مرقدهُ ومشهدهُ الجزء الحادي عشر: الإمام الجواد عليهالسلام
وصار قبره بجنب الكاظمِ= علامة تضيء بالمكارمِ
وقبةً مصوغة بالذهبِ= شبيهة لقبةٍ بيثربِ
بالطهرِ والرهبةِ والخشوعِ= صارت محطَ الخيرِ للجموعِ
فيها تجاب دعوةُ المضطرِ= اذا دعا في علنٍ وسرِ
تزهو بها بغداد في الأزمانِ= مفعمة باكمل المعاني
راح عليها يُقرأُ السلام= ما مرت الايامُ والاعوام (1)
Testing
(1) وهكذا هوى من سماء الامامة كوكب ساطع ليحلّ مدفوناً الى جوار جدّه موسى
بن جعفر عليهالسلام حيث تسطع أنوار الذهب في قبّتين لامعتين صارت فيما بعد محطاً لبكاء
الضارعين ، حيث تجاب الدعوات ، وتنزل البركات ، وتكاد أرض بغداد تشمخ بها فخراً
وعزّاً أبد الدهور ، وهذه الملايين من مسلمي الشرق والغرب تتقاطر عليها ، حيث تقام
الصلوات وتسمع الدعوات ، وهكذا انطوت صفحة نيّرة من صفحات الامامة الخالدة
برحيل ابي جعفر الجواد عليهالسلام الى ربه شهيداً مسموماً مظلوماً ، وهو صغير العمر ، بل اصغر
الائمة المعصومين سناً ليتولى الامامة من بعده ولده النقي ، التقي الامام علي الهادي عليهالسلام.
وللشعراء العقائديين باع طويل في رثاء الامام الجواد عليهالسلام والثناء عليه وبيان فضائله وفضل
مرقده المقدس وما ظهرت هناك من كرامات ومفاخر على مرّ الدهور ، وسنورد هنا بعض
ما قالوه :
1 قال علي بن عيسى الاربلي صاحب « كشف الغمّة » :
إمام هدىً له شرف ومجدٌ
أقرّ به الموالي والمعادي
تصوب يداه بالجدوى فتغني
عن الانواء في السنة الجمادٍ
بنى في ذروة العلياء مجداً
بعيد الصيت مرتفع العمادٍ
2 وقال العلامة الشيخ « قاسم محي الدين » :
اذا رمت الشفاعة في المعادِ
فلذ بحمى محمد الجوادِ
شفيعاً للأنامٍ وخير غوثِ
مغيثاً للورى يوم التنادِ
به الاملاك قد شرفت وفيه
سمت شأواً على السبع الشداد
إمام لو دعي المقدور وافى
لنا فذ حكمه سلس القيادِ
مناقبه الثواقب ليس تحصى
بها أعترف الموالي والمعادي
بأخمصه رقي أوج المعالي
وطاول عرشها سامي العمادِ
جوادٌ ما دعي للجود إلا
غدت كفاهُ تهمي كالغوادي
فلا عجبٌ إذا نعشو إليه
فساطع نوره للخلق هادي
ومن غير الجواد ابن عليٍّ
شفيع الخلق في يوم المعادِ
له فضل يفوق الناس فيه
وهل فضلٌ حكى فضل الجوادي
3 وقال الاستاذ محمد جواد قسّام النجفي :
وإن أنس لا أنسى الجواد محمداً
أبا جعفر من فيض أنمله بحر
معاجزه كالنجم لاحت منيرة
فليس لها فكر وليس لها حصر
أقرً بها الحسّاد بالرغم منهم
فسل عنها يحيى حين حلَّ به الحصر
لقد أشخصوه عن مدينة جدّه
لبغداد قهراً عندما دُبّر الامر
ودسّوا له سمّاً على يد زوجةٍ
بها من أبيها كامن ذلك الغدر
فظلَّ يعاني السمًّ في الدارِ وحده
ثلاثة أيامٍ آما علمت فهرُ
4 قال آخر :
لُذ إن دهتك الرزايا
والدهر عيشك نكّد
بكاظم الغيظ موسى
وبالجواد محمد
5 وقال آخر :
يا أبا جعفر يا رمز التقى
فيك ارجو الفوز يوم المحشرٍ
أنتم حصني وأنتم عدّتي
وبكم نيلُ المنى للمهتدي
6 وقال آخر :
ما خاب من أمّ جواداً
فهل يخيب من أم جوادين
فسلام الله على ابي جعفر الجواد وعلى آبائه وأجداده وأبنائه يوم ولد ويوم استشهد ويوم
يبعث حياً.
والحمد لله رب العالمين.