالَمًا يشكو اصْفِرارَ وضوحِهِ=وَفَكَّ مِنَ الصَوْتِ الحَبيسِ طَلاسِمَهْ
وَكانَتْ عَصافيرُ الخِيامٍ بِنارِها=على شَفَةِ التسبيحِ والغَيْبِ حائمةْ
وَثَمَّ بخورٌ في اللغاتِ يَزُجُّ بال..=قَواميسِ والأبعادِ روحًا تَراجِمَهْ
وَكَلَّمْتُها خَلْفَ البياضِ، وَظِلُّها=يُحّذِّرُني، أَدْنى إلَيَّ تَمائمَهْ
هِيَ الآنَ جُرْحٌ يَسْتَحِمُّ بِضَوئهِ ال..=مُشَذّى، وَأَقْمارٌ تَجوسُ عَوالِمَهْ
فَلا توقِظِ الضَوْءَ الجريحَ بِكَرْبَلا=فَنَجْمَتُها في دَفْتَرِ الرَبِّ نائمةْ