شعراء أهل البيت عليهم السلام - عَرْشُ اللهِ

عــــدد الأبـيـات
47
عدد المشاهدات
141
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
5:13 مساءً

وعندَما رأسُهُ عن جِسْمِهِ انفصَلا=وعندَما مُصْحَفًا فوقَ القناةِ عَلا مرَّت على ذهنِ هذا الكونِ خاطرةٌ=في منتهى الحزنِ لكنْ تحسمُ الجدَلا أنَّ المعزّى بهذا الجسمِ بارئُهُ=فالثاكلُ اللهُ، سبحانَ الذي ثَكَلا وأنَّهُ هوَ عرشُ اللهِ لو نظروا=أنوارَهُ تمخُرُ الآبادَ والأزَلا إذ قالَ أعلمُ ما لا تعلمونَ لهُمْ=فقد عنى الرمحَ والرأسَ الذي ابتَهَلا اللهُ يعلمُ هذا قبلَ مقتلِهِ=لكن يقدِّمُ برهانًا لِمَنْ جَهِلا وقد يميلُ نظامُ الكونِ عَنْ سنَنٍ=لكنْ بمنهاجِهِ قد عادَ فاعتدَلا وما تبعثرَ مِنْ أجزاءِ نهضتِهِ=سرعانَ ما ضمَّهُ ضمًّا ليتَّصِلا وما اعترى النقصُ دينَ المصطفى أبدًا=إلا رأيتَ حسينًا قامَ فاكتَمَلا مُذْ سِرْتَ للطفِّ لم تركَبْ لرحلتِها=إلا الذي هوَ رفضٌ سَرْمَدٌ جَمَلا لا تأمُرِ الزَّمَنَ الآتي بمأثرَةٍ=كالطفِّ، مَنْ ذا يرى في نفسِهِ قِبَلا؟ حروبُنا قَزَمٌ تبَّت يدا قزمٍ=بقامةٍ نصفِ مترٍ طاولَ الجَبَلا لكنْ تمثَّلَ ذو عزمٍ بصورتِهِ=وقالَ لا بأسَ كُنْ عينًا وكُنْ حَوَلا وقالَ أصطادُ زُغْبًا مِنْ مآثرِهِ=تلكَ التي لم يَصِدْها بلْ أتَتْ ذُلُلا وأنتَ نهجُ سبيلٍ لم يحِدْ أبدًا=مازالَ يحرِجُ من قد حرَّفوا السُّبُلا حتى اسْتِقامتُنا لو أنتَ تَفْتنُها=تبدو استقامتُنا – وا سَوْأَتا زَلَلا عذرًا أبا الدَّهْرِ إنّا لحظةٌ وكفى=أو أنَّنا الدَّهْرُ لكنْ بعدَ أنْ هَزلا برمتَ بالعيشِ بينَ الظالمينَ ولم=تشأْ عَنِ العيشِ فَرْدًا أمَّةً، بَدَلا حتّى وقد قُتِلَ السَّبْعونَ ما وهنَتْ=عزيمةُ السِّبْطِ بلْ قد قامَ وارتَجَلا وكانَ سبعونَ ألفًا بالذي حملوا=مِنَ السِّلاحِ بعَيْنَي بأسِهِ هَمَلا يكرُّ شِبْلُ عليٍّ ظامئًا فيرَى=أمامَهُ الجيشَ مرعوبًا ومُنْخَذِلا حتى إذا ربُّهُ نادى: ألَسْتَ على=وعدٍ بأنْ تحضنَ الأرْماحَ؟ قالَ: بَلى! قد هَرْوَلَ النهرُ كي يسقي سكينتَهُ=بالرغمِ مِنْ أنَّهُ قد كانَ مُعتَقَلا سعى إليها وإنَّ الماءَ يغمرُهُ=وظامئًا كانَ لكنْ قطُّ ما نَهَلا لو أنَّهُ شرِبَ الأنهارَ أجمعَها=مِنْ بعدِ أن يَشْرَبَ الماءَ الذي حَمَلا ما كانَ يذهبُ ما في النفسِ من عطشٍ=وفي الخيامِ عطاشاهُ الألى كَفَلا النهرُ كانَ وفيّاً، فوقَ ما احتَمَلَتْ=شمُّ الجبالِ ولاءً كانَ نهرَ وَلا سعى إلى زينبٍ في لهفةٍ وبكى=لمّا رأى الماءَ مسفوحًا وما وَصَلا تذكَّرَ الرُّضَّعَ الأطفالَ في خِيَمٍ=لم يبقَ مِنْ وتَدٍ إلا قد اشتَعَلا نادى حسينًا: أخي أدرِكْ أخاكَ فقد=دَنَت منيَّتُهُ والنهرُ قد قُتِلا قارِنْ بزينبَ مهما شئتَ مِنْ بطلٍ=إلا الأصولَ التي أنْجَبْنَها بَطَلا كأنّما لم يرَوا في الدهرِ مِنْ رَجُلٍ=إلاّ بطولتَها في كربلا رَجُلا هيَ التي الخلدُ حدَّ الزهوِ مفتخرٌ=أنْ جاءَها مثلَ موسى مسرعًا عَجِلا في كفِّها الكنزُ تعطي من تشاءُ وذا=جودُ العقيلةِ مبذولٌ لمن سَأَلا تعطي وتعطي وتعطي وهيَ نادبةٌ=قبرَ الحسينِ الذي حاشاهُ ما بَخِلا قبرُ الحسينِ عجيبٌ في سجيَّتِهِ=يكادُ يمنحُ تبرَ القبرِ مَنْ دَخَلا شبّاكُهُ هوَ شبّاكٌ يطلُّ على=عدنِ الجنانِ..أطوفُ الآنَ مُنذَهِلا وثَمَّ جبريلُ طوّافٌ بأجنحةٍ=مِنَ المياهِ التي تعلو لتنسدِلا جَدائلُ الماءِ في الشُّبّاكِ باكيةٌ=لكنْ بصَمْتٍ لكيلا تزعجَ الغَزَلا قالتْ لهُ بلسانِ الضَّوْءِ: لي أمَلٌ=حاشاكَ حاشاكَ، لن تَسْتَأْصِلَ الأمَلا أريدُ منكَ اصطحابي فوقَ مَرْتَبَتي=عَلِّي إلى قَلْبِ عَرْشِ اللهِ أن أصِلا أنا المياهُ فما بالي كهاجرَ في=صَحْراء بكَّةَ، ولأضرِبْ بها مَثَلا ما كانَ زمْزَمُها إلا فؤادَكَ يا=نبعَ المياهِ التي أسقي بها الرُّسُلا أسقِيهِمُ الماءَ مِنْ قلبِ الحسينِ فما=رَوَوْا من الماءِ إلا أشْرَقوا قُبَلا يقبِّلونَ حسينًا فوقَ مَنْحَرِهِ=يا مَنْحَرَ الماءِ كفكِفْ دَمْعيَ الثَّمِلا كَفْكِفْهُ لا غيرَ، كَفْكِفْهُ بأنملةٍ=مِنَ الضِّياءِ ودَعْهُ الآنَ مُنهمِلا إني أنا بدموعي هذهِ ملَكٌ=لولا دموعي غدَت شَخْصِيَّتي هُبَلا
Testing