رعايتُهُ للفقراء والمساكين الجزء السابع: الإمام الباقر عليهالسلام
يحنو على المسكينِ والفقيرِ= فهو لهم أكبرُ من نصيرِ
يُحررُ العبَيد كلَّ عامِ= بالحُبّ والرقةِ والسلامِ
فمالُهُ للفقراء صَدقه= نعمتُهُ بكفهم مندفقه
فكم كسى الديباجَ من مسكينِ= وكم رثى لبائسٍ حزينِ
كم أشبعَ الجياع في المدينه= وكم رعى كسيرةً مسكِينه (1)
Testing
(1) الكرم والسخاء من مكارم الأخلاق التي عرف بها أهل البيت عليهمالسلام وكان الإمام
الباقر عليهالسلام يحنو على الفقراء والمساكين ويرفع من شأنهم ، ويقول المؤرخون كما في عيون
الأخبار للصدوق ، والبيان والتبيين للجاحظ انّه عهد لأهله إذا قصدهم سائل أن لا يقولوا
له : يا سائل خذ هذا ، وإنّما يقولون له : يا عبد الله ! بورك فيك ، وقال : سمّوهم بأحسن
أسمائهم ، وكان أحب شيء إلى الإمام عليهالسلام في هذهِ الدنيا صلته لإخوانه ، فكان لا يمل من
صلتهم وصلة قاصديه وراجيه ومؤمليه.
وكان كثير البرّ والمعروف على فقراء المدينة وكان يتصدّق عليهم في كل يوم جمعة بدينار
ويقول : الصدقة يوم الجمعة تضاعف على غيره من الأيام.
وذكر المؤرخون : إنّه كان أقلَّ أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤونة ومع ذلك كان يجود بما
عنده لانعاش الفقراء والمحرومين.
فقد روت مولاته سلمى فقالت : كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى
يطعمهم الطعام الطيّب ، ويلبسهم الثياب الحسنة ، ويهب لهم الدراهم ، وقد عذلته سلمى
عن ذلك ، فقال لها : يا سلمى ! ما يؤمل في الدنيا بعد المعارف والإخوان ، وكان يقول : ما
حسّنت الدنيا إلّا صلة الإخوان والمعارف.