فَلْسَفَةُ الجِراحِ
سنة 2013
فلسِفْ جراحَكَ بالحَكَايا الأروعِ = وانظمْ فصولاً فوقَ حدِّ المبضعِ
وارسمْ تقاسيمَ الإباءِ بخنصرٍ = دامٍ وشلوٍ بالسيوفِ ممزّعِ
ما زلْتُ أحملُ مِنْ هواكَ قصائدًا = وملاحمًا في صدريَ المتوجّعِ
وأجولُ فيكَ وجرحُ قلبيَ مشرَعٌ = حتّى أراكَ بكلِّ جارحةٍ معي
شاركتُكَ الألمَ المقدّسَ نزفُهُ = وبقيتُ أنزِفُ بعدَ موتِكَ أدمعي
وبقيتُ أنزِفُ (ألفَ) حلمٍ قادمٍ = وعلى سواهُ مِنَ الأسى لمْ أهجعِ
أناْ لم أكنْ في (الطفِّ) إلّا بذرةً = "حمرا" على غيرِ الإبا لم تفرعِ
أناْ لم أكنْ في (الطفِّ) إلّا عبرةً = ذُرفَتْ على خدِّ اليتيمِ المفزعِ
أناْ لم أكنْ والحزنُ أعظمُ شاهدٍ = دونَ (الطفوف) سوى ترابٍ بلقعِ
فسقيتُهُ مِنْ دمِّ نحرِكَ قائلاً: = امْدُدْ رحابَكَ للجراحِ وأشرعِ!
يا قِبلةَ الأوجاعِ إنَّ صلاتَها = في غيرِ نحرِكَ لم تكُنْ ما تدّعي
والغربةُ الظلماءُ يغْرِي دربَها = للتائهينَ بلا هدًى أو مرجعِ
مِنْ زحمةِ الغرباءِ جئْتُ محمّلاً = ما ليسَ يحملُهُ كيانُ المهطعِ
أختارُ دربًا والضياعُ مصيرُهُ = لا دربَ يؤوي في الجهاتِ الأربعِ
حتّى انتسبتُ إلى (السّماءِ) تظِلُّني = روحًا وتملؤني انتماءً ألمعي
عاقرْتُ فيكَ الاغترابَ ولمْ أزلْ = أستشعرُ الدفْءَ الجميلَ بأذرعي
نحنُ الغريبانِ اللذانِ تعانقا = مِنْ فرْطِ ما اتّحَدَا .. ضلوعُكَ، أضلعي!
أودعْتَ فِيَّ الرفضَ حينَ ضَمَمْتَنِي = فهتَفْتُ باسمِكَ في خصامِ (ابنِ الدَّعِي)
"فلسِفْ جراحَكَ" إنَّهُنَّ نواطقٌ = واصدَحْ ب(هيهاتِ) الشموخِ ولعلعِ