شعراء أهل البيت عليهم السلام - أمّي تبكي على صِينيَّةِ القاسمِ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
163
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:39 مساءً

أُبلِّلُ وَجنتَيَّ دَماً ... ودَمْعا
إذا أُمِّي على العِرِّيسِ تنعى

بمَنْظُوراتِ كاظمَ:
(يُمَّه ذُكْريني مِنْ زَفَّةْ شبابْ)
تمرُّ سَرْعى

بأَدْيرَةِ الخرائبِ وسْطَ رُوحي
يُرمِّمُ صوتُها الناقوسَ: قَرْعا

فيَخفُتُ أُقحوانُ الفجْرِ
هَمًّا
وتُعْولُ سَوسَناتِ الليلِ
جَزعى

أَرى ... وترى معي
أَضواءَ أُمّي الفقيهةِ
بالظلامِ أَثَرْنَ نَقْعا

تُوضِّبُ في المُحَرَّمِ كلَّ عامٍ
صَواني العُرْسِ:
أَبخرةً وشَمْعا

تَدوفُ بدمْعِها الحنَّاءَ:
(مَحْروم مِن شَمِّ الهَوَهْ)؛
وتَضيقُ ذرْعا

بأَحلامِ الأُمومةِ
تَسْتبِيها المنايا
والوعودُ نُكِثْنَ قطْعا:

أَردْتُكَ لَم أُرِدْ دُنيا ... ولا مالْ
وقلبيَ ما سَلا شَغَفاً ... ولا مالْ
ولكنَّ المُنى خابتْ ... والآمالْ
وأَحرفُ مُنيتي انقلَبَتْ مَنيَّةْ

تُفصِّدُ جَمْرَ مَبخرةِ الأَماني
ترشُّ عليهِ ماءَ الورْدِ
ضَرْعى

فيَزجُرُها أَبي:
أَخُزَعْبلاتٌ ... وفقهُ أَعاجمٍ؟
أَفكُنتِ بِدْعا؟

فما هوَ غيرُ ضوءٍ
في بيوتٍ
لسانُ اللهِ يُوقِدُهنَّ رفْعا

وما هوَ غيرُ أُحْجيةِ التَماهي
معَ البدرِ الذي بسَناهُ شَعَّا

تنزِّلُ من سماهُ
إلى اصفرارِ الدروبِ
وبيضُهُنَّ وسَطْنَ جَمْعا

وتَعْذِلهُ بناتُ النعْشِ
لكنْ تَرفَّعَ
لا يُعيرُ العَذْلَ سَمْعا

وأَدْرَكَ نَعْلُهُ حُلُمَ الثُريَّا
وغاظَ الأَرْضَ ...
فاستَلَبَتْهُ شِسْعا

فآنفَ كِبرياءُ اللهِ يَحفى
كأَنَّ على الرِّمالِ عِظامَ أَفعى

ونُودِي إذ أَتَاهَا:
لسْتَ بِالْوَادِ،
إِنَّكَ في مَرايا الطَفِّ تَسْعَى

فأَثبَتَ جأْشَهُ
وأَنافَ عِزَّاً
وأَصلحَ شِسْعَهُ ... وأَبرَّ صُنْعا

ولمْ يمنعْ لِمَاعونِ التشفِّي
وأَيتامَ المَجاعةِ لم يَدُعَّا

سَقَاهمْ كَوثرَ الودَجينِ نَبْعًا
وأَطعمَ سائلاتِ الوَتْرِ شفعا

وأَوْلَمَ رَمْلَةَ الحَسَنينِ
أَعشابَ هَمِّ البحْرِ ...
والكانونَ مَرعى:

فما حَمَلَتْهُ،
لا وَضَعَتْهُ كُرْهاً
ولكنْ راحَها حَمْلاً ... ووَضْعا

وكانَ عِصابةً لأُصُولِ رأْسٍ
تعلَّقَ في خيوطِ اللهِ فَرْعا

فخاطَ لها عباءَةَ ثُكْلِها
والمَلائكُ أَحْدقَتْ بالقبْرِ
صَرْعى

وجئْتُ
أَلُمَّ ما بذَرتْ يداهُ لنا
مِن قمْحهِ ...
وأَطوفُ سَبْعا

أُلبِّي ما تَخَاطَرَ من سَمارٍ
لِتَرْكُضَهُ إلى أُذنيهِ رُجْعى:

شاخَتْ مَرايا الضوءْ فِي عَتْمةِ البحْرْ
فارْحَلْ ... وقُلْ للهْ: لنْ يُولَدَ الفَجْرْ ...!
Testing