الشاعر / محمد عباس عبدالمجيد الصفار | القطيف | 2015 | البحر الكامل
مِنْ خارجِ الأفكارِ يخترعُ الصعودَ إلى الثرى
ومِنَ الجوادِ إلى الصعودِ هوى
وعينُ الظلمِ ظنتْ أنَّهُ قدْ غابَ في زَمَنِ المغيبِ معَ السُّرى
نسِيَتْ حقيقتَها
فيا للتعسِ
إنَّ العينَ للأرواحِ حقًا لا ترى
هوَ قد مضى مِنْ بينِهِمْ
ومشى على أسيافِهِمْ
ومشى يهرولُ مِنْ سرابِ مدينةِ الذلِّ الكبيرةِ مُسرعًا
للعزِّ في وسطِ القُرى
فوقَ السماءِ بلا نجومٍ خطَّ مصرعَهُ
فكانَ دليلَ فكرٍ مشرقٍ يبكي بصوتِ الإنفجار
عَقَلَ المشيئَةَ في لجامِ الوقتِ
ممتطيًا على ظهرِ المكانِ
بعزةٍ يمشي كمشيِ الأنبياء
خطواتُهُ كالنهرِ في جريانِهِ تجري
لضفةِ خُلدِهِ إذ لا وراء
والكلُّ في حَلَكِ الدّجى
إلاهُ يخترعُ الضياء
والشمسُ صارَتْ كربلاء
متمسكًا بالعروةِ الوثقى
كما مَسَكَتْ يداهُ بعروةِ الموتِ المروِّعِ ذا الفقار
طبعُ البحارِ هوَ الهدوءُ معَ الركود
كالتربِ تسكتُ والضجيجُ مِنَ اللحود
إلا إذا انفلتتْ رياحٌ
هاجَ موجُ البحرِ
كي تبقى مهابَتُهُ تسيرُ بلا جنود
هذا هو الإعصارُ في ملكوتِهِ
مُذْ مسَّهُ ريحٌ مِنَ الضيمِ الذي هو قدْ أباهُ
وشاءَ طبعُ البحرِ أنْ يقضي عليهِ مِنَ الوجود
درسٌ بقى
كالنقشِ في حجرِ الزمانِ مَعَ المكانِ
فلا تَخُضْ عُمقَ البحار
عَنْ مُرعبِ القِمَّاتِ أحكي
حيثُ ما مِنْ قمةٍ شهَقَتْ أمامَ صمودِهِ
لو ذرَّ نزفَ وريدِهِ
فوقَ الجبالِ تدكدكَتْ
وانهارَ عزمُ الصخرِ مِنْ تحميدِهِ
هو هكذا لا تستطيعُ سماعَ ناعيةٍ لهُ إلا قلوبُ عبيدِهِ
والصوتُ يصدحُ للسّما مِنْ حيثُ ما مِنْ قمةٍ غيرُ البُكا بخلودِهِ
هذا الذي دمُهُ تصاعدَ للسّما مِثلَ البخار