أحداث عاشوراء لا تغيب عن الذاكرة الجزء السادس: الإمام السجاد عليه السلام
وعاد زينُ العابدين نادبا= يذكرُ طولَ عمرهِ الأَطايبا
يَذكرهم حين يريدُ الماءا= كيف قضوا في كربلا ظِماءا
وكيف كانوا طعمةَ السيوفِ= مجزّرين في ثرى الطفوفِ (1)
وحين يندب الحسينَ يذكرُ= طفولةً رعاه فيها الأطهرُ
Testing
(1) بعد واقعة كربلاء استقرّ الإمام السجّاد عليهالسلام في المدينة يذكر مصيبة الحسين عليهالسلام ليلاً
ونهاراً وليكون شاهداً حيّاً على أحدائها ، وحلقة وصل بين الثورة والأجيال التي تليها ؛
فبدأ منهاجه الرسالي في تذكير الناس بمبادىء الثورة عبر البكاء والدموع ، قال الإمام
الصادق عليهالسلام : إنّ جدّي علي بن الحسين عليهالسلام بكى على أبيه عشرين سنة وما وضع بين يديه
طعام حتى بكى ، حتى عذله بعض مواليه فقال له : إنّي أخاف عليك أن تكون من
الهالكين فقال عليهالسلام : يا هذا إنّما أشكو بثي وحزني الى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إنّ
يعقوب كان نبياً فغيّب الله عنه واحداً من أولاده وعنده إثنا عشر وهو يعلم انّه حي فبكى
عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن ، وإنّي نظرت إلى أبي وإخوتي وعمومتي وصحبي
مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ؟ وإنّي لا أذكر مصرع بني فاطمة إلّا خنقتني العبرة ،
وإذا نظرت إلى عماتي وأخواتي ذكرت فرارهنّ من خيمة إلى خيمة.