ومضةٌ من سَدِيم الجِراحِ
سنة 2013
أدغمتُ جُرحي في سَديمِ جِراحهِ = لأكونَ ومضًا مِنْ سنا مصباحِهِ
وعبرتُ منهُ إليهِ في شغفِ الرُّؤى = فرأيتُ خارطةَ الوجودِ براحِهِ
قوسُ الإلهِ ، وغايةٌ خلفَ الرَّدَى = وابنُ النعيمِ ووجنتَيْ تفاحِهِ
مَنْ كالحسينِ لهُ اخضرارُ إرادةٍ = نضجَتْ بهِ الشُّهداءُ في أدواحِهِ
هذا الذي أسرى إلى جهةِ الفِدى = ببراقِ عزّتهِ وهَدْيِ رجاحِهِ
أسرى وأسرجَ بالغيابِ حضورَهُ = والموتُ هذا الموتُ سرُّ نجاحِهِ
هُوَ معجمٌ للكبرياءِ مفصّلٌ = زخرتْ بذلكِ مفرداتُ صِحَاحِهِ
يجني القطوفَ مِنَ الطفوفِ شهادةً = ويُدَوْزِنُ الدُّنيا بخفقةِ ساحِهِ
(هيهاتَ) أطلقَهَا بعزّةِ روحِهِ = وكأنّما ( هيهاتَ ) نارُ سلاحِهِ
مرآةُ (عاشوراءَ) تُنْبِتُ صورتي = والحقلُّ مرآةٌ لدى فلاّحِهِ
تتهافتُ الذكرى لروحِ متيمٍ = كتهافتِ التكبيرِ ل (ابنِ رباحِ)هِ
هُمْ يسألوني عَنْ هوايَ مضاعفًا : = أهوى الحسينَ لذاتِهِ وكفاحِهِ
متجاهرًا بالعشقِ ملْءَ كيانِهِ = مُتَدَثّرًا بالسرِّ تحتَ وشاحِهِ
عطشي ظلامٌ وارتوائي شعلةٌ = ولكم شربتُ النورَ مِنْ أقداحِهِ
توقًا إلى أبعادهِ ، لمِّا أزَلْ = لرُباهُ مشدودًا لهُ وبطاحِهِ
لي فيه معنًى في الطبيعةِ موغلٌ = مازالَ يَستعصِي على شُرَّاحِه
لي فيهِ كشفٌ واقتناصُ حقيقةٍ = ورؤًى ترفرفُ في سماءِ طِماحِهِ
بمصابِهِ (حوَّاءُ ) تزرعُ مأتمًا = ويُفيضُ ( آدمُ ) سلسبيلَ نُوَاحِهِ
وتفجَّعَ القرآنُ في آياتِهِ = كتفجُّعِ الإنجيلِ في ( إصحاحِ)هِ
قد حرَّرَ الدمعاتِ من أعماقِنَا = وأتاحَ للوعيِ انْطلاقَ سَرَاحِهِ
والحزنُ وحَّدَ مقلتَيَّ فلمْ أعُدْ = أدري بوقتِ غُدُّوِهِ ورَوَاحِهِ
صَوْمَعْتُ وجداني وبتّلْتُ الهوى = كتبتُّلِ الصُّوفيِّ في أوضاحِهِ
لي كربلاءُ هُوِيَّةٌ كَونيَّةٌ = والقلبُ يجري هازئًا برياحِهِ
لن أستقلَّ عن الكرامةِ والإبا = ومتى استقلَّ البحرُّ عنْ أملاحِهِ ؟!
في كربلاءَ هناكَ بابٌ للسَّما = سَلْ سيِّدَ الشهداءِ عنْ مفتاحِهِ
وهناكَ ينتصرُ الجَمَالُ وإنْ طغى = قبحٌ بحقدِ سيوفِهِ ورماحِهِ
فيضُ البطولة لنَ يجفَّ نميرُهُ = مهما الفراتُ أُصيبَ في نضَّاحِهِ
أوطانُنَا تبدو ك (ناقةِ صالحٍ ) = يحتزُّها ( الأشقى ) بسُودِ صِفَاحِهِ
ونظلٌّ لا جهةٌ تؤثِّثُ حُلْمَنَا = كالطائرِ الذَّاوي بغيرِ جناحِهِ
وتجلمدَتْ أوقاتُنا بعيونِنا = والمستحيلُ يعيشُ في أشباحِهِ
ومِنَ الحسينِ إلى وريثِ جهادِهِ = رعدُ الصَّهيلِ ، وعنفوانُ جماحِهِ
دومًا يحنُّ لهُ الربيعُ ، وطالَما = أرضُ اليَبَابِ هَفَتْ إلى إصلاحِهِ
في هاءِ غيبتِهِ نمَتْ آمالُنا = ولَكَمْ سَهِرْنا بانتظارِ صَبَاحِهِ