ثم قضى معذباً شهيدا= مجدداً دينَ الهدى تجديدا
وحُملَ الجثمانُ للبقيعِ= مجللاً بالحزنِ والدموعِ
فصادقُ القولِ غدا مفقودا= وصار قلبُ احمدٍ مكمودا
عليه من آبائهِ السلامُ= فقد بكاهُ الحلُ والاحرامُ
وقد بكاهُ العلمُ والقرآنُ= والحجرُ والمطافُ والاركانُ
وصار موسى بعده الإماما= ليحفظَ الأمةَ والاسلاما (1)
Testing
(1) وهكذا رحل هذا الإمام الصابر شهيداً ، مسموماً بسمٍّ دسّه له المنصور الدوانيقي بعد
عذابٍ طويل من المضايقة والتشديد ، وبعدما لاقى ما لاقى من هذا الطاغية الذي حاول
مراراً قتله فأنقذه الله منه بلطفه. رحل هذا الإمام وهو يحملُ عذاباتِ سنين طويلة ، وهو
يرى مصائب أهل بيته ، وأولاد عمومته ، وصفوة أصحابه على يد هذا الطاغية.
نقل الشيخ الشبلنجي في نور الابصار عن ابن الصباغ المالكي قال : مات الإمام الصادق عليهالسلام
مسموماً في سنة 148 ه ، وله من العمر 68 سنة ودُفن في البقيع في القبر الذي دُفن فيه
أبوه وجدّه وعمّ جدّه ، فلله درّه من قبر ما أكرمه وأشرفه.
وذكر الشيخ عباس القمّي : توفي الإمام الصادق عليهالسلام في شهر شوّال سنة 148 ه بالعنب
المسموم الذي أطعمه به المنصور وكان عمرُه الشريف آنذاك 65 سنة. منتهى الآمال 2 / 241.
وعندما رُفع جثمانه الشريف وأُخرج الى البقيع رثاه الشاعر أبو هريرة العجلي :
أقول وقد راحوا به يحملونه
على كاهلٍ من حامليهِ وعاتقِ
أتدرون منْ ذا تحملونَ الى الثرى
ثبُيراً ثوى من رأسِ علياءِ شاهقِ
غداة حثا الحاثون فوق ضريحهِ
تراباً وأولى كان فوق المفارقِ
أقول وقد راحوا به يحملونه
على كاهلٍ من حامليهِ وعاتقِ
أتدرون منْ ذا تحملونَ الى الثرى
ثبُيراً ثوى من رأسِ علياءِ شاهقِ
غداة حثا الحاثون فوق ضريحهِ
تراباً وأولى كان فوق المفارقِ
أيا صادق ابن الصادقين إليّةً
بآبائكَ الأطهار حلفةَ صادقِ
لَحقّاً بكم ذو العرش أقسم في الورى
فقال تعالى اللهُ ربُ المشارقِ
نجومٌ هي اثنا عشرة كُنّ سُبقا
الى الله في علمٍ من الله سابقِ
منتهى الآمال 2 / 245.
وباستشهاده عليهالسلام انتقلت الإمامة العظيمة الى ولده الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام بوصيةٍ منه
إليه.
والحمدُ للهِ ربّ العالمين.