شعراء أهل البيت عليهم السلام - فلسفةُ الحسينِ

عــــدد الأبـيـات
43
عدد المشاهدات
166
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
6:27 مساءً

أَسْرَى إلِيْكَ تَهَيُّمِي ثَكْلانا=وَصَبابَتي أَفْرَتْ بِكَ الوِجْدانَا وَوَرَدْتُ نَحْرَكَ يا حُسَيْنُ مُؤَمَّلاً=بِفُراتِ عَيْنِيَ أُبْرِدُ العُرْيانا فَتَمَنَّعَ الجَفْنُ الشَّقِيُّ وَدَمْعَتي=حَنِثَتْ بِما عَهِدَتْ بِهِ الأَحْزانا تُبْدي لِخَدِّيَ أَنَّ كَفِّيَ كِفْلُهُ=وَكَفيلَ صَدْرِكَ ما العَراءُ أَدانا وَتَفَطَّرَتْ أَنْواطُ تَوّاقي الّذي=يَرْعى تَنَهُّدَ أَضْلُعي أَشْجانا فَمَتى رَثَيْتُكَ أَجْهَشَتْ خَلَجَاتُهُ=بِعَويلِ وَجْدٍ تَذْرِفُ النُّعْمَانا وَإذا سَكَنْتُ حَدَتْ بِإِسْمِكَ نَبْضَةٌ=بِصَدَى نِدائكَ تُسْعِرُ السُّلْوانا يا زَفْرَةٌ لَكَ باِلقُلوبِ حَرارَةٌ=أَصْحَتْ بِكُلِّ لَبابَةٍ إِنْسانا وَحَبَتْ تَباشيرَ الرَّبيعِ كَأَنَّها=عَيْنُ الإِلَهِ وَقَدْ هَمَتْ فُرْقانا ما الدَّمْعُ يُؤنِسُ وَحْشَتي وَلَواعِجي=لا وَالأَسَى ما يُوقِدُ التَّحْنانا قَدْ خانَني فيكَ اللِّسانُ وَمُهْجَتي=أَمْضَتْ بِحَشْرَجَةِ الكَلامِ لِسانا فَأَخَذْتُ أَقْطُفُ مِنْ جِراحِكَ نَفْحَةً=تُغْني الحُروفَ وَتُفْعِمُ الأَلْوانا فَإباؤكَ العَلَوِيُّ أَوْضَحُ بِنْيَةً=وَدِماكَ أفْصَحُ مَبْلَغًا وَبَيانا نِعْمَ الأَديبُ نَظَمْتَ مَلْحَمَةَ العُلا=وَخَتَمْتَ تَشْميعَ الهُدَى عُنْوانا وَكَأَنَّما الحَمْراءُ حينَ سَطَرْتَها=سَدَسَتْ أُصولاً وَاقْتَضَتْ أَرْكانا ما كانَ يُسْلَكُ بَعْدَها إلّا بِها=كَالقَلْبِ أَمَّ بِنَبْضِهِ شَرْيانا فَالصَّبْرُ حِلْمُكَ عَنْ شَتائمِ دِمْنَةٍ=شَرَحَ الوَسيلَةَ مُخْطِرًا عِقْبانا وَالعَفْوُ كَفُّكَ صِدْقَ نُصْحٍ تَنْتَضي=تَهْدي السَّبيلَ بِما ارْتَأَتْ بُرْهانا أَمّا التَّرَفُّقُ فَالسَّنابِكُ هَشَّمَتْ=سُبُحاتِ صَدْرِكَ كَيْ نَرُمَّ حَنانا وَالشَّمْسُ تُحْرِقُهُ لِنَنْعَمَ بُكْرَةً=قَرًّا وَنَرْتَعَ رَحْمَةً وَأَمانا وَالعَطْفُ عِطْفُكَ بِالفَلاةِ مُقَطَّعًا=طاحٍ يُنَبِّتُ بِالثَّرَى حُسْبانا فَمَتَى أَناخَ الجَدْبُ يَبْسُطُ سِلَّةً=ثَمَرَ التَّحَرُّرَ يُسْمِنُ الحِرْمانا وَالبَذْلُ جَذْعُكَ نَخْلَةٌ رُوِيَتْ صَدًى=فَاسّاقَطَتْ رُطَبًا غَذَتْ إيمانا كَفُّ الإلهِ تَهُزُّها وَجَنِيُّها=وَقْدُ الكَفافِ يُؤانِسُ الأًكْوانا وَالجودُ إِصْبَعُكَ البَتيلُ مُبَتَّلاً=آتى الزَّكاةَ مُصَدِّقًا إِحْسانا دَفَعَ البَلاءَ عَنِ الوُجودِ تَصَدُّقًا=فَتَفَتَّحَتْ مُقَلُ العَطاءِ جِنانا وَالعِلْمُ رَأْسُكَ مُشْرِقًا فَوْقَ القَنا=وَعَظَ الخُلودَ وَصَوَّبَ العِرْفانا مُتَبَسِّمًا دَلَعَ الرَّشادَ بِذِكْرِهِ=يُوحي الصَّلاحَ وَيُنْزِلُ القُرْآنا هِيَ ذي تَراويحُ النَّقاءِ تَهَجَّدَتْ=ذَرًّا نَوافِلَ تُبْلِجُ الإِدْجانا نَدِيَتْ بِها المُهُجاتُ بَعْدَ يُبوسَةٍ=وَتَفَتَّحَتْ سُبُلُ التُّقَى رَيْحانا وَتَوَضَّأَتْ بِعَفافِها العِبَرُ الّتي=فَلَقَتْ صَياخيدَ الهَوَى غُفْرانا بِأَبي وَقَدْ حَكَمَتْ بِها لُجَجُ الدُّجَى=فَتَرَنًّمَتْ غُصَصَ الجِراحِ رِزانا وَحَدَتْ بِمَقْتَلَةِ الإباءِ كَرامةً=سَبَقَتْ زَحاليفَ الرَّدَى أَزْمانا بِأَبي فَدَيْتُكَ يا بنَ حَيْدَرَةٍ وَبي=تَرْوي الوُجودَ دَوامَهُ ظَمآنا كِلْتا يَدَيْكَ تَشيدُ دِينًا ما اسْتَوَى=إِلّا مَتَى شَرَعَتْ لَهُ الأَحْضانا مِنْ كَفِّكَ اليُسْرَى تُسيلُ هُدًى وَقَدْ=أَوْهَى أَبوكَ بِأُخْتِها الشَّيْطانا فَبِحَيْثُ تَزْرَعُ تَرْتَعِي رِفْدًا وَإِنْ=قَلَعَتْ جَبَتْ بِحَصادِها الأَوْثانا وَكَذا جَميعُكَ بَالنَّوالِ مُحَدِّثٌ=هَرَقَ المُحالَ فَأَنْبَتَ الإِمْكانا وَيْحَ الدُّنَى أَنْضَتْ بِفَقْدِكَ ضِرْعَها=تَهْمِي الضَّريعَ بِما جَنَتْ خُسْرانا خَسِرَتْ بِمَغْرِبِكَ انْهمارَ سَماحَةٍ=نَقَعَتْ سُعارَ صَدًى أُقِيتَ مَهانا فَقَدَتْ سُرًى قَدْ كانَ ركْبَ نَجاتِها=بَلْ مَنْ تَدَبَّرَ رَحْلَها مُذْ كانا هُوَ أَنْتَ ذاكَ أيا حُسَيْنُ وَإِنَّنا=بِحَيا عَطائِكَ نَرْتَوِي الرَّحْمانا فَلَكَ العَزاءُ مُقَدَّمٌ لِحَياةِ مَنْ=بِأُجاجِ بُعْدِكَ كابَدَ المَوَتانا
Testing