شعراء أهل البيت عليهم السلام - مِنْ أينَ أبدأُ مأتمَك؟

عــــدد الأبـيـات
19
عدد المشاهدات
161
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
6:04 مساءً

مِن أينَ أبْدَأُكَ العَزَاءَ ومَأتَمُك = مُنْذُ الخَلِيقَةِ والملائِكُ تَندِبُك وكَذَا الكَواكِبُ والنُّجُومُ أخالُهَا = تَجْري بأَفْلاكٍ؛ تُتَرجِمُ مَحزَنك وبَكَى لِمَقْتَلِكَ الأَدِيمُ وآدَمٌ!! = والأنبيَاءُ تَسَابَقَتْ إذْ مَصرَعُك وتَظَاهَرَ الكَونُ؛ لِيُعْلِنَ حُزْنَهُ =حَتَّى جَرَى طُوفَانُ نُوح يَنْدِبُك أَمْ هَل لِرُؤْيًا للخليلِ إذْ انبَرى = ذَبْحًا لإسماعيلَ ذَبحَةَ أكبَرك وخروجُ موسى خائِفًا مِنْ مِصرِهِ = وَاسَاكَ إذْ عَنْ أَرضِ جَدِّكَ مَهْجَرُك وَاخْتَارَ يَحْيى مَقْتَلاً وَشَهَادَةً = لِيَكونَ حَرْفَاً بينَ أَحْرُفِ أَنْجُمك وتكَشَّفَتْ دَغَلاً ضَغَائِنُ حِقْدِهِم = يَومُ السَّقِيفَةِ، والنّبيُّ يُغَادِرُك وبهذهِ بدَأَتْ سُيوفُ ضَلالِهِم = تَجري تِبَاعًا؛ كَي تُهَبِّرَ مَنْحَرك وهُجُومُهُم بالدَّارِ بَسْمَلَةُ الوَغَى = وتَكَسَّرَتْ فيها طَهَارَةُ أَضْلُعك وبِحَرْقِهِمْ بابَ الرسالةِ أَشْعَلوا = شَحْنَاءَهُمْ، حتى اضطرامُ مُخَيَّمك وبِجَرِّهِمْ خَلَفَ النّبيِّ ببغيِّهِمْ = وتَضَيَّقّتْ رُحْبُ الوسيعة ظُلْمَةً حتّى إذا هاجَرْتَ قَسْرًا مَوْطِنك وغَدَوْتَ تَمْضي للمَوَاتِ مُسَلِّمًا = والآلُ والأصحابُ قِدْمَاً تتبَعُك حتَّى إذا بَرِكَتْ قوافلُ رَحلِكُم = أرضَ المَنِيَّةِ، والمَلَائِكُ تَرْقَبُك وأضَبَّتْ الهَيجاءُ تحصِدُ أنفسًا = قَدْ خَارَهَا رَبُّ البَرِيَّة تَنْصُرُك واسْتَفْرَدَتْكَ غَوَائِلٌ مِنْ شَرِّهِمْ = وبَقِيتَ مَكْثُورًا تَغِيبُ شَمَائِلُك مِن أَيِّهَا بِدْأً أَنُوحُ بِحَسْرَةٍ = وبِأَيِّهَا مَسْحُ الدُّمُوعِ وأَخْتِمُك لَنْ يَنْقّضي لَيْلُ الجِرَاح وحُزْنُهُ = إلّا بِثَاراتٍ، ونَهْضَةُ قَائِمك
Testing