شعراء أهل البيت عليهم السلام - الحسينُ في زمنِ الرِّدَّةِ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
169
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:11 مساءً

أَسرِجِ الأفقَ امتثالاً للصعودْ
أيُّها الجرحُ الذي يعرجُ من قيثارِهِ لحنُ التجلّي
قطرةُ الضوءِ على خدّيك جيشٌ
هزَمَ الأظفارَ في أغمادِها مذْ حاولَتْ نبشَ الخُدودْ
واقفاً ظلّتَ تصلّي فالدموعُ الآنَ جسرٌ
بينَ أهدابِ الحيارى وارتعاشِ الأمنياتْ
يا انسراحَ الماءِ في نهرِ الخلودْ ...
يا انعكاسَ الحبِّ في لونِ الأقاحي
ومروجِ الياسمين
علِّمِ البستانَ أنَّ الهدهدَ الطّيّارَ
لا يرضى بغيرِ النخلةِ الشّمَّا
ولا يبني له بيتاً على العشبِ ويلتذُّ القعودْ
علِّمِ النهرَ انسرابًا أبديًّا
تركضُ الأشياءُ في داخلِهِ كي يجهلَ الماءُ الركودْ
كنتَ تسترخي على موسمِ قمحٍ
حين كانوا قَحَطًا لا يأكلون
يمضغونَ الجوعَ في منفى الغواياتِ بعيداً
عن مراسيمِ الحدودْ ،،،
يشحذونَ الذُّلَ في الأسواقِ مثلَ العابرين
كالحُفاة
كالتماثيلِ التي يأكلُها عابدُها
ينفثونَ السِّحرَ في الرملِ ويبنونَ السدودْ
حاصَروا خيلَك وارتادوا جمالَ الأنبياءْ
فإذا أطلقتَ مِنْ سيفِكَ أسرابَ الحمام
قرأوا تعويذةً حمقاءَ ضِدَّ السيفِ حتّى
يستبدَّ الانتقامْ ..
لم تعُدْ تنفعُهم كلُّ الخرافاتِ التي قدْ آمنوا
لم تزلْ تخدعُهم كلُّ الفقاعاتِ التي بانَتْ
على وجهِ الفراتْ
اسمحوا للماءِ كي يختصرَ التاريخَ في " أنتُمْ رفاة " !!

* * * *
خبِّئِ النّهرَ وراءَ الخيمةِ الثكلى
غدًا كلُّ الصبايا يظمئون
خبِّئِ الخبزَ بأثوابِ السماءْ
فغدًا تمطرُ للقربى ومنها يأكلون
أيُّهذا الوطنُ الصوفيُّ ضُمَّ الآنَ في عينيكَ كلَّ النازحين
أنتَ رمَّمْتَ جدارَ الشرفةِ المنهارَ كي
تنمو على ضفَّتِهِ الخضراءِ أنفاسُ الورودْ ،،،

ساربٌ تبحثُ عنّا
في زمانِ الرِّدةِ الأولى أفاقَ الكلُّ إلا
كلُّنا ما زالَ في الكهفِ رُقودْ
قد شربْنا ماءَك العذريَّ في الليلِ
ونِمنا عنكَ يا مولايَ فاعذرْ سيفَنا إنَّا نسِينا !!
وحدَكَ الفتحُ المبين
اُعْبُرِ "الحاجزَ" وافتحْ (خيبرَ اليومِ)
وطهِّر خِطْأنا عندَ التلاقي
فزهيرُ الآنَ قد جهّزَ خيلاً ورجالاً في " زرُود"
لم تكنْ تلكَ المسافاتُ سرابًا كاذبًا
إنّما لاحَ إلينا إصبعان
إصبعٌ يحملُ وردًا
إصبعٌ يحملُ سيفًا
خُلِقَا مِنْ جنّةِ السِّلمِ ومِنْ رحمِ الصمودْ
Testing