شعراء أهل البيت عليهم السلام - عرشُ الحقيقةِ كالحسينِ

عــــدد الأبـيـات
61
عدد المشاهدات
137
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:10 مساءً

الطفّ طوفانٌ وروحُ جَنانِ = فهلْ انتميتَ لطبْعهِ الإنساني والطفّ رُكنٌ سادسٌ متفردٌ = في سنّةِ الأحزانِ والحرْمانِ والطفُّ أولُ فكرةٍ روحيةٍ = تجتازُ وعيَ الذاتِ للإيمانِ والطفُّ مفردةٌ بطعمِ فَجيْعةٍ = في مِعْجمِ الأرزاءِ بالأكوَانِ فأسكبْ جَنانَكَ جُملةً مَجروحَةً = بينِ المَعانيْ في لِسَانِ بيَانِ واعتقْ بمُهجتِكَ اليّرَاعَ مُحمِّلاً = ظهرَ القصَيدةِ شُرْفةَ العِرفَانِ وخُذِ الحُسينَ قصِيدَةً مَعصُوبَةً = نقَشَتْ بقلبِ الغيبِ غَيْباً ثَاني فعلى سَناهُ تحُطُّ نَافلةُ الأسَى = فيَصُوغُها وجَعاً على اللّمَعَانِ وكأنّ جُرحَهُ من سَنابلِ غُربَةٍ = للدِينِ قدْ نَبَتَتْ على الأدْيَانِ أقسمتُ بالطفِّ الذيْ في تربِهِ = انسَكبَتْ هناكَ حَقائقُ الأزمَانِ إنَّ الحسينَ أضاءَ كلَّ حَقيقةٍ = كيْمَا يُعلّقُها على البُّرهَانِ فإنِ ارْتقى جُرحَ المجرَّة لمْ يكُنْ = إلا الضَّميرَ بقمّةِ الخَفقانِ فحسينُ أوّلُ شاعرٍ نسَجَ الهَوى = لُغةً مُحرَّرةً إلى الوجْدانِ وحسينُ أوّلُ عَازفٍ بجراحِهِ = نَزْفَ اليَقينِ بلحْظةِ اطمِئنانِ وحسينُ أكبرُ مُبدِعٍ صَنعَ الإبَا = بدمَائِهِ ويقينِهِ الربّاني وحسينُ إمّا حِكايةٌ قُدسِيّةٌ = أو سُدرَةٌ في مُنتَهى الذّوَبَانِ لمْ أدرِ مَا كُنهُ "الحُسينْ" لكنَّهُ = كَلِماتُ نورٍ في فَمِ الرَّحمَن ِ ألقىْ بهَا فَوقَ الحَقيقةِ فاعْتلى = هامَ الخَليقةِ في دِمَى قُربَانِ ومَشىْ على الخَفقَاتِ من آمَالِهِ = حَتى ارتوَى أملاً بهِ شُرْيَاني يَا للفوَانيسِ التّي جَرّبْتُها = في دَاخِلي بتَمَائِمِ التّبيَانِ ذهَبتْ وظلَّ مَنارُهُ في اضْلُعِي = نهَمَاً يُساورُني انتمَاءَ جَنَانِ وَطَنٌ إذا افترَعَ السّماءَ لجُرحِهِ = غنّاهُ جبْرائيلُ للأوْطَانِ وسَما وَغَاديةُ الخّطوبِ خَريْطةُ = البَشَريَّةِ الثكْلى عَلى الحِرمَانِ "إيهٍ حسينُ وما اسْتَعارَكَ ثائرٌ = إلا تَحرّرَ منْ فمِ العقبَانِ يا ثورةَ الوَطنِ الجَريحِ إذا اشْتَكى = عُضوٌ لهُ في الأرضِ بالخذْلانِ كنتَ الضَّمَادَ لجرحِهِ وهلْ اشْتكى = وَطنٌ إليكَ على افْتقادِ أمَانِ مَا أنتَ إلا لحظةٌ كونيّةٌ = جاءَتْ توزّعُ ثورَةَ الأغْصَانِ يا للظمَى في جَانبَيْكَ مُهرْولٌ = أترى استعارَ لقلبِكَ الحَرّانِ أمْ إنّهُ نهرُ الفُراتِ مَعينُهُ = رَحبٌ يفورُ بصَدرِكَ الرَّيّانِ وبضفَّتَيْكَ تؤمُّ كلَّ خليةٍ = نهريةٍ بطبيعةِ الجَرَيانِ كانَتْ تَحسُّ برَاحتَيْكَ أَبويّةُ = المَاءِ كَعشقِ الوَالهِ الظمْآنِ ولكَمْ تَحنُّ السَارباتُ إلى النَدى = وتذوبُ فيكَ نسَائمُ الهيمانِ يا للحُسينِ وقدْ فدىَ بنجُومِهِ = الأرضَ الكئيبةَ في سُموِّ كَيانِ وسقىْ البَسِيطةَ أقمُراً وكَواكباً = كيْ يَستقيمَ الحبُّ والشَفقانِ يا وَاحداً منحَ البَقاءَ رَحيلُهُ = بأشدّ جُرحٍ نَازفٍ فتّانِ الآنَ تتسِّقُ الحَياةُ بكرْبلا = خَلفَ العَذابِ بروعَةِ الهَذيَانِ الآنَ تتّحِدُ الجُراحُ بمَتنِها = وتثورُ مُتعبَةً من الغَليَانَ الآنَ ينتفضُ الضَّريحُ بطفلِهِ = المّغدورِ في مُهجٍ من القمْطانِ إيهٍ حسينٌ حينَ يشرحُني اللّظى = بعُروجِهِ في نحرِكَ النّورَاني تمتارُ في قلبيْ انحناءَةُ نبضَتِي = يا سيّديْ حتى اعْتلالِ جَنَاني وأنا أنادِي: أيُّ حزنٍ خَالدٍ = أتلعْتُهُ فيْ لوحَةِ النّيرَانِ؟ مذْ كنتَ تُزجيني بصَاعِ مودّةٍ = كأساً مُعتّقةً من الأحْزانِ كانتْ تُذاكِرُني المَنَائِرُ دمْعةً = مَسْفُوحةً بغريزةِ الحرقانِ يا نغمةً للطفِّ لمّا أفرغَتْ = رئتايَ كُنتِ خُلاصَةَ الأشْجَانِ ذكراكِ أوْديةُ السّماءِ بمُقلتي = صَبّتْ لواعِجَها مِنَ الأجْفانِ وتنَاسلَ الوَجعُ المُذابُ بأضْلعِي = يَمتَصُّ لونَ حَرائقِ الشّطآنِ مازالَ يعْصُرني الصّدى مِن قسْوةِ = السّيفِ المُضلّلِ في يَدِ الطوفَانِ فأحِيرُ في غضبِ الظّلام وسِربِه = في دَورَةِ الغَثيَانِ والطغْيَان يا لَلطفوفِ وأيّ سيفٍ أرْعَنٍ = قطعَ اتصَالَ الوَحيِ بالقرْآنِ؟ يا لَلطفوفِ إذا الرّماحُ تجَشّمَتْ = حَمْلَ الضّياءِ لغربةِ الجّثمَانِ مِنْ أينَ ليْ بقريحَةٍ مشْحُونةٍ = بشعُورِها من عقدةٍ للسَاني؟ أأغني هَذا الشعرَ من صَبَواتِهِ = يَا أيّها المنْحُوتُ في قضْبَاني؟ أمْ أسقطُ الهَمسَاتِ من قامُوسِها = كي يَستَجِيرَ الحُزنُ بالأوْزَانِ؟ لمْ يتّسعْ مَعنًى هُناك بمعْجَمي = كيْ أنقشَ الطّعناتِ بالغُفرَانِ نَفسِي لنحرِكَ يا حُسينُ قلعْتُهُ = في مَصْرعِ التَنزْيلِ والتبيَآنِ وكتمتُ صوتاً شاحباً في خلسةٍ = أخفيتُها عنْ نَظرةِ الصَيوَانِ ما زالَ في الطفِّ الجَريحةِ مُتعَبٌ = يبكيْ كنائِحَةٍ بصَوتِ أذَانِ ما زالَ في الطفِّ الجَريْحَةِ زَيْنبٌ = تنعَى الحُسَينَ بنزفِها الهتّانِ مازالَ للطفلِ الرّضِيعِ وِسَادَةٌ = مُحشُوَّةٌ بأمُومَةِ التِّحنَانِ فخُذوا الخِيامَ المُحْرقاتِ مَدائِناً = للغَيبِ فيْ قَدَرٍ منْ الأشْجَانِ فغَداً يَلمُّ الجُرحَ قَلبُ كِلَيْهِمَا = مُتزمِّلَينَ إلى خُلودٍ ثَانِي
Testing