معزوفةٌ فوقَ الرمحِ
سنة 2013
رأسُ الحسينِ يطوفُ بوصلةَ الجهاتِ
محلّقاً نحوَ السماءِ
كغيمةٍ قدسيّةٍ
نطقَتْ بأسرارِ المطرْ
للرمحِ وجهتُهُ
وللخدِّ التريبِ حكايةٌ أخرى
تترجمُ أبجدياتِ القدرْ
للدّمِ سنبلةٌ تحرّرُ كلَّ شيءٍ عابرٍ
نزفٌ على رئةِ الخلودِ ..
مسافةٌ للدمعِ ...
أروقةٌ مشاغبةٌ ...
ضجيجُ الخيلِ ...
قهقهةُ السيوفِ ...
نحيبُ أطفالٍ ...
ورأسٌ واحدٌ يجتازُ قاموسَ الخطرْ
يحنو على كلِّ الجراحِ برأسهِ
وعلى فمِ التاريخِ ثورةُ حدسهِ
قد صاغَ في غدهِ المسافرِ غيمةُ
تنمو وتنمو من تمرّدِ أمسِهِ
وكأنهُ وحيُ الوجودِ وآيةٌ
رسمتْ تفاصيلَ الجهاتِ بقدسِهِ
الشمسُ أتعبَها الغيابُ ولم يزلْ
للضوءِ محرابٌ يطوفُ بشمسِهِ
الجرحُ يقترفُ الخطيئةَ
حينما ضجَّ النزيفُ
وكربلاءُ تسابقُ الزمنَ السوادَ
وذي طبولُ الحربِ مُشرَعةٌ
وفوقَ الرمحِ صوتٌ
يستمدُّ من السماءِ
طهارةَ القرآنِ .. نبضَ تلاوةٍ
تسمو بأرواحِ الصغيراتِ التي شَهَقتْ
وبلّلَها الضجرْ
وجهُ الحسينِ على مسافةِ إصبعٍ
والسهمُ يعبثُ
في نبوءةِ صدرِهِ
واللحظةُ اشتعلتْ
ومزّقَها الحجرْ
لا شمرَ عادَ
ولا السيوفُ تمرّدتْ
لا شيءَ من قلقِ الجهاتِ
ولا هديرِ الماءِ في جسدِ الفراتِ
ولا امتدادِ النارِ
كانَ لصوتِهِ سحراً ل ( بسمِ اللهِ ) في كلِّ السوّرْ
يأتي بوشمِ المعجزاتِ
ولم تزلْ ( هيهاتَ ) تعبثُ بالظلامِ
وتفتحُ التأويلَ
في قلقِ الممرْ
الآنَ يعبرُ ( سيدُ الشهداءِ ) للوجعِ الخفيِّ
وفي يديهِ حكايةُ الغرباءِ
ترسمُ للخلاص ِ
على امتدادِ العمرِ
سنبلةً تراقصُ ثورةً في الطفِّ
من ألمِ الصورْ
ما زالَ رأسٌ للحسينِ
يطوفُ أروقةَ الحنينِ
كأنهُ جسدُ القمرْ
الضوءُ فوقَ الرمحِ عانقَهُ السهرْ
=والماءُ في قلقٍ يفتّشُ عن أثرْ
جسدٌ هناكَ ، وألفُ صوتٍ ها هنا
=والريحُ صامتةٌ ... وأتعبَها السفرْ
صوتٌ سماويٌ يبوحُ بطهرِهِ
=وملامحٌ خضراءُ يلثِمُها الشجرْ
للرأسِ ثورتُهُ التي نهضَتْ بنا
=وكأنه قدْ صاغَ أرواحَ البشرْ