ساعةٌ تُشيرُ إلى الحسينِ
سنة 2013
ساعةً يتركُ الحُسينُ قِلاعَه=في يدِ اللهِ ، يا لَها مِنْ ساعَة
راحلاً لا يعودُ لكنَّه عادَ ،=لجمهورِه يُريدُ اقتلاعَه
راحلاً يستمرُّ في الرحلِ والحزنُ=كبيرٌ ونفسُه منَّاعَة
راحلاً يستردُّ للحُبِّ جلباباً ،=ولوناً وطاقةً دفَّاعَة
نحنُ طلَّابُه ونحنُ هُيامٌ=كلَّما سارَ في الجليدِ أماعَه
قُلْ لِمَنْ قَلبُهُ تَشبَّع حُباً=ههُنا للهوى تزيدُ المجاعَة
ههُنا نَسمعُ الحُسيَن يُنادي=أنا ظامٍ ، ولا نملُّ استماعَه
دمعُنا لا يُشقُّ ، لو جاءَ " موسى "=بعصا سحرِه بَدَتْ مُرتاعَة
كُلُّنا شاعرٌ يُحرِّكُ باللفظِ ،=قلوباً فتستفيقُ براعَة
كُلُّنا بيعةٌ إلى اللهِ ، والعبَّاسُ ،=في نهرِه يَمدُّ ذراعَه
كُلُّنا لو أردتَ أن تعرفَ الحُزنَ ،=وما فيهِ والأسى من فظاعَة
فتذكرْ بأنَّ في الدَّمعِ سِراً=يحرقُ الكونَ لو حزينٌ أشاعَه
وتذكرْ وقائعاً غضبَ اللهُ ،=إلى وقعِها وشدَّ صراعَه
كسقوطِ الحسين للأرضِ، والخيلُ=تمادتْ وكسَّرَتْ أضلاعَه
وبكاءِ الرضيعِ ، لو أنَّ للسهمِ ،=قراراً لكانَ ثديَ الرضاعَة
وانحناءِ الشبابِ للسيفِ ، لا أدري ،=أَفي السيفِ ضَربةٌ أم مناعَة ؟!
ووقوفِ العبَّاسِ من غيرِ كفّينِ ،=كصرحٍ تشعُّ منه الوداعَة
واحتراقِ الخيامِ والماءُ موجودٌ ،=وقد أطفأَ الحريقُ امتناعَه
واستتارِ الحوراءِ بالكفِّ ، واللهُ ،=على وجهِها أراحَ قناعَه
نحنُ من هذهِ كتَبْنا إلى الحُبِّ :=أنِ اقدمْ فجاءَ يفتحُ باعَه
ثورةٌ والضميرُ أطلقَ منها=صوتَه واصطفاءَهُ وانصياعَه
مَصرعٌ ما أجلَّه في دمِ العُشاقِ ،=قُدساً وما أجلَّ ارتفاعَه
كربلا والدماءُ أشرفُ إنسانٍ ،=وأسمى كرامةً ونجاعَة
كربلا والسِّهامُ تعلمُ معناها ،=وتختارُ دربَها مُلتاعَة
حيثُ سهمٌ تعلَّمَ الغوصَ في الأحشاءِ ،=إذ حاولَ الحسينُ انتزاعَه
فأرادَ الصلاةَ ، والأسهمُ الأخرى ،=غدَتْ خلفَهُ تُصلي جماعَة
وأنا في يدي القصيدةُ والمظلومُ ،=في رُوحِها يصبٌّ يراعَه
حدّثيني أيا عيونُ وضجّي=واسكبي دمعتي وذوبي ضراعَة
وانظري ناعياً تُصوِبُّهُ الدُّنيا ،=فيرمي إلى السما أوجاعَه
وانظري باكياً سَيُبحرُ طوفاناً ،=ومنديلُه يكونُ شراعَه
وانظري ههُنا المجالسُ تحيا=ذاكَ ينعى وذا يُريقُ افتجاعَه
دمعةٌ فانحناءةٌ فانكسارٌ=فصراخٌ فزفرةٌ فشفاعَة