شعراء أهل البيت عليهم السلام - إذا طُفْنا بحبِّكَ يا حسينُ

عــــدد الأبـيـات
70
عدد المشاهدات
152
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:11 مساءً

أبو الخطبِ الجليلِ لهُ جلالُ=تخرُّ لهُ الكواكبُ والجبالُ كما تهوي النيازكُ مِنْ سماها=على أقدامِهِ تهوي الرجالُ هوَ الشمسُ التي تهدي البرايا=ومِنْ حرِّ الضَّلالِ هو الظِّلالُ إذا بزغَ ، النجومُ تغيبُ حتمًا=وتنكدرُ الأهلّةُ أو تُزالُ وإنْ كرَّ الجموعُ تفرُّ رعبًا=كما يعدو مِنَ الأسدِ الغزالُ وإنْ حملَ الهصورُ على الدواهي=تداعَتْ ، ما لها منهُ احتمالُ أبو السجّادِ عُدَّ بألفِ جيشٍ=إذا ما مالَ في الآلافِ مالوا وكم جيشٍ تضعضعَ مِنْ لقاهُ=وميمنةٍ بها انقلبَ الشّمالُ ولاتَ اليومَ حينَ مناصَ هذا=جحيمٌ ما لهم فيها جِدالُ فمَن زرعَ الضريعَ جنى جحيمًا=ويأخذهُ مِنَ الباري النَّكالُ ومَنْ زرعَ الصِّراطَ جنى نعيمًا=ونامَ على نمارِقِه الدَّلالُ مِنَ الجناتِ نهرٌ قد تجارى=وخمرٌ فيهِ مِنْ عَدَنٍ حلالُ يصبُّ الشهدَ والعسلَ المصفّى=فلا داءٌ يظلُّ ولا اعتلالُ فمشرقُ وجهِهِ ينسابُ نورًا=ومِنْ أنوارِهِ امتدَّ الحِبالُ عليهِ تطاوَلَتْ كلُّ الأيادي=قِصارٌ تحتَ قبضتِهِ الطِّوالُ ! ففوقَ الأرضِ ترتفعُ الرواسي=وتحتَ الطَّوْدِ تنْحدرُ التِّلالُ وأينَ مِنَ السماءِ تُرى الأراضي=ومِنْ تِبْرِ الهُدى أينَ الرِّمالُ؟! فلا تخشى السّما غرقًا وريحًا=ولا مِنْ عالِمٍ ضرَّ الجُهالُ عليهِ الأرضُ قد فرَضَتْ نِزالاً=فلا هي نازلتْهُ ولا نِزالُ طواها وارتقى فعلاً وخرَّتْ=وصوَّبَها الصوابُ فلا نبالُ شُجاعٌ ليسَ تُرْهِبُهُ المنايا=وفي سوحِ الدُّنا أسدًا يُخالُ فوا أسفي وكربيَ في الوغى ما=بَقَتْ إلا ثعالبُ واحتيالُ! إذاْ غابَ الهِزَبْرُ فلا مُلوكٌ=وإنْ قفرَ العرينُ فلا اختيالُ وشمسُ اللهِ إنْ غرُبَتْ وغابَتْ=تربّعَ فوقَ مشرِقِها الزوالُ فلا قمرٌ أضاءَ ولا نجومٌ=ولا نفعَ الدليلُ ولا الهلالُ حسينٌ يا حكيمُ لكَ احتكَمْنَا=لكَ الفضلُ العظيمُ والامتثالُ فبعدَكَ مَنْ تُرى للوزنِ قِسطٌ=على أيديهِ تَستشفي العُضالُ؟! خلعتَ الضيمَ مِنْ كفَّيْكَ خَلعًا=كما خُلِعَتْ مِنَ القَدَمِ النِّعالُ وقدْ سجّلتَ في الساحاتِ نصْرًا=فلا أفناكَ طَعْنٌ أو سِجالُ لأنَّ المؤمنينَ جنودُ خُلدٍ=لهمْ بالذِّكرِ شغلٌ واشتغالُ على كفَّيْكَ غيْثٌ فيهِ يجري=شرابٌ باردٌ وبهِ اغتسالُ وخُضرُ السنبلاتِ وفي البوادي=بها الواحاتُ والمُزْنُ الثِّقالُ وعروةُ مؤمنٍ بالحقِّ وُثْقَى=وما للعروةِ الوُثقى انفصالُ رأيتُ الخَلْقَ قد تبِعوك طُرًّا=وإنْ غالَوا بحبِّكَ لم يُغالوا إذا رُمنا اختزالَكَ في سطورٍ=وأوْجَزْنا ، يطولُ الإختزالُ على صفَحاتِ مهجتِنا كتَبْنَا =بِكُمْ ما لا يُقالُ وما يُقالُ وشيَّدْنا الفؤادَ لَكُمْ ديارًا=ونبضُ القلبِ نادى أنْ تعالوا قفارًا دونَكم أضحتْ جِناني=فلا ظلُّ يُمدُّ ولا غِلالُ تُرى ماذا أقولُ بمدحِ بدرٍ=يشعُّ بنورِ غرّتِهِ الكَمالُ؟! ألا يا أيّها القلمُ المُدَمَّى=حذارِ فلا يغرّنْكَ الخيالُ فلم تكتبْ ولكنْ كانَ يُملي =عليكَ ، فتأمرُ القولَ الفِعالُ لقدْ هامَ القريضُ بكلِّ وادٍ=وحلَّ بسهْلِهِ الخَصبِ الرِّحالُ فحتّى النثرُ مِنْ فمِهِ قريضٌ=وفي خُطبِ الرجالِ لهُ ارتجالُ تراهُ يذيعُ خطبتَهُ بديعًا=فيَطربُ مِنْ روائعِهِ المقالُ فلقمانُ الحكيمُ به تجلّى=وأذنَّ في مساجدِهِ بلالُ هوَ الوطنُ الذي سكنَ المنافي=فصحبتُهُ المنالُ ولا تُنالُ لهُ صبحٌ أذلَّ دُجى الليالي=فما لسدولِها إلاّ امتثالُ وقد أمسَتْ تُجرُّ بكلِّ وادٍ=فتُرفعُ باللياليَ لا الليالُ لهُ قبرٌ أُقيمَ بكلِّ صدرٍ=شواهدُهُ القلوبُ ولا تزالُ وسورُ القبرِ أضلاعُ الحنايا=وماءُ القبرِ مِنْ دمعي يُسالُ مدائنُ صالحٍ قدْ غيَّبَتْها=برغمِ عظيمِ مِنْعتِها الرمالُ وما زالَ الحسينُ بنا مقيمًا=لهُ رَغمَ الجفاءِ بنا وصالُ ورجعُ زئيرِهِ ما زالَ فينا=يرتّلُ ، والزئيرُ لهُ ابتهالُ فما مِن مستحيلِ ضياهُ يَغشى=ولا يغشى الضيا إلاّ المحالُ !! إذا ماتَ العظيمُ أقامَ ثَلمًا=وإنْ هُوَ ماتَ ، كسرٌ واغتيالُ فلا أدري رِحالاً شَدَّ قلبي=تُرى أمْ شدَّهُ نحوي الرِّحالُ؟! وما أدري أفي قلبي وبالي=تربّعَ ، أمْ على قلبي وبالُ ؟! فقلبي صارَ عاصمةَ البلايا=وعقلي صارَ يحكمُهُ الخَبالُ ونبضُ القلبِ لطمٌ باتَ يرثي=ودمعُ الحزنِ منفًى واحتلالُ بيوتُ الشعرِ غرقى في بحوري=وما للبيتِ من بحري انتشالُ كأنَّ العجزَ أخسرَ صدرَ بيتي=فمالَ وما لشطرَيْهِ اعتدالُ فميزانُ الشعورِ بكفَّتَيْهِ=طغى مِنْ ثقلِهِ فيهِ اختلالُ ستأتي السُنبلاتُ الخضرُ ، مهما=تحطُّ لياليَ القحطِ الطّوالُ ولا بدّ السمانُ لها رجوعٌ=وتغدو عَنْ مرابِعِنا الهزالُ فإنْ لم تأتِنا جئناكَ شوقًا=إليكَ لنا عَنِ الدنيا انتقالُ فأنتَ بجنّةِ الفردوسِ دارٌ=وفي الدّنيا البنونَ وأنتَ مالُ على اللهِ التوكّلُ حينَ نمضي=وليس على سوى العالي اتكالُ لذلكَ فالمضيُّ إليكَ عشقًا=صراطٌ للهدى فيهِ النّضالُ أبا الصرحِ العظيمِ عليكَ منّا=سلامٌ ، مِنْ مآقينا يُكالُ إذا طُفنا بحبِّكَ كلَّ يومٍ=فلا فُسْقٌ بحجِّكَ أو جِدالُ !!
Testing