شعراء أهل البيت عليهم السلام - الحُسَينُ الآَخَرُ

عــــدد الأبـيـات
39
عدد المشاهدات
133
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:11 مساءً

جِدْ لي ابتداءً فيكَ حتى أَقْطَعَكْ=وافتحْ رؤايَ على رؤاكَ لأجْمَعَكْ ما زلتَ تربِكُ أحرفيْ يا واحدًا=وزَّعْتَ مِنْ وَحْي المعاجِزِ مَصْرَعَكْ وفقدتُني حيثُ المَجَازُ يتيهُ بي=ما أضيقَ البوحَ الفصيحَ وأوسَعَكْ أنا عابرٌ عِلِقَتْ بيَ الكلماتُ في=وَحْلِ الرؤى وأنا أحاوِلُ مَطْلَعَكْ لُغَتي تُخَاصِمُني بدَرْبِكَ كُلَّمَا=أنويكَ أفقِدُها وأفقِدُ مَوْضِعَكْ حيثُ القرابينُ التي فَصَّلْتَها=فضفاضةً كُلُّ الوجودِ تَشَبَّعَكْ قاومْتَ جُنْحَ الليلِ مِثلُكَ لا يبا=يعُ مِثْلَهُ وأضأتَ لمَّا قَطَّعَكْ وُوُلِدْتَ مِنْ جُرْحٍ، فَطَمْتَ مِنَ الرَّدى=عُمُرًا بأرحامِ المَواسِمِ أودَعَكَ قارعْتَ لونَ الزّيفِ، نَقَّيْتَ المَدى=بدماكَ، كنتَ مُلَطَّخًا ما أَنْصَعَكْ! مانَعْتَ أنْ تحيا على عُمُرٍ رما=دِيٍّ ولم تَلْوِ السُّيوفُ تمنُّعَكْ آثرتَ أنْ تعطي بقاءً آخَرًا=وتَمُدَّ في عُمُرِ الحقيقةِ أفرُعَكْ عالَجْتَ بالجرحِ الهُرَاءَ نزفْتَ بال=معنى، شَغَلْتَ المَوْتَ والمَحْيا مَعَكْ أربَكْتَ بالدمِّ الحسامَ، هزمْتَهُ =وأرَعْتَهُ لكنَّهُ ما رَوَّعَكْ! يا نصَّ هيهاتٍ ويا شِعْرَ الإبا=ءِ ويا انسكابَ الدَّمِّ لمَّا أسْجَعَكْ فردًا شَقَقْتَ الجَمْعَ! حُزْتَ مِنَ الصوا=بِ تفرُّدًا ومِنَ الهدى ما وَزَّعَكْ! متنزّهًا عَنْ كلِّ معنىً عابثٍ=شَجَّ الحقيقةَ بالخيالِ ليخدَعَكْ متمرّدًا فوقَ الرَّوَاسِبِ ناصِعًا=كالماءِ لا تَصِلُ الخرافةُ مَنْبَعَكْ وحسينُ عَقْلِكَ لم تَسَعْكَ منابرُ ال=خطباءِ لم يُرْبِكْ سرابٌ أشرُعَكْ وأعَذْتَ نَجْمَكَ أنْ تُحَنِّطَ ليلةٌ=أضواءَهُ فَسَطَعْتَ كَيْ لا تَسْطَعَكْ وغدوْتَ بوصلةَ العُقُولِ، دعوْتَها=لتسيرَ منكَ إليكَ حتّى تُبدِعَكْ! متحرّرًا كالجرحِ لستَ بعادةٍ=نحكيْ بها قصصًا ونذرفُها مَعَكْ ما كنتَ منتفضًا ولم تكُ ثائرًا=كيْ تَذْرِفَ العينُ الدموعَ وتنقعَكْ ما ثُرْتَ كي تغدو رهينةَ دمعةٍ=كي توغِلَ المأساةُ فيكَ وتصنعَكْ بل أنتَ فعلٌ في المَكَانِ وفي الزما=نِ تدسُّ في كلِّ المواقعِ أذرُعَكْ لستَ احتكارًا للقطيعِ ولستَ رَجْ=عًا للأساطيرِ العِجَافِ لتزرعَكْ هُمْ حَرَّفُوْكَ وأوَّلُوْا بكَ ثورةَ ال=معنى وأطْفَوا بالبرودةِ أدْمُعَكْ لم يقنَعوا بِكَ ثائرًا، قَطَعُوا الصّدى=جَعَلُوْكَ مَوَّالًا ونايُكَ أفجَعَكْ! خَلَقُوا كما شاؤوا حسينًا، لا كما=قد شئتَ أنتَ، فكم حسينٍ ضَيَّعَكْ؟! لمْ يَرْتَضُوْكَ سوى حسينٍ آخَرٍ=هو عادةٌ أخرى وضَلُّوْا موقِعَكْ! وعلا منابرَهُمْ حسينُ منابرٍ=قتلَ البطولةَ بالخنوعِ وبَضَّعَكْ لستَ احتكارًا للدّموعِ وللرثا=ءِ ولستَ مِنْ مَنْ بالنوائحِ أوسَعَكْ حرًّا تجوبُ العالَمِيْنَ قضيةً=حرّيةً والكونُ يعرفُ إصبعَكْ يا ثورةً أخرى تُعَاوِدُ نفسَها=وتفاجئُ الموتى وتقرأُ مَصْرَعَكْ عُدْ بالحقيقةِ فالخرافةُ سَوَّرَتْ=أفكارَنا حتى أَضَعْنا مَرْجِعَكْ هَبْ للقلوبِ بدايةً أخرى ونبْ=ضًا آخَرًا وانْبُضْ و(عَوْلِمْ) أضلُعَكْ! وارجِعْ جديدًا فالحكايةُ دبَّ في=ها الشيبُ عُدْ بِصَدَاكَ حتى نَسْمَعَكْ يا أيّها الجرحُ الطموحُ أزلْ غبا=رَ المادِحِينَ مِنَ الحروفِ لتُرْجِعَكْ كُنْ أنتَ، كُنْ معناكَ، واغْسِلْ مِنْ مرا=يانا الخرافةَ، لُحْ وأوقِدْ مَطْلَعَكْ عُدْ في الخيالِ حقيقةً عُدْ بالحقي=قَةِ في الخيالِ ولُحْ لنا كي نَطْبَعَكْ
Testing