حَتَّىْ تَشْهَقَنِي السُّيُوفُ
سنة 2015
الرأسُ والشِّمرُ نِسرِينٌ ومنجلُهُ = مَهْمَا يُقطِّعهُ تنمو وتشْتِلُهُ
مَرَرتُ بالغيبِ كانَ الرأسُ مُتكئًا = فَوقَ الرِّمَاحِ وكفُّ اللهِ تحمِلُهُ
هناكَ حيثُ استراحَ الخلدُ في يَدِهِ = لكلِّ طفْلٍ نبيٍّ كانَ يبذلُهُ
يُشمِّسُ الجرحَ للأسيافِ مُدِّرعًا = بالمستحيلِ وصوتُ الرِّيحِ يغزلُهُ
شدُّوا عليهِ خيوطَ الموتِ فانقطعَتْ = وظَلَّ خيطٌ جِراحُ اللهِ تفتلُهُ
أشارَ للغيبِ أنْ أطفِأْ أسِنَّتَهُمْ = ففي الرمالِ يُضيءُ الآنَ أنملُه
نسى الترابُ حسينًا فوقَ صَفْحتهِ = تحتَ السَّنابِكِ والأقدارُ تركلُهُ
يقسو النهارُ ولا فَيءٌ يسامِحُهُ = تُقَشِّرُ الشمسُ وجهًا ثمَّ تأكلُهُ
يا يُوسفَ الدهرِ فاضَ القمحُ مِنْ دَمِهِ = وعلّقُوا رأسَهُ واغتيلَ سُنبلُهُ
ربَّاهُ حِينَ خلقتَ الرَّمزَ في لُغتي = خلقتَ رَمزًا بِلا معنًى يؤوِّلُهُ
أطيّرُ القلبَ في الأسْرابِ نورسَةً = تزورُ قبرًا شهيدًا ماتَ بلبلُهُ
ماتَ الزمانُ وقد أخَّرتَ رحلتَهُ = وآخرُ الموتِ يا مولايَ أوّلُهُ
يا مَنْ أراقَ على الظلماءِ قُبَّرةً = يا مَنْ يَرفُّ على الأحزانِ مِشعلُهُ
تَطَّينَ الدمعُ في عينيَّ وارتسمتْ = ملامحُ الحزنِ والأجفانُ تسدلُهُ
أنا وظِلي وقرطاسِي ومِحبرتيْ = نستعجلُ الموتَ والموتى تُؤجِّلُهُ
غدًا أفتّشُ عنِّي في الحسينِ وكمْ = أضعتُني فيهِ حتّى صرتُ أجهلُهُ
غدًا ستُصلبُ في الألواحِ مذبحةٌ = أخرى ، ويصرخُ كالأجراسِ مقتلُهُ
غدًا تجفُّ قلوبُ الناسِ أجمعِها = فيُجريَ الحبَّ في الأرواحِ جدولُهُ
يخمِّرُ السيفَ في عطرِ الورودِ ولم = يضربْ جحافلَهم إلا قرنفلُهُ
يستغفرُ المَاءُ في كفيهِ معتذرًا = ألاّ يموتَ مَعَ الموتى توسُّلُهُ
مُسافرًا ظلَّ لا ميناءَ يحملُهُ = شراعُهُ الصبرُ والأشلاءُ أرْحُلُهُ
تخونُهُ سُمرةُ الأشياءِ يعرفُ أنَّ = الدربَ مُنطفئٌ والكلُّ يخذلُهُ
عيناهُ تختزلانِ العمرَ سَوسَنةً = عطشى، تفتِّشُ عَنْ ماءٍ وتدخلُهُ
ما زالَ يُقْمِرُ للأيّامِ منحرُهُ = وكمْ هِلالٍ يتيمٍ كانَ يَكفَلُهُ
وكمْ تعكّزَ بالقربوسِ ، خطوتُهُ = نهرٌ بطعنتِهِ الأخرى يبلِّلُهُ
مسافةٌ ثمَّ يا فانوسُ أُبصِرُهُ = وأسألُ الرُّمحَ عن رأسٍ وأسألُهُ
حفرتُ ذاكرةَ الأحداقِ فاندفقتْ = روحُ الحسينِ ودمعُ الوردِ يهطلُهُ
أمشيْ بلا وطنٍ يغتالُني قلقِي = مدينتي كَربلا والدارُ منزلُهُ
تجوعُ أرغفتي عُمرًا فتحرقُنِي = وفي فَمِي المُرِّ كمْ يحلو سَفرجلُهُ
أتيهُ في طرقاتِ الذاتِ أبحثُ عَنْ = زيتٍ يُضيءُ وقِنديلٍ أرتِّلُهُ
وعنْ قمِيصٍ ترابيٍّ أسامرُهُ = ومن بقايا ذنوبِ الطفِّ أغسلُهُ
عينايَ تفترشانِ الدَّمعَ أسئِلةً = غيْبيةً ولهيبُ الجَفْنِ يخجلُهُ
فَرزدقٌ) داخلي، تائيَّةٌ) شَهَقَتْ = مِنْ مُقلتيَّ فمَنْ عنّي سيعْزِلُهُ
ليْ عزلةُ الماءِ، نقشُ الأنبياءِ على = جلدِي، حُسينٌ وجِبريلي يُقبِّلُهُ