في غَيابةِ الحُبِّ
سنة 2013
يا ليتَنا فوقَ الرّخامِ نذوبُ = وعلى الضريحِ مواجعٌ وقلوبُ
يا ليتّنا ذرٌّ على أعتابِهِ = يلهو بنا ذهبٌ، ويعبثُ طيبُ
قد مضَّنا شوقٌ ل (يوسفِ) عشقِنَا = فمتى ل (كنعانِ) الوصالِ نؤوبُ؟
ذئبُ المصائبِ لم يعُدْ بقميصِهِ = بدمٍ جرى، لم تفترسْهُ نيوبُ
بلْ جاءَ ينزفُ بالظلامةِ جرحُهُ = فدمُ الحسينِ على السّما مسكوبُ
ما عادَ إخوتُهُ سوى برؤوسِهِمْ = وجسومُهُمْ باهى بهنَّ كثيبُ
يا (يوسفَ) العُشاقِ رفقاً، قد ذوتْ = منّا العيونُ، فكُلُّنا يعقوبُ
حَزَناً عليكَ عيونُنا مبيَضّةٌ = كم ذابَ من جزعٍ بنا(أيّوبُ)
إمدُدْ لنا حبلَ الوصالِ فبئرُنا = فيهِ القوافلُ ضجّةٌ ونحيبُ
خبِّئْ (صواعَكَ) خفيةً في جرحِنا = ودَعِ (المؤذِّنَ) في نِداهُ يخيبُ
لن نبرحَ الأرضَ التي شجَّرتَها = بالعاشقينَ، إذِ الغرامُ قشيبُ
إنّا سرَقْنا بعضَ حبِّكَ فاسترِقْ = مَنْ ذاقَ فيكَ الرِقَّ، كيفَ يتوبُ؟
وحملتُ آمالي على فرسِ الهوى = تِلقاءَ (مديَنِكَ) العظيمِ أُنيبُ
أنا يا (شعيبَ) هوايَ جئتُ يقودُني = بخطى الحياءِ تلهُّبٌ ولهيبُ
أنا قد أتيتُكَ هارباً من أمّةٍ = فاحَتْ هزائمُها، ولاحَ غروبُ
وأتيتُ أرضَكَ خائفاً مترقِّباً = ذلاً يُلاحقُ أمّتي ويَعيبُ
إنّي لمَا أنزلتَ بي مِنْ نعمةٍ = وكرامةٍ متلهّفٌ ورغيبُ
خُذْني إليكَ أتمُّ (عشرَكَ) خادماً = وأزيدُ، لا عتبٌ ولا تثريبُ
إحدى اثنتيكَ أريدُها ليَ غيمةً = أحيا بها، إنَّ الطريقَ جديبُ
شرفُ الشهادةِ في قوافلِ (كربلا) = حيثُ الخلودُ معَ الحسين ِيطيبُ
أو عزةٌ أسمو بها وكرامةٌ = فيها تفانَتْ أنفسٌ وشعوبُ
ألقيتُ أحلامي زجاجةَ آملٍ = في بحرِ جودِكَ، كيفَ كيفَ أخيبُ؟!
يا سيّدي عُذراً إذا لمْ يبتسمْ = وجهُ القصيدةِ، فالنشيدُ نحيبُ
«نحنُ الحسينيُّونَ»، ذاكَ شعارُنا = لكنَّهُ (شمّاعةٌ) وهروبُ
هذي دماؤُكَ مزّقَتْ أشلاءَنا = فبكلِّ عامٍ – يا حسينُ حروبُ
بِعْنَا دماءَكَ بالشِّقاقِ وبالشَّقا = فالكلُّ عنْ وطنِ الإخاءِ غريبُ
صِرْنَا نقاتلُ بعضَنا في بعضِنا = ولنا عدوٌّ شامتٌ وطروبُ
(رادودُنا) تُهَمٌ بصوتِ رصاصةٍ = والشتمُ في بيتِ الحسينِ (خطيبُ)!
صارَ اختلافُ الرأيِ آفَتَنا التي = أكلَتْ حصادَ (الطفِّ) وهْوَ خصيبُ
أتُرى تآكَلْنا الصراعُ فلم يزلْ = يجتاحُنا نَصَبٌ، وشاعَ لغوبُ؟
كلٌّ رمى كبدَ الحقيقةِ زاعماً = لكنَّهُ كبدَ الحسينِ يُصِيبُ
يا مَنْ هتفتُمْ بالحسينِ وسيلةً = لا تخذلوهُ، فما هُناكَ (حبيبُ)
عُدْنا لكوفةِ أمسِنا في غيِّنا = فتنازعَتْنَا أوجهٌ ودروبُ
كلٌّ يحرّضُ للقيامِ (حسينَهُ) = لكنَّهُ في (كربلاهُ) غريبُ
نحتاجُ أن يأتي (حسينٌ) فاتحاً = أرضَ (العراكِ)، فأنصِتوا وأجيبوا
نحتاجُ (للعباسِ) يسقي ذلَّنا = عزاً هنيئاً، فالضميرُ جديبُ
قوموا لنحييَ بالوئامِ قلوبَنا = ونعيدَ مجداً بالإخاءِ يطيبُ
وَلِنَكْتبَ التاريخَ من أحضانِنا = فالبغضُ في عرفِ الرّواةِ كذوبُ
فإذا صفَتْ أرواحُكُمْ، طَهُرَ الولا = ولئنْ سألتُمْ فالحسينُ يجيبُ