عندَما ينطقُ الدمُ
سنة 2013
ما زالَ جُرحُكَ بالجلالةِ يقطِرُ= وبصدرِ مَن عشِقوكَ نارٌ تَسعَرُ
ومن الليالي والقصيدِ ولطمِنا= ودُموعِ أعيُنِنا السخينةِ أكبَرُ
رُغمَ الذينَ تَشَرّبُوا بُغضَ الهُدى= ما غيرُ جُرحِكَ في الضميرِ سيُزهِرُ
رَسَمَتْ دِماؤكَ فوقَ تُربةِ نينوى= كيفَ الدِّما لرؤوسِ بغيٍ تَنحَرُ
ورَوَيتَ في يومِ الطفوفِ عزيمةً= مثلَ النخيلِ السُّمْرِ لا تتكسّرُ
(هيهاتَ مِنّا ..) لا تزالُ شعارَنا = (هيهاتَ مِنّا ..) مثلَ سيفٍ يُشهَرُ
هذا تُرابُ الطفِّ يا بنَ محمَّدٍ= أضحى على تُرْبِ البسيطةِ يَفخَرُ
إذ فازَ بالجسدِ المُقطَّعِ بالظَّبَا= وبفيضِ نحرِكَ ذا الترابُ مُطهّرُ
يا سيِّدَ الشهداءِ يا قُرآنَنا = يا مَنْ على أرضِ الطُّفوفِ مُعفّرُ
يا رُوحَ فاطمَ يا سَفينَ نجاتِنا= وزمانُنا بالعابثينَ مُسوّرُ
ما بينَنا ألغامَ حقدٍ سيِّدي= زرَعوا فباتَ بنا الهُدى يتفجّرُ
حتى جَعلناكَ المُفرِّقَ بينَنا= فإذا علينا صارَ يبكي المِنبرُ
هذا الحسينُ أمانةٌ برقابِكُمْ= لا تجعلوا قتلَ الحسينِ يُكرّرُ
لا تجرحوا صدرَ الحسينِ فصدرُهُ= لِلآنَ من سهمِ المُثلَّثِ أحمرُ
عُودُوا كما أنتُمْ أسودَ محبّةٍ= في وجهِ أعداءِ التّوحّدِ تزأرُ
يا أيَّها المذبوحُ إنّ دِماكَ –= للنصرِ المؤزّرِ والكرامةِ مَظهَرُ
يا أيُّها الفذُّ المُغِذُّ المُنتَشي= بهوى إلهِكَ والدليلُ المَنحَرُ
يا أيُّها المظلومُ حينَ تردَّدَتْ = (هل من نصيرٍ ؟!) جاءَكَ (المُدّثرُ)
لمّا رَجَعتَ وقُلتَ : (هل من ناصرٍ ؟!)= بدماءِ طبرتِهِ أتى لكَ حيدرُ
وبآخِرِ المَرّاتِ (هل من ناصرٍ ؟!)= فأجابَ يا مولايَ منكَ الخُنصُرُ
ذبَحُوكَ ظامٍ والفراتُ يلومُهُم= ودِماكَ فوقَ ثرى الحقيقةِ أنهُرُ
أوَ لم يرَوا فيكَ السماءَ تجسَّدَتْ= مَن لا يرى نورَ السّما هُوَ أعورُ
أيؤخَّرُ العلويُّ وهْوَ مقدَّمٌ= ويُقدَّمُ الأمويُّ وهْوَ مؤخَّرُ ؟!
قُلْ لي فدَيتُكَ هل تُساوى فحمةٌ= وحسينُ أنتَ الدُّرُّ أنتَ الجَوهَرُ ؟!
هذا قضاءُ اللهِ أنْ تبقى بِلا= قبرٍ ففي قلبِ الحيارى تُقبَرُ
بصدى الجِراح أقولُ : إنِّي موقِنٌ= يا سيِّدي هذي طفوفُكَ محشَرُ
إما يكونُ المرءُ عنكَ مناصرًا= أو مثلَ شمرٍ للقداسةِ يعقِرُ
مُذ رُحْتَ فوقَ ثرى الطفوفِ مجزَّرًا = والقلبُ يا مولايَ أشعثُ أغبرُ
مولايَ جُرحُكَ بيدرٌ واعلَمْ هنا= ما كُلُّ جُرحٍ يا إماميَ بيدَرُ
ولْتعلمِ الأشرارُ أنَّ نحورَنا= مَهرٌ لحُبِّكَ والهوى لا يُجْبَرُ
لا تخشَ شيئاً يا حسينُ فإنّنا = سنذوبُ أكثرَ فيكَ إنْ همْ فجَّرُوا