عناقٌ في مطافِ الملائكةِ
سنة 2013
ذوَتِ الحُروفُ على الشِّفاهِ=وما ذَوَى لِلْحُزْنِ عهدُ
ستَدورُ ساقيةُ الأسى=ما دارَ شوقٌ مُستَبِدُّ
لِنُهدْهِدَ الذِّكرَى فَيورقَ=فِي الضَّميرِ هوىً ووَجدُ
ويفورَ في دَمِنا البُكاءُ=يديرُهُ قلقٌ وسهدٌ
بحِكايةٍ لَمْ يستَطِعْها=فِي فَمِ الأيَّام ِ سَرْدُ
النورُ محتدِمٌ وقَلبُ السّ=بطِ للآمالِ يحدو
ويُعيدُ ترتيبَ الحَي=اةِ بِتضْحِياتٍ لَا تُعدُّ
فيبُلُّ روحَ المُتْعَبينَ =مِنَّ الظَّمَا لِيطِيبَ وِرْدُ
حجٌّ وترويةٌ بِها =في مَشْعَرِ الآجالِ قَصْدُ
مِنْ خَطْوِهِ انْبَجَسَ الهُدَى = وامْتدَّ للتّوحِيدِ مَهْدُ
وحَمائمُ الأشْواقِ إث=رَ رحيلِهِ بالحزْنِ تشدُو
والكَعْبَةُ الحَوراءُ حَجَّ = لِخِدْرِهَا شَرَفٌ ومَجْدُ
حتّى إِذا فرْضُ البُك=اءِ أَتمَّهُ ولَهٌ وبُعْدُ
راحَتْ تسائِلُ قلبَها= أيُّ الجراحِ هو الأشدُّ
فَعلَى الفراتِ مِنَ الهُدى= عينٌ قد انْطفأتْ وزندُ
والجُودُ في كَتِفِ الِإباءِ=أَصَابَهُ بالسّهمِ حِقْدُ
كلُّ الشفاهِ سنابلٌ= كانَتْ لقُبْلتِهِ تُعَدُّ
ظَمئِتْ فَسَمّرهَا على= طلَلِ السّقَا ألمٌ ووعدُ
للهِ نهرُ عذوبةٍ =ما نالَهُ في الشوقِ بَردُ
أَحرمْتُ في لُجَجِ الأَسَى =جزْرٌ يُسافِرُ بي ومَدُّ
وَمعَ المثلَّثِ كَمْ رحلتُ=لصمتِ ذاكرتي أقدُّ
جُرحًا فَجُرحًا تخصفُ ال=آلامُ بي فَيَضِيعُ رشدُ
ونَشَرْتُ أجْنِحةَ الوِصَالِ =إلى رَبيعِ الطَّفِّ أغدو
حيثُ الحسينُ لنبْضِهِ= لبَّتْ ملائكةٌ وجُنْدُ
عَرَفُوهُ مَحْضَ عذوبةٍ= فَإذا بِطَعمِ الموتِ شَهْدُ
كانوا يُمَاهونَ النّدى = بِإِبائِهِمْ لِيُطِلَّ وَرْدُ
سُرعانَ ما انْتَثَرُوا ومِنْ= جِيدِ البطولةِ خرَّ عِقدُ
( لبّيكَ ) مِئْذَنةُ الجَمالِ =ونهرُ عِطرٍ لا يُحدُّ
رَحَلوا بأَعبَقِ فكرةٍ =منْها المَفَاخِرُ تُستَمدُّ
لا لمْ يموتوا كَيفَ يط=وي الموتُ مَنْ يرجُوهُ خُلْدُ