يا سرَّ الوجود ِ
سنة 2013
فديتك من مُلهمٍ مبدعِ = تقدسَ مِنْ عالمٍ أرفعِ
هناكَ ابتداؤكَ سرَّ الوجودِ = توزَّعَ مِنْ ضلعِكَ الأروعِ
لأنّكَ صورةُ عرشِ الإلهِ = وكبشُ فدا الحاسرِ الأنزعِ
وأنتَ الذي قد نهيتِ الفصولَ = لتختمَ كبشَكَ بالمُرضَعِ
كأنّي لحزنِكَ أخطو الحروفَ = وكلُّ حروفِكَ مِنْ مدمعي
وجدتُكَ في صورةِ الذكرياتِ = بأفزعَ مِنْ منظرٍ موجعِ
وخلتُ على مضضٍ في هداكَ = لأرشفَ مِنْ نبعِكَ المهيعِ
فمِنْ دمعِ حزني مزجْتُ الوَلا = حروفًا على نحرِكَ المُفزعِ
ففجرٌ تلألأَ مِنْ راحتيكَ = يبُثُّ الحياةَ ألا فاصنعي
فأنتَ الضليعَ عَلَوْتَ اللغاتِ = لتكتبَ موسوعةَ الألمعِ
ولولا الحسينُ لمّا أينَعَتْ = قصيدةُ ذا العاشقِ المدّعِي
فلهفي ولهفي على ما جرى = لقطعِ الرؤوسِ ومِنْ صُرَّعِ
أراني خيالاً أرومُ الهداةَ = إذا ما ذكرتُكَ لم أهجعِ !
كأنّي بشمرٍ جثا صدرَهُ = يشلُّ قواهُ ولم يخشعِ !
وليتَ بيومِكَ قامَ الحسابُ = قبيلَ انتزاعِكَ في المصرعِ
كفاني بروحيَ ما قلتُهُ = لكيلا تنازعَ في أضلعي
وحسبي بزينبَ في القانتاتِ = لها الفضلُ ما تم َّفي المصرعِ
تربّتْ على فارسٍ في الحروبِ = إذا ما تصادمَ لم يُفزَعِ !
وكربُ بلاءٍ ختامُ الفصولِ = حكايةُ رأسِكَ والأذرعِ
وحاشا وحاشا قُبيلَ الختامِ = بأنْ تنتهي قصةُ الإصبعِ
فمَنْ مثلُ ليثٍ غدا فارسًا = ومثلُ الشجاعةِ في البلقعِ ؟
يهاجمُ شوقًا جنودَ الطغاةِ = ولم يخشَ يومًا ولم يخدعِ
فأوقعتَ قلبي بأرضِ الطفوفِ = وأشعلتَ حزني مِنَ المصرعِ
وقومَّتَ ديني بغيرِ اعوجاجٍ = وصرتَ تؤذّنُ في مسمعي
أذانَ الصباحِ بوقعِ السيوفِ = كأنَّ دماءَكَ تبكي معي
وتعرجُ مِنْ فيضِ كلِّ الجِنانِ = عزائمُ روحِكَ لم تَضرعِ
أراكَ كيانًا تثيرُ العقولَ = ووترًا أراكَ ولن تُشفعِ
مضيتُ مضيتُ أعدُّ الجراحَ = وطعنَ رماحِ العدى الموجعِ
فأحصيتُ فيكَ كمالَ الحياةِ = وسرَّ الوجودِ مَنَ المُودعِ
أراكَ بقلبي تجرُّ السيوفَ = فمِنْ واقعٍ منكَ أو مُسبعِ
تلوتَ الكتابَ على خارقٍ = تلاوةَ مسترشدٍ مولع ِ
وبحرٍ مٍنَ الحزنِ في داخلي = يمزّقُني ليلةَ المصرعِ
وطوبى لقبرِكَ حفَّتْ بِهِ = ملائكُ قدسٍ بهِ أروعِ
فكنتَ الشهيدَ على ما مضى = ختامًا لحادثِكَ المروعِ
ختامًا تماثلُ نهجَ السما = فتصعقُ آذانُ مِنْ يدّعي
فصِرْتَ تُؤَزِّمُ كلَّ الطغاةِ = مِنَ الفجرِ حتّى صدى المطلعِ