جرائم المنصور
الجزء التاسع: الإمام الكاظم عليهالسلام
وحاولت ظلماً بنو العباسِ= إغفالَ ذكرهِ بقلبٍ قاسي
وضايقوا الكاظمَ بل ناووهُ= بكل اسراف وقد آذوهُ
ولاقت الشيعة في أيامه= كل صنوف الموت واصطلامه
بالسجن والتعذيب والمنافي= ومقتل الاباة والاشرافِ
وامتلأت بالشيعة السجونُ= فللعذاب فوقهم فنونُ
فمنهم من دُس في الجدارِ= ومنهم عُلق بالأسوارِ
ومنهم من قطعوا يديهِ= وسملوا ببغيهم عينيهِ
وبعضهم من مات بالقيودِ= وبعضهم يحرقُ بالحديدِ
حتى غدت أرواحهم مباحه= في كل يومٍ صلبوا بساحة
مشاهدٌ أدمت فؤاد الكاظمِ= وهو يرى الشيعة في المظالمِ
يكظمُ حزنهُ بصبر الاوصيا= وحلمه صار كحلم الأنبيا
فطالما تابعهُ المنصورُ= بألفِ عينٍ خلفهُ تدورُ
يُحصي على ابن جعفرٍ أنفاسهُ= يُرسلُ عند بابهِ حُراسه
يسألُ عن اخباره وفعله= ويرصدُ الزوار في منزله
لعله يأخذه بتهمهِ= إذ أصبحت شيعة موسى همّه
لكنه قد خاب في مسعاه= ولم ينل موسى ومبتغاه
فعاجلتهُ أسهمُ المنية= ووقعت بالظالم الرزية
وقد قضى في سفرةٍ للحرمِ= في « بئر ميمون » بليل الظُلمِ (1)