ثورة يحيى بن زيد
الجزء الثامن: الإمام الصادق عليه السلام
وبعدهُ قام ابنهُ يحيى الفتى= وقد أتى بمثل ما زيدُ أتى
فترك الكوفةَ ذاتَ ليله= الى خراسانَ يجرُ خيله
فحط في « سرخس » ثم نادا= بأنهُ لثورةِ قد قادا
حتى أتى « بلخا » مع الثوارِ= سبعين كانوا مثلما الأقمارِ
فجاءهُ « نصر بن سيارٍ » بما= حشدهُ جيشاً غدا عرمرما
عشرةَ الاف من الفرسانِ= تسوقهم حميةُ الطغيانِ
فاصطدم الجيشانِ عند « بلخِ »= فمسخَ الأعداء أي مسخِ
فسيفُ يحيى مثلُ سيف حيدره= وجيشُ « نصرٍ » مثل جيش الكفره
وقد غدوا جرحى بها وقتلى= وازداد يحيى شرفاً ونبلا
فقد تهاوى ابن زرارة عمر= قائد جيش نصرٍ الذي انكسر
وجاء جيشٌ للقتال ثانِ= فأدركوا يحيى بجوزجانِ
فاشتعلت معركةٌ رهيبه= في ساعةٍ مخوفةٍ عصيبه
أصيب يحيى عندها بسهمِ= في وجهه فخرّ دامي الجسمِ
وقتل الجميعُ من اصحابه= وفُجع الصادقُ في مصابه
وسلب القميصُ من جثمانهِ= فسالت الجراحُ من أردانه
وبعثوا برأسهِ لأمهِ= معفراً مخضباً بدمهِ
فصرخت شردتموه عني= ثم دنا وهو قتيلٌ مني
فلعنةُ الله على الوليدِ= ولعنةُ الله على يزيدِ
اذ صلب الجثمان في وديانِ= بلخٍ وفي هضبة جوزجانِ
ولم يزل معلقاً مصلوبا= سبع سنين يُقرحُ القلوبا (1)